الوصفة السحرية(المغمورة) للحد من أعراض التوحدية(المعروفة)

شريف عادل جابر

باحث دكتوراه في الصحة النفسية

     هناك العديد من الاستراتيجيات الفعّالة التي وضعت وصممت خصصيًا للأطفال ذوي اضطراب التوحد؛ لمواجهة أوجه القصور التي يعاني منها هؤلاء الأطفال، وهي: العلاقات الاجتماعية، والتواصل، والسلوكيات، والعمليات الحسية والإدراكية، واللعب. وعلى الرغم من اهتمام العلماء والباحثين في أمريكا وأوربا بهذه الاستراتيجيات التي أثبتت فعّاليتها في الحد من أعراض التوحدية، إلا أنه في الدول العربية لم تنل بعض هذه الاستراتيجيات حظها من البحث والدراسة والتطبيق. ومن هذه الاستراتيجيات "المغمورة"، استراتيجية: "جداول النشاط". حيث يعود الأمر حينما قامت لن إى. مكلانهان، و باتريشيا جي. كرانتز عام 1999 بتأليف كتاب يحمل عنوان" جداول النشاط للأطفال ذوي اضطراب التوحد: تدريس السلوك الاستقلالي" تشرحان فيه مفهوم الاستراتيجية، والهدف منها، والمهارات اللازمة لاتباعها،...وغيرها من الموضوعات الهامة المتناولة داخل الكتاب بالشرح المفصل الميسرالتي تمكّن أي قارئ (متخصص في التعامل مع الأطفال ذوي اضطراب التوحد)من فهم هذه الاستراتيجية بسهولة ويسر. وبالرغم من الدوي الضخم الذي أحدثه هذا الكتاب في دول الغرب، إلا أنه لم يصل أثره إلى البيئة العربية إلا بعد مرور عامين من إصداره، حيث قام عادل عبد الله، ومنى خليفة بإجراء بحث عام 2001 موضوعه: " فعالية التدريب على استخدام جداول النشاط في تنمية السلوك التكيفي للأطفال التوحديين" والذي اثبتا فيه فعالية هذه الاستراتيجية في تنمية السلوك المستهدف لدى أطفال المجموعة التجريبية في هذا البحث، ومنذ ذلك الحين بدأت البحوث والدراسات العربية القائمة على استخدام جداول النشاط، محاولة فك طلاسم هذا الاضطراب بالحد من أعراضه باستخدام هذه الاستراتيجية، لكن للأسف الشديد أن هذه البحوث والدراسات تعد على أصابع اليد، وربما يرجع السبب – في وجهة نظر كاتب المقال- إلى صعوبة تشخيص الأطفال ذوي اضطراب التوحد آنذلك وتصنيفهم ضمن الذين يعانون من الإعاقة الذهنية، ومن ثم يتم إلحاقهم بمدارس التربية الفكرية، وربما يكون ثمة أمر آخر وهو: قلة المراكز والمؤسسات والجمعيات المعنية بالأطفال ذوي اضطراب التوحد في هذا الوقت؛ وهو ما أثّر على ممارسة تطبيق هذه الاستراتيجية وإثبات فعاليها في الحد من أعراض التوحدية لدى هؤلاء الأطفال داخل هذه الأماكن. ومن ثم عليك عزيزي القارئ المتخصص في التعامل مع هذه الفئة أن تبحث عن هذه الاستراتيجية الفعالة ودراستها والتدريب عليها جيدًا قبل أن تبدأ تطبيقها مع هؤلاء الأطفال، حيث إن هذه الاستراتيجية لها واقع السحر في تنمية العديد من المهارات والحد من السلوكيات غير المقبولة اجتماعيًا لدى هؤلاء أطفال التوحدية، بيد أنه يمكن تصميم مثل هذه الجداول بتكاليف بسيطة جدًا. وانصحك – عزيزي القارئ- بالاطلاع على ثلاثة كتب متخصصة تشرح هذه الاستراتيجية بالتفصيل الميسر: الأول كتاب: "جداول النشاط المصورة للأطفال التوحديين: وإمكانية استخدامها مع الأطفال المتخلفين عقليًا" تأليف: عادل عبدالله محمد(2002) تنشره، دار الراشد (القاهرة) والثاني"جداول الأنشطة للأطفال التوحديين: تدريس السلوك الاستقلالي": تأليف: لن إى. مكلانهان، و باتريشيا جي. كرانتز، ترجمة: عبدالعزيز بن محمد عبدالرحمن(2004) تنشره، أكاديمية التربية الخاصة(الرياض) والثالث"مهارات إدراك مخاطر الطريق للأطفال ذوي اضطراب التوحد" تأليف : شريف عادل جابر (2009) تنشره، مكتبة الأنجلو المصرية (القاهرة).        

شارك على جوجل بلس

.