الطفح الوردي Roseola infantum

دكتور نمر شحرور اخصائى أطفال
الطفح الوردي التهاب فيروسي شائع بين الأطفال؛ حيث إن معظم الأطفال يكونون قد أصيبوا به قبل إتمامهم عامهم الثاني، غير أنه قد يصيب البالغين أيضا، لكن في حالات نادرة.
ويذكر أن هناك سلالتين شائعتين من فيروس الهيربيس herpes virus قد تسببان الإصابة بهذا المرض، والذي عادة ما يبدأ بارتفاع درجات حرارة الجسم، يليها ظهور طفح جلدي.
وتجدر الإشارة إلى أن شدة هذا المرض تتفاوت من حالة إلى أخرى. ففي الوقت الذي قد تظهر به أعراضه بوضوح على مصاب ما، فإن آخر قد يصاب بأعراض بسيطة جدا أو قد لا تظهر عليه أي أعراض.
أعراضه وعلاماته
إن أعراض وعلامات هذا المرض تبدأ بعد انتقال العدوى من مصاب إلى سليم بنحو أسبوع إلى أسبوعين، لكنها قد تكون بسيطة ولا تظهر بتاتا. أما في حالة ظهورها، فهي عادة ما تسبب في بدايتها ارتفاعا مفاجئا في درجات الحرارة قد يصل إلى ما يزيد على 39.4 درجة مئوية. وقد يستمر هذا الارتفاع لمدة قد تصل إلى أسبوع واحد. كما وقد تتصاحب معه أو تسبقه أعراض متعلقة بالجهاز التنفسي العلوي؛ منها سيلان الأنف وألم الحلق والسعال. ويكون الطفل أثناء ارتفاع درجات حرارته سريع الاهتياج، كما قد يفقد شهيته. علاوة على ذلك، فقد تنتفخ العقد الليمفاوية في عنقه.
ومن الجدير بالذكر أن درجات الحرارة لدى المصاب تعود إلى طبيعتها فجأة. وفي الوقت نفسه تقريبا، عادة، وليس دائما، ما يظهر على جلده طفح وردي اللون يميل إلى الاحمرار؛ حيث يكون هذا الطفح إما مستويا مع الجلد أو مرتفعا عنه قليلا. ويستمر هذا الطفح، الذي لا يسبب حكة أو مضايقة للمصاب، لمدة تتراوح بين عدة ساعات وعدة أيام قبل أن يختفي. ويظهر هذا الطفح على منطقة الجذع، ثم ينتشر في الجسم. وعادة ما يكون ذلك في العنق والذراعين. كما أنه قد يصل في بعض الأحيان إلى الوجه والساقين.
ويذكر أن بقع هذا الطفح تتحول إلى اللون الأبيض عند لمسها. كما أن هناك بقعا تكون محاطة بهالة بيضاء من دون أن تتعرض للمس.
ويعد هذا المرض معديا؛ فهو، كغيره من العديد من الالتهابات الفيروسية، ينتقل عبر التعرض لإفرازات الجهاز التنفسي للمصاب أو للعابه. فعلى سبيل المثال، فإن شارك المصاب شخص سليم في الشرب من كوب واحد، فإن العدوى تنتقل إليه.
وتجدر الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن يظهر الطفح الجلدي على المصاب ليصبح ناقلا للعدوى.
مضاعفاته
قد يفضي الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة الناجم عن هذا المرض إلى حدوث ما يسمى بالاختلاجات الناجمة عن الحمى لدى نحو 10 % - 15 % من الأطفال الصغار.
وتتضمن علامات وأعراض هذه الحالة نفضان الذراعين والساقين والوجه لمدة دقيقة إلى دقيقتين، بالإضافة إلى فقدان السيطرة على التبول والتبرز. علاوة على ذينك، فإنها قد تسبب فقدان الوعي.
ويشار إلى ضرورة حصول الطفل على رعاية طبية طارئة في حال اشتباه إصابته بهذا الاختلاج.
فضلا عن ذلك، فإن المرض المذكور قد يكون أكثر شدة، وقد يسبب مضاعفات شديدة لمن لديهم مشاكل مناعية؛ حيث إنه قد يتصاحب لدى هذه الفئة مع التهاب رئوي أو التهاب دماغي أو غير ذلك.
علاجه
معظم الأطفال يشفون تماما من هذا المرض خلال أسبوع من بدء ارتفاع درجات الحرارة لديهم. لكنه ينصح أثناء ذلك، بعد استشارة الطبيب، بإعطائهم المسكنات الخافضة للحرارة، والتي تباع من دون وصفة طبية؛ منها الباراسيتامول، المعروف تجاريا بالريفانين، والأيبيوبروفين، المعروف تجاريا بالبروفين.
ورغم أنه لا يوجد علاج محدد لهذا المرض، إلا أن بعض الأطباء يصفون لمرضاهم مضاد الفيروسات جانسيكلوفير، الذي يحمل الاسم التجاري سايتوفين، وذلك لعلاج المصابين الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة. أما عن المضادات الحيوية، فهي لا تعالج هذا المرض كونها مضادة للبكتيريا وليس للفيروسات.
ويشار إلى أن الطفل عادة ما يبدأ بالتحسن بعد زوال ارتفاع درجات حرارته. لذلك، فينصح بالقيام بعدة تدابير لإعادة درجات حرارته إلى طبيعتها؛ منها حصوله على فترات كافية من الراحة في سريره، فضلا عن حصوله على كميات كافية من السوائل، وذلك أيضا لتجنب إصابته بالجفاف.
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق