محمد أنيس
المنزل هو البيئة الأولى لتعليم فكرة الأمانة، والسرقة صفة يتعلمها الطفل نتيجة للظروف المحيطة به، فهي مثل الأمانة تكتسب عادة عن طريق الممارسة تحت ظروف معينة أو نتيجة الإقتداء بالآخرين، وغالبا ما يتعلم الطفل السرقة في الطفولة المبكرة، كما أنها تظهر في حياة الطفل أو المراهق إذا ما وقع تحت تأثير الضغوط النفسية واضطر إلى السرقة لإثبات ذاته أو حمايتها.
والسرقة من السلوكيات الشائعة في مرحلة الطفولة رغم ندرة ظهورها بسبب تردد أولياء الأمور في مناقشة سرقات أطفالهم والإفصاح عنها، والطفل الذي يسرق غالبا ما يكون مجهول الهوية بسبب ما يقوم به من محاولات ليتستر على جريمته حتى يصعب إثبات التهمة عليه وغالبا ما نجده ينكر تماما أن له علاقة بهذه الفعلة ويقسم أغلظ الإيمان على ذلك أي أنه يقرن السرقة بالكذب أيضا، بل قد نجده ينسب سرقته إلى أخ له أو زميله.
ومن المعلوم أن الطفل يتعلم أول دروس الأخذ والعطاء داخل الأسرة فهو يتعلم أن له ملابس خاصة به ولعب يلعب بها ومكان ينام فيه .. وعندما يكبر ويتعامل مع الأطفال الآخرين يبدأ مفهوم الملكية الخاصة في التغيير التدريجي فنجد أخيه أو صديقه يريد أن يلعب بلعبته، ويريد هو أن يلعب بلعبهم وهنا تصطدم الملكيات الخاصة لكل منهم . والأسرة السوية هي التي تعود أطفالها على الأخذ والعطاء، وفي الوقت نفسه تدعم الشعور بالملكية الخاصة.
وعلى العكس مما سبق نجد أن هناك بعد الأسر لا تدرب الطفل على التمييز بين ما يمتلكه هو وما يمتلكه الآخرون فكل شيء مشاع بين الأخوة، الملبس والألعاب وأماكن النوم فيتعلم الطفل أن من حقه الحصول على ما ليس له فلا يميز بين ما له وما عليه وهذه الأسر تفعل ذلك اعتقادا منها في أن ذلك يعلم الطفل حب الآخرين والإيثار، على الرغم من أن يزرع فيهم أول دروس عدم احترام ملكية الآخرين ومن ثم يجروا أبناءهم إلى طريق السرقة.
أشكال السرقة :
1 - سرقة الحرمان: وفيه يلجأ الطفل إلى السرقة نتيجة لحرمانه من أشياء يستمتع بها من هم في مثل عمره من مأكل وملبس ومصروفات فيحاول سرقة بعض ما يمتلكوه .
2 - سرقة جذب الانتباه: يلجأ الطفل لهذا النوع من السرقة للفت نظر والديه أو الكبار من حوله نتيجة تعرضه للإهمال أو الرفض أو انشغالهم عنه .
3 - سرقة التقليد: يقوم الطفل بالسرقة لتقليد رفاقه، وخاصة إذا كان يحصل من السرقة على تعزيز يدفعه للاستمرار فيها.
4 - السرقة للانتقام: يلجأ الطفل هنا للسرقة لكراهيته الشديدة لمن يسرق منهم سواء أكانوا الكبار أو أقرانه وذلك حتى يصيبهم بالحزن والألم.
5 - سرقة إثبات الذات: يقوم الطفل بالسرقة ليثبت لنفسه بأنه الأقوى خصوصا أن رفاق السوء وبعض الأطفال يشعرون بمتعة في ذلك العمل.
6 - سرقة حب التملك: يلجأ الطفل في هذا النوع إلى السرقة لإشباع حاجاته إلى الاستحواذ على ما يمتلكه الآخرون وما يحصل عليه من متعة من جراء ذلك.
7 - السرقة كاضطراب نفسي: قد تكون السرقة عرضا لاضطراب نفسي يعاني منه الطفل فقد يعاني من مرض ذهاني، وفي هذه الحالة يفضل إحالة الطفل للعلاج النفسي .
أسباب السرقة :
1 - أساليب المعاملة الوالدية اللاسوية: أن الطفل الذي تعود أن تجاب له كافة مطالبه ورغباته، فعندما يكبر ويختلط بزملائه في المدرسة فإنه يصطدم بأنه كما يريد أن يأخذ يجب أن يعطي للآخرين وهو لم يتعود ذلك، فلا يجد بدا من أن يلجأ لسرقتهم للحصول على ما يريد دون أن يقدم المقابل. كذلك الحال بالنسبة لقسوة الوالدين وعقابهما الشديد لطفلهما، فيعتبران مسئولان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن نشأة سلوك السرقة كنوع من الانتقام من الوالدين، كذلك عندما يفرق الوالدان بين الأبناء، فقد يلجأ أحد الأطفال إلى السرقة بدافع الغيرة من أخوته وقد لا ينتفع بما يسرقه فقد نجده يقوم بتحطيم اللعبة أو إتلافها.
2 - عدم النضج: يقوم بعض الأطفال بالسرقة وذلك لعدم قدرتهم على إدراك الفرق ما بين الاستعارة والسرقة وذلك لعدم نضوجهم فمثل هؤلاء الأطفال يقومون بالسرقة للحصول على ما يريدون في الحال دون التفريق بين ملكيتهم وملكية الآخرين.
3 - تعويض مشاعر النقص والدونية: غالبا ما نجد السرقة تنتشر بين أبناء الطبقة الاجتماعية الدنيا وذلك بسبب الفقر الشديد وحرمانهم من التمتع بملذات وطيبات الحياة التي يتمتع بها أقرانهم، فيلجئون للسرقة حتى يظهروا بأنهم ليسوا بأقل منهم بل يشبهونهم فيما يأكلوه ويشربوه ويلبسوه.
4 - الانتقام من الآخرين: أحيانا نجد أن الطفل يلجأ إلى السرقة كأحد مظاهر السلوك العدواني حيث يستخدمه كنوع من الانتقام وإذلال المسروق منه والاستمتاع بذلك فالأب الذي يحرم الطفل من طعام ما، يتلذذ ذلك الطفل بالحصول على بعض من هذا الطعام دون علم والده بل الأكثر من ذلك قد يفسد ما تبقى من الطعام انتقاما من والده .
5 - رفاق السوء : يلعب رفقاء السوء دورا حيويا في بدء سلوك السرقة وفي استمرار وتعزيز هذا السلوك فالطفل قد يسرق ليكسب رضاء رفاقه بما يمنحهم من المسروقات، أو بإعطائه دور القيادة بينهم بما ينفقه عليهم مما يسرقه من أموال أبيه أو أمه أو الآخرين .
6 - الاستهزاء والابتزاز: أحيانا ما يكون الطفل من النوع الذي يسهل استهوائه فيقع في براثن شخص منحرف قد يكون زميله أو شخص ناضج يستخدمه كأداة لسرقة الآخرين تحت تأثير أي خطأ ما يمكن أن يهدده به من وقت لآخر.
7 - الحرمان العاطفي: يشعر الطفل أحيانا بأنه مهمل ممن حوله فيحاول من خلال السرقة جذب انتباههم إليه عن طريق فعل سلوك مشين يجعله محط الأنظار أو قد يتخذه كفعل انتقامي من والديه الذين يفتقد لحنانهما ورعايتهما من خلال وضعهما في موقف سيئ .
دور الإخصائي النفسي في مواجهة مشكلة السرقة :
عند إحالة الطفل السارق إلى الإخصائي النفسي من قبل إدارة المدرسة أو معلم الفصل أو نتيجة لشكوى الوالدين، عليه أن يقوم بما يلي :
(1) تنظيم مقابلة مع الطفل يقوم خلالها بالتعرف على الدوافع التي تجعل الطفل يقوم بهذا السلوك وأسباب ذلك، لتحديد أي أنواع السرقة يقوم بها الطفل، ليتسنى له وضع البرنامج الإرشادي الملائم له، أو قد يحتاج الأمر بعض التوجيهات والنصائح فقط والتي تتعلق بتعريف الطفل الفرق بين ملكيته وملكية الآخرين والملكية العامة .
(2) قد يتطلب الأمر تنظيم مقابلة مع الوالدين ليتعرف منهما على مدى تكرار هذا السلوك، وما يمكن أن يقدماه من مساعدة لابنهما في التخلص من هذا السلوك، مع طمأنتها على السرية في معالجة المشكلة والتركيز على أهمية التصدي لها وعدم التهاون معها من خلال إنكارها أو نفيها وتوعيتهما بخطورتها وما يترتب عليها من نتائج سيئة.
(3) تستخدم وسائل جمع المعلومات المتنوعة كالملاحظة ودراسة الحالة والاختبارات والمقاييس النفسية والعقلية وذلك لتحديد ما يلي :
×هل سلوك السرقة عرض لأحد الاضطرابات النفسية أو هي مشكلة مستقلة ؟
× ما هي الدوافع الخفية وراء قيام الطفل بهذا السلوك ؟ وما مدى تكراره ؟
× ما هي الصراعات والإحباطات التي تواجه الطفل فتدفعه لهذا السلوك ؟
× ما هي نوعية الأشياء التي يتم سرقتها ؟
× ما مدى نجاح الطفل أو فشله الدراسي ؟
× ما المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لأسرة الطفل ؟
وفي ضوء الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها مما يثار في ذهن الإخصائي النفسي يتم وضع الحلول المناسبة .
أولا : استخدام النمذجة في إنقاص السلوك :
حيث تستخدم طريقة الأثر الكافي أو المانع وفيه يعرض على الطفل نموذج يتلقى عقابا على سلوك السرقة فيصبح أقل ميلا للقيام بهذا السلوك في المستقبل. وفي إطار ذلك يمكن أن يجلس الطفل مع بعض المساجين في حوادث سرقة ليحكوا له عن تجربتهم داخل السجن ومدى المعاناة التي يلقونها. وعادة ما تستخدم تلك الطريقة مع الأطفال الذين تفشل معهم الطرق الأخرى لما لها من أثر سيئ في نفس الطفل.
ثانيا : التعزيز :
يمكن من خلال التعزيز تقليل أو الحد من سلوك السرقة عند الأطفال. حيث يمكن للإخصائي النفسي بالاشتراك مع الوالدين في المنزل والمعلم في المدرسة تنظيم بعض المواقف التي تظهر أمانة الطفل وما يعقب ذلك من تعزيز سواء كان تعزيز رمزي أو اجتماعي أو مادي أو معزز غذائيا.. وإلى غير ذلك من المعززات. كما يمكنه استخدام فنيات أخرى كالانطفاء والعقاب بأنواعه للحد من سلوك السرقة.
ويقوم الإخصائي النفسي بعقد لقاء مع والدي الطفل الذي يقوم بالسرقة وذلك لكي يكون لهما دور فعال في الحد من ذلك السلوك وذلك من خلال إتباع التعليمات التالية :
(1) تنمية الوازع الديني والضمير لدى الطفل وذلك بإخباره بعقوبة السارق في الآخرة وأنها إحدى الكبائر التي نهى الله عنها. وإعطائه أمثلة ونماذج يمكنه الإقتداء بها دائما في الأمانة، وخير مثال لذلك رسول الله والذي عرف بالصادق الأمين.
(2) ينبغي على الوالدين البحث عن الأسباب التي تدفع الطفل لذلك السلوك، هل هو بسبب غيرته من أخوته أم بسبب سوء معاملتهما له، أم بسبب الحرمان المفروض عليه. وإلى غير ذلك من العوامل حتى يسهل التصدي للمشكلة وعلاجها من جذورها.
(3) ينبغي أن يعرف الطفل ما له وما عليه، أو بمعنى أخر الحدود الفاصلة بين ما يملكه وما يمتلكه الآخرون، مع ضرورة احترام ملكية الآخرين.
(4) عدم ترك أشياء مغرية أمام الطفل يسهل سرقتها كالنقود والذهب، وغيرها من الأشياء الثمينة التي يمكن أن تغريه.
(5) ضرورة متابعة سلوك الطفل ومراقبته وذلك حتى لا يتكرر سلوك السرقة فيتأصل وتصعب عادة يصعب علاجها. وضرورة التعرف على رفاق الطفل وسلوكهم حتى لا يحذو حذوهم.
(6) ضرورة تحديد مصروف ثابت للطفل يشتري منه ما يراه ضروريا، وأن يعطي الثقة عند طلب نقود مادام أنها تصرف في أشياء مفيدة.
وكما قدم الإخصائي النفسي بعض التعليمات والنصائح للوالدين، ينبغي تقديم بعض النصائح للمعلمين حتى يمكنهم مواجهة سلوك السرقة داخل الفصل:
(1) إذا تم ضبط تلميذا يسرق فلا ينبغي التشهير به أمام زملاءه، بل يجب دراسة حالته، وأن يعمل المعلم على معالجة الموقف بحكمة، حتى لا يخلق منه مجرما وسط زملائه .
(2) إذا امتدت يد التلميذ إلى شيء لا يحق له أن يأخذه، نعلمه في رفق أنه يجب أن يستأذن قبل أخذ شيء ليس له .
(3) ينبغي دراسة حالات التلاميذ الاجتماعية، والعمل بما تيسر على مساعدة الفقراء منهم مساعدة مادية بما يجعلهم في غير ذي حاجة إلى خوض تجربة السرقة
المنزل هو البيئة الأولى لتعليم فكرة الأمانة، والسرقة صفة يتعلمها الطفل نتيجة للظروف المحيطة به، فهي مثل الأمانة تكتسب عادة عن طريق الممارسة تحت ظروف معينة أو نتيجة الإقتداء بالآخرين، وغالبا ما يتعلم الطفل السرقة في الطفولة المبكرة، كما أنها تظهر في حياة الطفل أو المراهق إذا ما وقع تحت تأثير الضغوط النفسية واضطر إلى السرقة لإثبات ذاته أو حمايتها.
والسرقة من السلوكيات الشائعة في مرحلة الطفولة رغم ندرة ظهورها بسبب تردد أولياء الأمور في مناقشة سرقات أطفالهم والإفصاح عنها، والطفل الذي يسرق غالبا ما يكون مجهول الهوية بسبب ما يقوم به من محاولات ليتستر على جريمته حتى يصعب إثبات التهمة عليه وغالبا ما نجده ينكر تماما أن له علاقة بهذه الفعلة ويقسم أغلظ الإيمان على ذلك أي أنه يقرن السرقة بالكذب أيضا، بل قد نجده ينسب سرقته إلى أخ له أو زميله.
ومن المعلوم أن الطفل يتعلم أول دروس الأخذ والعطاء داخل الأسرة فهو يتعلم أن له ملابس خاصة به ولعب يلعب بها ومكان ينام فيه .. وعندما يكبر ويتعامل مع الأطفال الآخرين يبدأ مفهوم الملكية الخاصة في التغيير التدريجي فنجد أخيه أو صديقه يريد أن يلعب بلعبته، ويريد هو أن يلعب بلعبهم وهنا تصطدم الملكيات الخاصة لكل منهم . والأسرة السوية هي التي تعود أطفالها على الأخذ والعطاء، وفي الوقت نفسه تدعم الشعور بالملكية الخاصة.
وعلى العكس مما سبق نجد أن هناك بعد الأسر لا تدرب الطفل على التمييز بين ما يمتلكه هو وما يمتلكه الآخرون فكل شيء مشاع بين الأخوة، الملبس والألعاب وأماكن النوم فيتعلم الطفل أن من حقه الحصول على ما ليس له فلا يميز بين ما له وما عليه وهذه الأسر تفعل ذلك اعتقادا منها في أن ذلك يعلم الطفل حب الآخرين والإيثار، على الرغم من أن يزرع فيهم أول دروس عدم احترام ملكية الآخرين ومن ثم يجروا أبناءهم إلى طريق السرقة.
أشكال السرقة :
1 - سرقة الحرمان: وفيه يلجأ الطفل إلى السرقة نتيجة لحرمانه من أشياء يستمتع بها من هم في مثل عمره من مأكل وملبس ومصروفات فيحاول سرقة بعض ما يمتلكوه .
2 - سرقة جذب الانتباه: يلجأ الطفل لهذا النوع من السرقة للفت نظر والديه أو الكبار من حوله نتيجة تعرضه للإهمال أو الرفض أو انشغالهم عنه .
3 - سرقة التقليد: يقوم الطفل بالسرقة لتقليد رفاقه، وخاصة إذا كان يحصل من السرقة على تعزيز يدفعه للاستمرار فيها.
4 - السرقة للانتقام: يلجأ الطفل هنا للسرقة لكراهيته الشديدة لمن يسرق منهم سواء أكانوا الكبار أو أقرانه وذلك حتى يصيبهم بالحزن والألم.
5 - سرقة إثبات الذات: يقوم الطفل بالسرقة ليثبت لنفسه بأنه الأقوى خصوصا أن رفاق السوء وبعض الأطفال يشعرون بمتعة في ذلك العمل.
6 - سرقة حب التملك: يلجأ الطفل في هذا النوع إلى السرقة لإشباع حاجاته إلى الاستحواذ على ما يمتلكه الآخرون وما يحصل عليه من متعة من جراء ذلك.
7 - السرقة كاضطراب نفسي: قد تكون السرقة عرضا لاضطراب نفسي يعاني منه الطفل فقد يعاني من مرض ذهاني، وفي هذه الحالة يفضل إحالة الطفل للعلاج النفسي .
أسباب السرقة :
1 - أساليب المعاملة الوالدية اللاسوية: أن الطفل الذي تعود أن تجاب له كافة مطالبه ورغباته، فعندما يكبر ويختلط بزملائه في المدرسة فإنه يصطدم بأنه كما يريد أن يأخذ يجب أن يعطي للآخرين وهو لم يتعود ذلك، فلا يجد بدا من أن يلجأ لسرقتهم للحصول على ما يريد دون أن يقدم المقابل. كذلك الحال بالنسبة لقسوة الوالدين وعقابهما الشديد لطفلهما، فيعتبران مسئولان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن نشأة سلوك السرقة كنوع من الانتقام من الوالدين، كذلك عندما يفرق الوالدان بين الأبناء، فقد يلجأ أحد الأطفال إلى السرقة بدافع الغيرة من أخوته وقد لا ينتفع بما يسرقه فقد نجده يقوم بتحطيم اللعبة أو إتلافها.
2 - عدم النضج: يقوم بعض الأطفال بالسرقة وذلك لعدم قدرتهم على إدراك الفرق ما بين الاستعارة والسرقة وذلك لعدم نضوجهم فمثل هؤلاء الأطفال يقومون بالسرقة للحصول على ما يريدون في الحال دون التفريق بين ملكيتهم وملكية الآخرين.
3 - تعويض مشاعر النقص والدونية: غالبا ما نجد السرقة تنتشر بين أبناء الطبقة الاجتماعية الدنيا وذلك بسبب الفقر الشديد وحرمانهم من التمتع بملذات وطيبات الحياة التي يتمتع بها أقرانهم، فيلجئون للسرقة حتى يظهروا بأنهم ليسوا بأقل منهم بل يشبهونهم فيما يأكلوه ويشربوه ويلبسوه.
4 - الانتقام من الآخرين: أحيانا نجد أن الطفل يلجأ إلى السرقة كأحد مظاهر السلوك العدواني حيث يستخدمه كنوع من الانتقام وإذلال المسروق منه والاستمتاع بذلك فالأب الذي يحرم الطفل من طعام ما، يتلذذ ذلك الطفل بالحصول على بعض من هذا الطعام دون علم والده بل الأكثر من ذلك قد يفسد ما تبقى من الطعام انتقاما من والده .
5 - رفاق السوء : يلعب رفقاء السوء دورا حيويا في بدء سلوك السرقة وفي استمرار وتعزيز هذا السلوك فالطفل قد يسرق ليكسب رضاء رفاقه بما يمنحهم من المسروقات، أو بإعطائه دور القيادة بينهم بما ينفقه عليهم مما يسرقه من أموال أبيه أو أمه أو الآخرين .
6 - الاستهزاء والابتزاز: أحيانا ما يكون الطفل من النوع الذي يسهل استهوائه فيقع في براثن شخص منحرف قد يكون زميله أو شخص ناضج يستخدمه كأداة لسرقة الآخرين تحت تأثير أي خطأ ما يمكن أن يهدده به من وقت لآخر.
7 - الحرمان العاطفي: يشعر الطفل أحيانا بأنه مهمل ممن حوله فيحاول من خلال السرقة جذب انتباههم إليه عن طريق فعل سلوك مشين يجعله محط الأنظار أو قد يتخذه كفعل انتقامي من والديه الذين يفتقد لحنانهما ورعايتهما من خلال وضعهما في موقف سيئ .
دور الإخصائي النفسي في مواجهة مشكلة السرقة :
عند إحالة الطفل السارق إلى الإخصائي النفسي من قبل إدارة المدرسة أو معلم الفصل أو نتيجة لشكوى الوالدين، عليه أن يقوم بما يلي :
(1) تنظيم مقابلة مع الطفل يقوم خلالها بالتعرف على الدوافع التي تجعل الطفل يقوم بهذا السلوك وأسباب ذلك، لتحديد أي أنواع السرقة يقوم بها الطفل، ليتسنى له وضع البرنامج الإرشادي الملائم له، أو قد يحتاج الأمر بعض التوجيهات والنصائح فقط والتي تتعلق بتعريف الطفل الفرق بين ملكيته وملكية الآخرين والملكية العامة .
(2) قد يتطلب الأمر تنظيم مقابلة مع الوالدين ليتعرف منهما على مدى تكرار هذا السلوك، وما يمكن أن يقدماه من مساعدة لابنهما في التخلص من هذا السلوك، مع طمأنتها على السرية في معالجة المشكلة والتركيز على أهمية التصدي لها وعدم التهاون معها من خلال إنكارها أو نفيها وتوعيتهما بخطورتها وما يترتب عليها من نتائج سيئة.
(3) تستخدم وسائل جمع المعلومات المتنوعة كالملاحظة ودراسة الحالة والاختبارات والمقاييس النفسية والعقلية وذلك لتحديد ما يلي :
×هل سلوك السرقة عرض لأحد الاضطرابات النفسية أو هي مشكلة مستقلة ؟
× ما هي الدوافع الخفية وراء قيام الطفل بهذا السلوك ؟ وما مدى تكراره ؟
× ما هي الصراعات والإحباطات التي تواجه الطفل فتدفعه لهذا السلوك ؟
× ما هي نوعية الأشياء التي يتم سرقتها ؟
× ما مدى نجاح الطفل أو فشله الدراسي ؟
× ما المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لأسرة الطفل ؟
وفي ضوء الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها مما يثار في ذهن الإخصائي النفسي يتم وضع الحلول المناسبة .
أولا : استخدام النمذجة في إنقاص السلوك :
حيث تستخدم طريقة الأثر الكافي أو المانع وفيه يعرض على الطفل نموذج يتلقى عقابا على سلوك السرقة فيصبح أقل ميلا للقيام بهذا السلوك في المستقبل. وفي إطار ذلك يمكن أن يجلس الطفل مع بعض المساجين في حوادث سرقة ليحكوا له عن تجربتهم داخل السجن ومدى المعاناة التي يلقونها. وعادة ما تستخدم تلك الطريقة مع الأطفال الذين تفشل معهم الطرق الأخرى لما لها من أثر سيئ في نفس الطفل.
ثانيا : التعزيز :
يمكن من خلال التعزيز تقليل أو الحد من سلوك السرقة عند الأطفال. حيث يمكن للإخصائي النفسي بالاشتراك مع الوالدين في المنزل والمعلم في المدرسة تنظيم بعض المواقف التي تظهر أمانة الطفل وما يعقب ذلك من تعزيز سواء كان تعزيز رمزي أو اجتماعي أو مادي أو معزز غذائيا.. وإلى غير ذلك من المعززات. كما يمكنه استخدام فنيات أخرى كالانطفاء والعقاب بأنواعه للحد من سلوك السرقة.
ويقوم الإخصائي النفسي بعقد لقاء مع والدي الطفل الذي يقوم بالسرقة وذلك لكي يكون لهما دور فعال في الحد من ذلك السلوك وذلك من خلال إتباع التعليمات التالية :
(1) تنمية الوازع الديني والضمير لدى الطفل وذلك بإخباره بعقوبة السارق في الآخرة وأنها إحدى الكبائر التي نهى الله عنها. وإعطائه أمثلة ونماذج يمكنه الإقتداء بها دائما في الأمانة، وخير مثال لذلك رسول الله والذي عرف بالصادق الأمين.
(2) ينبغي على الوالدين البحث عن الأسباب التي تدفع الطفل لذلك السلوك، هل هو بسبب غيرته من أخوته أم بسبب سوء معاملتهما له، أم بسبب الحرمان المفروض عليه. وإلى غير ذلك من العوامل حتى يسهل التصدي للمشكلة وعلاجها من جذورها.
(3) ينبغي أن يعرف الطفل ما له وما عليه، أو بمعنى أخر الحدود الفاصلة بين ما يملكه وما يمتلكه الآخرون، مع ضرورة احترام ملكية الآخرين.
(4) عدم ترك أشياء مغرية أمام الطفل يسهل سرقتها كالنقود والذهب، وغيرها من الأشياء الثمينة التي يمكن أن تغريه.
(5) ضرورة متابعة سلوك الطفل ومراقبته وذلك حتى لا يتكرر سلوك السرقة فيتأصل وتصعب عادة يصعب علاجها. وضرورة التعرف على رفاق الطفل وسلوكهم حتى لا يحذو حذوهم.
(6) ضرورة تحديد مصروف ثابت للطفل يشتري منه ما يراه ضروريا، وأن يعطي الثقة عند طلب نقود مادام أنها تصرف في أشياء مفيدة.
وكما قدم الإخصائي النفسي بعض التعليمات والنصائح للوالدين، ينبغي تقديم بعض النصائح للمعلمين حتى يمكنهم مواجهة سلوك السرقة داخل الفصل:
(1) إذا تم ضبط تلميذا يسرق فلا ينبغي التشهير به أمام زملاءه، بل يجب دراسة حالته، وأن يعمل المعلم على معالجة الموقف بحكمة، حتى لا يخلق منه مجرما وسط زملائه .
(2) إذا امتدت يد التلميذ إلى شيء لا يحق له أن يأخذه، نعلمه في رفق أنه يجب أن يستأذن قبل أخذ شيء ليس له .
(3) ينبغي دراسة حالات التلاميذ الاجتماعية، والعمل بما تيسر على مساعدة الفقراء منهم مساعدة مادية بما يجعلهم في غير ذي حاجة إلى خوض تجربة السرقة
0 Post a Comment:
إرسال تعليق