د. عبد الحليم محمد
مدير مركز القاهرة للتدخل المبكر
منذ شهر أو أكثر مع بداية الدراسة ويأتي إلينا أُسر لعمل تقييم لأبنائهم الملتحقين بالمدارس الحكومية والخاصة وبعمل التقييم نكتشف أن الطفل المقيد بالصف الرابع الابتدائي مستوى تعليمهُ لا يتعدى الصف الأول الابتدائي وآخر في الصف الثاني الإعدادي ومستواه لا يتعدى الصف الثاني الابتدائي وعدد آخر من الأطفال لايتسع المقام لذكرهم.
والمفارقة هنا أن هؤلاء الأطفال ممن يتم معهم ما يسمى بالدمج التعليمى ويدفع ذويهم أموالاً طائلة من أجل ذلك الدمج المنشود الذي أوهموهم أنه موجود بالمدارس المصرية و للأسف أهم شيء بالنسبة للمدرسة هو تحصيل الرسوم الطائلة.
أحد الأمهات لفتى يبلغ من العمر 15 سنة وهو مقيد بالصف الثاني الإعدادي أبلغتني والدته أنه منذ عامان وهو يدرس منهاج الصف الأول الابتدائي نفس الدروس ونفس الكتاب يتكرر منذ عامين و نفس البداية و نفس الطريقة بالرغم من عدم استفادة العام الماضي، مع أن المدرسة تتلقي أموالاً طائلة عن ذلك الطفل بحجة أنه بقسم الدمج التعليمي والتربوي والحقيقة المُرة أن مثل ذلك الدمج الذي يتحدثون عنه ماهو إلا وهم كبير واستنزاف لأموال وجهد الأُسر المصرية بل لا أبالغ حينما أقول أنه تدمير لنفسية الطفل نفسه الذى يدعون أنهم يقومون بعمل الدمج من أجله لأن الطفل الذي لديه قدر من الوعي والمعرفة بحالته يتعرض كل يوم لمقارنات بينه وبين زملائه الذين يفوقونه في التعليم والتواصل والتفاعل وبالتالي يحدث له يومياً إحباط يؤدي إلى فقدان ثقته بنفسه و بقدراته.
وليس معنى كلامي هذا أن الدمج فكرة فاشلة أوغير ذي جدوى ولكنها في مصر فاشلة بل وتدخل فى إطار عمليات النصب فكما تُروج بعض الفضائيات عن بعض العلاجات الخرافية والوهمية فبعض المراكز والمدارس في مصر تروج لفكرة الدمج بنفس الطريقة.
إن للدمج شروطاً ياسادة لابد أن تتوفر في الطفل نفسه وفى أُسرته وفي المدرسة أو المركز الذى يقوم بعملية الدمج ولابد أن نعي أنه ليس كل طفل ذوي إعاقة أو تأخر نمو أو معرض للإعاقة يمكن أن تنجح معه فكرة الدمج وفي المقال القادم بإذن الله سوف نوضح لكم من يصلح للدمج و كيف يتم دمج وأين ومن هم مؤهلون للقيام بذلك.
إنهم يسرقون أموالكم وجهدكم ويدمرون أطفالكم وللأسف كل ذلك يحدث تحت سمع و بصر الحكومة المصرية.
0 Post a Comment:
إرسال تعليق