كيف يخزن جسمك الطاقة؟

د. محمد سعد عبد اللطيف
إذا كان الطريق الوحيد الذي يحصل به جسمك على الجلوكوز مباشرة هو الغذاء، لكان من المفترض أن تموت خلال يومين إذا امتنعت عن تناول الطعام. فعندما ينضب ما لديك من الجلوكوز، يحلل الجسم الجليكوجين (المختزن في الكبد والعضلات) إلى جلوكوز. وعندما يُستهلك الجليكوجين، فإن الجسم يحرق الدهون. وعندما تُستنفد الدهون، يحرق الجسم الأنسجة الفقيرة في الدهون.
في المقابل إذا كان مستوى السكر في الدم طبيعياً ومخزون الجليكوجين مكتملاً، فإن الجسم يختزن الدهون التي تأكلها على هيئة دهون أيضاً. وعندما تأكل الكربوهيدرات، فإن الجسم يهضمها ويحولها إلى جلوكوز. وعندما يكون مستوى السكر طبيعياً يمتص الكبد هذا الجلوكوز مثل الإسفنجة ويحوله إلى جليكوجين. فإذا كانت مستودعات الجليكوجين ممتلئة، فإن الجلوكوز يتحول إلى دهن. لذا لا تعتمد قدرتك على المحافظة على استقرار سكر الدم على ما تأكله فقط، ولكن أيضاً على مدى كفاءة الجسم في إبقاء كل شيء متوازناً بادخار الجلوكوز الفائض في المخازن، وأما في وقت العوز فبمهاجمة احتياطيات طاقتك وإطلاقها.
وحيث إن كل خلية في جسمك تعتمد في عملها على الجلوكوز، لذا فعندما يكون هناك نقص، فإن جسمك لا يتعب فقط بمفرده وإنما عقلك كذلك. سوف تصبح كثير النسيان، وتفقد قدرتك على التركيز، ولا يمكنك أن تفكر بطريقة صحيحة. كما قد يعتريك الاكتئاب وسرعة الانفعال وتشعر أنك غير قادر على الاحتمال. وهذه الأنواع من الأعراض تكاد تكون يومية لكثير من الناس الذين -لسبب أو لآخر- يفقدون قدرتهم على حفظ توازن السكر في دمائهم، ويصبحون أكثر حساسية للزيادة أو النقصان في سكر الدم. هذه الحالة تسمى اصطلاحياً (خلل توازن سكر الدم) أو (حساسية السكر) ويعتقد أنها تؤثر على حوالي واحد من كل أربعة أشخاص.
هل لديك حساسية للسكر؟
كيف تكتشف أن لديك حساسية للسكر، وما إذا كان بمقدورك أن تستفيد من الأكل مستدلاً بطريقة المعامل السكري؟ يستطيع خبراء التغذية إجراء اختبارات الدم ليعرفوا كيفية استجابتك، إلا أن الأعراض التي تظهر عليك وعلاقتك بالسكر يمكن أن تكون دليلاً جيداً جداً.
اختبر حساسيتك للسكر
أجب عن الأسئلة التالية بوضع علامة على الأسئلة التي ستجيبها بـ “نعم”:
• هل من النادر أن تكون متيقظاً تماماً بعد 20 دقيقة من صحوك؟
• هل تحتاج إلى الشاي أو القهوة أو السجائر أو إلى أي شيء حتى تخرج إلى عملك في الصباح؟
• هل تحب الأغذية الحلوة حقاً؟
• هل تشتهي الخبز أو الحبوب أو الفشار أو المكرونة؟
• هل أنت زائد الوزن وغير قادر على التخلص من هذه الأرطال الزائدة؟
• هل غالباً ما تقل طاقتك على مدار اليوم أو بعد الوجبات؟
• هل تصاب في أغلب الأحيان بتقلبات في المزاج أو صعوبة في التركيز؟
• هل تصاب بالدوار أو سرعة الانفعال حين يمر عليك ست ساعات دون طعام؟
• هل تجد نفسك في أغلب الأوقات مفرطاً في ردود أفعالك؟
• هل كثيراً ما تصبح حاد الطبع أو سريع الغضب أو عدوانياً على غير المتوقع؟
• هل لديك الآن طاقة أقل مما تعودت عليه؟
• هل تكذب دوماً بشأن كمية الأطعمة الحلوة التي تأكلها؟
• هل تحتفظ من وقت لآخر بأحد الأطعمة الحلوة لتكون في متناول يدك؟
• هل تشعر بأنك لا تستطيع الاستغناء عن الخبز؟
إذا أجبت بـ “نعم” على ثمانية أسئلة أو أكثر، فهناك احتمال كبير لأن تكون لديك حساسية للسكر، وبعبارة أخرى عليك أن تناضل لتحافظ على مستوى السكر في دمك متوازناً.
باختصار، لكي تتجنب الانخفاضات في الطاقة والمزاج والتي تحدث نتيجة لتقلب مستوى السكر في الدم، فعليك أن:
• تتجنب الأطعمة والمشروبات الحلوة.
• تتناول الأغذية ذات المعامل السكري المنخفض.
• تجمع بين الأغذية ذات المعامل السكري المرتفع. وتلك الغنية بالبروتين.
الهضم مفتاح الحيوية
هنا كأسباب عديدة تفضي إلى الإعياء المزمن، ومعظم هذه الأسباب له علاقة بالهضم. وبينما قد يؤدي النقص في تناول العناصر الغذائية السليمة إلى التعب، فإن سوء الهضم والامتصاص يؤديان كذلك إليه. فالكثير من الناس يأكلون طعاماً صحياً لكنهم لا يستطيعون -لسبب أو لآخر- أن يهضموه جيداً، وبالتالي لا يمكنهم الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجونها لتوليد الطاقة.
هناك أيضاً الكثير الذي يسير بشكل غير سليم في القناة الهضمية التي لو بسطت لغطت ملعباً صغيراً لكرة القدم. هذه المساحة من السطح تفصل بين 100 طن من الغذاء الذي نستهلكه طيلة حياتنا وبين أنفسنا من الداخل. وهناك بعض المواد الكيميائية المعينة يُسمح لها فقط بالمرور من خلال عملية انتقاء يحكمها حراس جهاز المناعة.
التعرض للتوتر المستمر (المصحوب بارتفاع مستوى الكورتيزول وانخفاض مستوى DHEA) يعرقل تلك الوظيفة المناعية. فهو كما لو أن هؤلاء الحراس قد أضربوا عن العمل. حراس المناعة هؤلاء يطلق عليهم البروتينات المناعية التي لها أنواع عدة مثل البروتين المناعي الإفرازي A (IgA) الذي يبطن القناة الهضمية، ويعمل على حمايتنا من الجزيئات غير المرغوب فيها فيبقيها بالخارج. وعندما ينخفض مستوى IgA تحت وطأة التوتر نفقد تلك الحماية؛ فيدخل كم كبير من الجزيئات الضارة إلى أجسامنا. هذه الجزيئات تستحث رد فعل مناعياً فيسبب الحساسية. وهذا يفسر سبب ظهور حساسية الطعام في الأشخاص المعرضين للتوتر المزمن.
والتوتر الشديد جداً يثبط جهاز المناعة وينشط الالتهاب. وتتفاعل أجسامنا دائماً للتوتر بتحويل كل مواردنا ناحية إنتاج الطاقة اللازمة لغرض القتال أو الهرب، بعيداً عن أشياء أخرى كالهضم والمناعة. وهذا يفسر لماذا يكون من الصعب هضم الطعام عندما تقع تحت تأثير التوتر، ولماذا تكون عرضة أكثر لأمراض البرد والأنفلونزا.
سبب آخر يؤدي لدخول الضيوف غير المدعوين إلى أجسامنا ألا وهو جلدنا الداخلي -أي جدار القناة الهضمية- الذي يصبح شديد النفاذية ويؤدي إلى ما يطلق عليه “نفاذية القناة الهضمية” أو “متلازمة تسريب الأمعاء”. وهذه الحالة قد تزيد مع الإصابة بالعدوى أو الالتهاب أو الانتفاخ أو فرط تعاطي الكحوليات والمضادات الحيوية والأدوية غير الاستيرويدية المضادة للالتهاب كالأسبرين.
وبمجرد أن تبدأ السموم والجزيئات الكبيرة تطفلها على الجسم وعبثها به بلا استئذان من خلال القناة الهضمية يكون على الجسم أن يعمل بنشاط ليتعامل مع هذه السموم ويتخلص منها. وعلى الفور تبدأ قدرة الجسم على التخلص من كل الزوار المتطفلين في التدهور، مما يؤدي إلى قصور وظائف الكبد. خلال هذه المرحلة تظهر مجموعة من الأعراض -حتى مع أقل زيادة في السموم- مثل: التعب، والخمول، والصداع، وأوجاع الجسم، والالتهابات.
على سبيل المثال، عندما نمارس الرياضة، تقوم عضلاتنا بإنتاج مادة سامة تسمى حمض اللاكتيك الذي قد يتسبب في تيبسها إلى حد ما في اليوم التالي. هذه ليست مشكلة في العادة، لكن إذا كانت قدرة الشخص على إزالة السموم ضعيفة، فتلك هي المشكلة، فقد تظهر الأعراض مع أقل مجهود حتى
كيف يتسمم الجسد وكيف تخلصه من السموم
مع مجرد المشي. وقد تستحث الأعراض كذلك وجبة طعام أكبر قليلاً من الطبيعي أو بعض الأطعمة خصوصاً تلك التي تكون عسرة الهضم. هذه السلسلة كلها من الأحداث تمثل السبب الرئيسي للإعياء المزمن وتبرهن على أن الهضم أكثر من مجرد مفتاح للحيوية. وكما قال أستاذ بكلية الطب في جامعة هارفارد: “أن يكون لديك معدة قوية وأمعاء سليمة أكثر أهمية لسعادتك كبشر من أن يكون لديك مخاخ كثيرة”.
هضم الطعام
أنت لا تكون بما تأكله، وإنما بما تستطيع أن تهضمه وتمتصه. تتحلل جزيئات الطعام الكبيرة التي نأكلها إلى جزيئات صغيرة جداً تدخل إلى الجسم (تضاف لقائمة الضيوف لو جاز التعبير). تتفكك الكربوهيدرات إلى سكريات بسيطة مثل الجلوكوز والفركتوز؛ وتتحلل البروتينات إلى أحماض أمينية، بينما الدهون إلى أحماض دهنية وجليسرول. هذا ما يجب أن يتم على الأقل.
يتم الهضم بمساعدة حمض الهيدروكلوريك في المعدة مع الإنزيمات الهاضمة الأخرى. يكون الجسم كل يوم حوالي 10 لترات من العصارات الهاضمة التي إن لم تفرز بدرجة كافية يصاب الإنسان بعسر الهضم. وهذا يظهر في صورة تعب وعدم ارتياح بالبطن وانتفاخها وامتلائها بالغازات. وبدلاً من أن يزودك الطعام بالقوة تجد نفسك متعباً. وتظهر هذه الأعراض أيضاً عندما تتناول أكثر مما يستطيع جسمك أن يهضمه.
إذا كنت تشك في أنك لا تهضم طعامك بشكل جيد، فإن أبسط طريق لتتحقق من ذلك أن تذهب إلى متجر الأغذية الصحية وتشتري مكمل إنزيم هاضم. اختر واحداً يحتوي على بعض الأميلاز (الإنزيم المسئول عن هضم الكربوهيدرات)، وبعض البروتياز (الإنزيم الذي يهضم البروتينات)، والليباز (الذي يهضم الدهون). تناول واحداً منها مع كل وجبة لمدة أسبوع. إذا وجدت عسر الهضم قد زال وعادت لك حيويتك، فأنت إذن قد أصبت الهدف. يمكنك -لو شئت- أن تحافظ على تناول هذه الإنزيمات الهاضمة. مع هذا، فقد تصبح غير ضرورية بعد شهر، وخصوصاً إذا اتبعت التعديلات الأخرى في النظام الغذائي الموصى به.
والسبب في ذلك يرجع إلى أن هذه الإنزيمات هي نفسها تعتمد على الفيتامينات والمعادن. فعلى سبيل المثال، يحتاج الحمض المعدي إلى الزنك لكي يتكون في الجسم. وأنت إن لم تهضم طعامك بفعالية، فلن تحصل على العناصر الغذائية التي تحتاجها لكي تصنع هذه الإنزيمات فتهضم الطعام. هي إذن حلقة مفرغة. على الجانب الآخر، إذا كنت تهضم جيداً، حصلت على مغذيات أكثر تساعد جسمك على أن يكون إنزيمات أكثر. وهذا يفسر لماذا يمكنك أن توقف أخذ الإنزيمات بعد شهر مع استمرار تحسن صحة الجهاز الهضمي. رغم هذا، ليس هناك ضرر يعود لو أخذتها باستمرار.
البكتيريا في الميزان
يوجد داخل جسمك ما لا يقل عن 1.3 كجم من 300 سلالة مختلفة من البكتريا الضرورية لصحتك ولياقتك. إذا تناولت المضادات الحيوية لفترة معينة، فإنها تقضي عليها تقريباً. وهذا هو سبب شعورك بالتعب أثناء تعاطيك لهذه المضادات. هذه البكتريا تصنع كل أنواع المغذيات التي يحتاجها الجسم وتحمي الجهاز الهضمي من العدوى.
هناك بالطبع بكتريا ضارة أيضاً قد تكون واجهتها خلال عطلة سافرت فيها إلى مكان لا تراعي فيه الشروط الصحية أو عند إصابتك بتسمم غذائي. والتوازن السليم لهذه البكتريا هو مفتاح صحة الجهاز الهضمي والتحسن الإجمالي في الصحة العامة. والأعراض التي تظهر نتيجة فقد التوازن تكون هي نفس الأعراض التي ناقشناها من قبل بسبب سوء الهضم. إذا لم تساعدك الإنزيمات الهاضمة، فقد ترغب في زيادة أخذك لهذه البكتريا النافعة. وهذا مهم خاصة إذا كنت تفعل شيئاً ضاراً قد يقضي عليها مثل الإفراط في تناول الكحول أو تعاطي المضادات الحيوية.
هناك طريقتان لتنشط بهما البكتريا النافعة. الأولى أن تأكل الأطعمة المخمرة المحتوية على السلالات الصحيحة من البكتريا الحية. وأشهر سلالتين توجدان في القناة الهضمية يطلق عليهما Lactobacillus acidophilus و Bifido. وبعض أنواع الزبادي الطبيعية (الحية أو النشطة) تتم صناعتها بواسطة هاتين السلالتين، لذلك يمكنك تناول هذه الأنواع. وتبيع معظم المتاجر الزبادي الطبيعي (الحي) ويمكنك فحص جوانب العلب للتأكد من السلالات المستعملة.
الطريقة الثانية أن تأخذ مكملات ما يعرف بمنشطات الحيوية Probiotics. وهذا الاسم يستعمل للدلالة على مكملات غذائية مركزة تحتوي على البكتريا النافعة. ومرة أخرى ابحث عن الأنواع التي تحتوي على كل من السلالتين اللتين ذكرتا سابقاً. وطريقة صنع هذه المكملات معقدة جداً وتحتاج للحذر الشديد والضبط المحكم. هذه البكتريا لن تدوم للأبد؛ لذا يفضل أن تختار منتجاً لشركة مكملات موثوق بها، وتحفظه في ثلاجة، وتستخدمه خلال 6 أشهر من تاريخ الشراء.
الكائنات الدقيقة البرازية المجهولة في الأمعاء
الأكثر أهمية من اختلال التوازن البكتيري هو الغزو بالكائنات الدقيقة البرازية غير المعروفة UFO. هذه الكائنات هي تلك الجراثيم الضارة التي يمكن أن تعيش في الجهاز الهضمي وتشمل البكتريا والفطريات والحيوانات الأولية والديدان الضارة. هذه الطفيليات أكثر بكثير من أن تدرك عموماً.
أعراض العدوى تشمل:
• مغص وتقلصات بالبطن
• تعب
• إسهال وإمساك
• صداع
• انتفاخ البطن
• حساسية الطعام
• ريح البطن
• نقص الوزن
• براز كريه الرائحة
• آلام وأوجاع
• مشاكل التهابية بالقناة الهضمية
• حمى
هذه القائمة ليست بالتأكيد شاملة لكنها تصور كيف أن هذه الجراثيم قد تتسبب في العديد من المشاكل الصحية. إذا ظهرت عليك الأعراض بعد قضائك لعطلة في منطقة شديدة الخطورة، أو ربما بعد فترة علاج بالمضادات الحيوية التي تقضي على الدفاعات الطبيعية ضد الطفيليات الأخرى، فمن المحتمل أن يكون ذلك غزواً بالـ UFO.
وأفضل طريقة للتصرف أن تعمد لإجراء تحليل عام للبراز. فهناك أنواع عديدة مختلفة للطفيليات، وأحسن المعامل والاختبارات المعملية تلك التي تفحص ضروباً عريضة لمعرفة البكتريا النافعة والبكتريا الضارة والعدوى الفطرية الشائعة بالمبيضات (أو الكانديدا ألبيكانس). وإذا كنت مصاباً بعدوى، فهناك عادة علاجات خاصة للتعامل مع الطفيليات الخاصة. إن هذا المجال كثير التعقيد ويفضل تماماً الذهاب إلى خبير غذائي إكلينيكي أو إلى أخصائي طبي يستطيع أن يجري الاختبار المناسب لك.
متلازمة تسريب الأمعاء
نحن مهيئون لأن نهضم طعامنا إلى جزيئات صغيرة بسيطة تدخل الدم من خلال جدر القناة الهضمية. فإذا كان الإنسان لا يهضم طعامه بشكل لائق أو كان جدار الأمعاء يسرب جزيئات الطعام، انتقلت تلك الجزيئات غير المهضومة إلى مجرى الدم دون أن يلقي الجسم لها بالاً. هنالك تنبه هذه الجزيئات خلايا المناعة الحارسة التي تعاملها كأجسام غريبة غازية فيحدث رد فعل مثير للحساسية، وتنشب معركة تدور رحاها داخل الجسم تنتج عنها مجموعة من الكيماويات هي في حد ذاتها سموم لابد من التخلص منها لتكون آمنة.
تزداد نفاذية جدار الأمعاء نتيجة لعدة أسباب بالإضافة إلى تثبيط جهاز المناعة وانخفاض مستوى IgA. فعلى سبيل المثال، يسبب الكحول تهيج بطانة القناة الهضمية -كما يفعل أحد البروتينات الموجودة في القمح ويعرف بالجلوتين- ويؤدي نقص المواد الغذائية البانية للخلايا مثل فيتامين أ والزنك والبروتين والدهون الأساسية إلى ضعف بنية جدار القناة الهضمية. كما تؤدي زيادة أعداد البكتريا والفطريات الضارة مثل المبيضات أو الطفيليات الأخرى إلى غزو جدار الأمعاء، مهيجة إياه ومسببة زيادة نفاذيته؛ كما يؤدي انتفاخ البطن -إما بسبب امتلائه بالغازات وإما بسبب الإفراط في الأكل- إلى تشديد الضغط على جدار الأمعاء. وهناك أيضاً بعض العقاقير المعينة التي تدمر القناة الهضمية، وهذه تشمل: المضادات الحيوية، والأسبرين، والأدوية الأخرى المضادة للالتهاب.
وبمجرد أن يصبح جدار القناة الهضمية منفذاً، فمن الممكن أن تصبح الأطعمة الطبيعية تماماً سامة للجسم؛ لأنها تدخله قبل أن يتم هضمها بالكامل. وبدلاً من أن يزيد مستوى الطاقة عندك، فإن هذه الأطعمة تلقي على الجسم حملاً ثقيلاً من السموم. وبمجرد أن يصبح هذا الحمل ثقيلاً جداً، يفقد الجسم قدرته على التخلص من سمومه. هذه السموم الناتجة يمكن أن تحدث كل أنواع الأعراض.
هناك اختبارات بسيطة يمكن بها اكتشاف ما إذا كان لديك تسريب بالأمعاء أم لا. وهذه تشمل شرب بعض المواد ثم جمع عينة من البول فيما بعد. وحسبما يظهر في البول، يمكن بدقة تحديد حجم الجزيئات التي تمر من خلال القناة الهضمية. هذه الاختبارات يفضل إجراؤها تحت إشراف خبير تغذية إكلينيكي يستطيع ابتكار حمية خاصة وبرنامج تكميلي يداوي القناة الهضمية. هذا غالباً يتضمن إعطاء مكملات خاصة من حمض البيوتريك وإل- جلوتامين والجلوكوزامين التي تساعد على شفاء القناة الهضمية، هذا بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية الموضحة بالقائمة التالية.
سواء أكنت مصاباً بمتلازمة تسريب الأمعاء أم لا، لكي تحافظ على جهازك الهضمي، فأنت بحاجة لأن:
• تتجنب الكحول.
• تتجنب الأسبرين والأدوية غير الاستيرويدية الأخرى المضادة للالتهاب.
• تمتنع عن تناول القمح، وخصوصاً الخبز المخمر، وتتناول بدلاً منه فطائر الشوفان وخبز الجاودار الكامل ومكرونة الحنطة السوداء.
• تتناول الأطعمة المخمرة مثل الزبادي الطبيعي، أو تأخذ مكملات Probiotics.
• تتناول البذور والأسماك. فالدهون الأساسية التي تحويها تستعمل من قبل الجهاز الهضمي وتعمل كعوامل طبيعية مضادة للالتهاب.
• تجرب استعمال مكملات الإنزيمات الهاضمة مع كل وجبة رئيسية إذا كنت تشكو عسر الهضم.
• تتأكد من أن برنامجك للمكملات يتضمن 15 مجم زنك، و 10000 و.د (3300 مكجم) فيتامين أ، بالإضافة إلى الفيتامينات المتعددة فائقة القوة مثل فيتامين هـ (400 مجم) وفيتامين ج (1000 مجم).

شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق