السموم الغربيه

علا بركات

حينما تستمع الي الامثال القديمه تجد فيها ذكاءا فطريا نفتقده حاليا مع كل التقدم التكنولوجي المتواصل .. والجلوس لبعض الوقت لدي احد كبار السن يعطينا خبره حياتيه كبيره لا يمكن ان نجدها في الكتب .
قالوا قديما : ما يجي م الغرب حاجه تسر القلب .. ومع ما يأتينا م نتقدم هائل ينتجه الغرب قد نعتقد ان هذا المثل غير صحيح لكن بنظره متأنيه لما يحدث حولنا سنجد ان كل ما يأتينا من الدول المتقدمه تكنولوجيا قد يرقي في بعض لاحيان الي الشر المطلق .
لن نتحدث عن الاجندات الاجنبيه لتقسم الدول العربيه وتفتيت ثرواتها خاصه تلك الدول ذات اكبر اقتصاد عالمي مثل العراق وليبيا ومصر فمجال هذا الحديث مقال اخر
لكن دعونا نتحدث عن امثله ابسط من ذلك بكثير
حينما يكتشف او يخترع احد منهم شيئا جديدا تقام المصانع العملاقه لتصنيع هذا المنتج علي نطاقات واسعه تخفيضا لنفقات بيعه ويصاحب ذلك حملات دعائيه ضخمه وجذابه ومتنوعه تبرر وتوضح اسباب احتياج المستهلك لهذا المنتج حتي لو لم يكن له داعي وذلك قبل اكتشاف اي عيوب لاستخدام هذا الجديد علي الحياه
ثم بعد فتره يكتشف الاطباء او العلماء التأثيرالسيء علي صحه افراد المجتمع الغربي نتيجه الافراط في استخدام تلك المنتجات وبالطبع لا يمكن ان تتوقف مصانعهم العملاقه عن انتاجه وحتي اذا ما تم استبدال تلك المنتجات باخري اكثر امانا فاين ستذهب المصانع القديمه التي دمرت جزءا من صحه واقتصاد بلادهم ؟
والاجابه طبعا معروفه سوف يقومون ببيعها للدول الاقل تقدما والتي ليس فيها ابحاثا علميه متطوره تسمح باكتشاف مضار تلك المنتجات قبل استخدامها لعده سنوات وغالبا ما تتضمن الصفقه جزءا من الدعايه الضخمه
اتحدث عن كل شيء عرفناه من خلال الغرب مثل :
 السجائر التي روجنا لها في كل افلامنا القديمه وتتسبب في قتل العديد سنويا والوجبات السريعه التي ثبت تسببها في امراض قاتله.
 المنتجات البلاستيكيه التي ثبت انها تسبب انواع عديده من السرطانات
 مزيلات العرق والرائح المعبأه في بخاخات تحتوي علي غازات تضر بطبقه الاوزون
طاقه الفحم التي ينسب اليها الثوره الصناعيه في اوروبا وتسببت في تلويث البيئه
المواد الهرمونيه المستخدمه في تكبير حجم ثمار الفواكه والتي تسبب انواعا من السرطان
 العلف المستخدم في تسمين الماشيه والدواجن وغيرها
اما اخطر المنتجات والتي يتم الترويج لها حاليا بشده فهي انواع الصابون القاتل للبكتريا والتي يقولون انها تعقم وتقتل 90% من الميكروبات والبكتريا من حولنا
وانا لست طبيبه بشريه لكنني اعرف جيدا ان التعرض للبكتريا العاديه الموجوده في البيئه المحيطه بنا يسبب نوعا من المناعه لاجسامنا فاذا قمنا بقتل تلك البكتريا فسوف نكون عرضه للاصابه بالامراض اكثر من غيرنا . هذا بالاضافه الي اننا لا نحيا داخل فقاعات هوائيه او اكياس بلاستيك تمنع عنا التعرض للبكتريا خارج منازلنا فاذا عقمنا منازلنا تماما فكيف سنعقم الشارع والمدارس والاسواق والهواء وغيرها ؟
من الاشياء الاخري التي تسبب اضرار جسيمه ايضا ويتم الترويج لها بكثره حاليا بعض اطعمه الاطفال والشباب والتي يتباهي منتجوها باحتوائها علي طعم صناعي اكثر بكثير من غيرها من المنتجات المشابهه مثل رقائق البطاطس والشعريه وغيرها وقد لا يعرف البعض ان الطعوم الصناعيه ما هي الا منتجات كيميائيه تترسب بانسجه الجسم وتسبب له الامراض العديده مهما قلت نسبه وجودها في الجسم . لكننا الان نسعي وراء تلك المنتجات نتيجه الحملات الاعلانيه المكثفه الجذابه التي تطاردنا .. حتي ان بعض شركات البطاطس تتباهي بان منتجها مقطع علي هيئه شرائح غير مستويه السطح ما يجعل نسبه الطعم الصناعي علي شريحه البطاطس اكثر بكثير من الانواع الاخري .
هل يعرف احد ان الفانيليا المستخدمه حاليا في معظم الحلويات التي نأكلها وتكون عباره عن بودره بيضاء ذات رائحه جذابه ما هي الا احد المنتجات الكيميائيه الضاره وان نبات الفانيليا الطبيعي عباره عن قرون تشبه البازلاء ويكون لونها اسود وتحتوي علي بذور ذات رائحه نفاذه تشبه بالطبع المنتج الكيميائي ؟
لو تابعتم بعض البرامج الطبيه الامريكيه التي تذاع مترجمه علي بعض القنوات الفضائيه العربيه ستعرفون انهم حاليا يحاولون الابتعاد تماما عن كل تلك المكونات الضاره والعوده الي الطبيعه في الطعام والشراب .
اتمني ان نمنع اولادنا من تناول هذه السموم لاننا في حاجه اليهم ولان التطور العلاجي لدينا منخفض وربما يكون معدوما تماما ما يهدد ثروتنا الطبيعيه من الشباب بالامراض القاتله يوما بعد يوم .

                                                                             
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق