تدخين الحشيش مشكله واسعه النطاق.مليوني شخص في المملكه المتحدة يدخنون الحشيش، ونصف من تتراوح اعمارهم بين 16 الى 29 سنة جربوا تدخين الحشيشه مرة واحدة على الاقل. وبالرغم من التحذيرات الرسميه عن مخاطر الحشيش الصحية، هناك اعتقادات خاطئه عند كثير من الناس بأن تدخينها غير مضر , بل على العكس , اذ يعتقدون خطأ بانها تساعدهم على الاسترخاء وبأنها جيدة للصحة البدنيه والعقلية. ومن ناحية اخرى ،فقد اثبتت الابحاث مؤخراً أن الحشيش يمكن ان يكون سببا رئيسيا للأمراض العقلية مثل الذهان في أولئك الذين لديهم استعداد وراثي.
كيف يعمل الحشيش وما هو تركيبه الكيميائي؟
في نبات الحشيش ,هنالك حوالى 60 مركباً و 400 من المواد الكيميائية. المركبات الرئيسية الاربع هي تسمى:
(أ) دلتا - 9 – ثلاثي هايددرات الكانابينول, tetrahydrocannabinol ,Delta 9( دلتا - 9 –THC )
(ب)كانابيديول cannabidiol ،
(ج)دلتا - 8 –ثلاثي هايدرات الكانابينول tetrahydrocannabinol
(د) cannabinolكانابينول.
بأستثناء الكانابيديول cannabidiol،لكل هذه المركبات تأثير نفسي (سايكولوجي)،وأقوى تأثير يأتي من دلتا - 9 - THC.
اصناف نباتات الحشيش ذات التأثير الأقوى تحتوي على القليل من cannabidiol ، وتركيز أعلى من الدلتا - 9 - THC.
يتكون الدماغ من الملايين من الخلايا العصبيه والتي تنقل الرسائل العصبيه من خليه لأخرى عن طريق استخدام كميات ضئيله جداً من المركبات الكيمياويه التي تسمى "النواقل العصبيه" وقد أكتشف لحد الأن ما يقارب 100 نوع من النواقل العصبية الفعالة في مناطق مختلفة من الدماغ.
عندما يتم تدخين الحشيشة ، تنتقل مركباته الكيميائية بسرعة إلى مجرى الدم ومنه مباشرة إلى المخ وأجزاء أخرى من الجسم.
السبب الرئيسى بالشعور بالخدر أو الأنحلال عند تدخين الحشيش,هو فى تأثير مركب الدلتا - 9 - THC على نهايات الامتدادات العصبيه الكانابينويدية في المخ, أذ أن هناك مستقبلات على سطح الخلايا العصبية في الدماغ و مركبات مثل الدلتا 9THC يمكن أن ترتبط بهذه المستقبلات لبعض الوقت. وعند حدوث ذلك، فانه يؤثر على الخلايا العصبية و النبضات العصبية الناتجه منها. ومن المثير، أن دماغ الأنسان ينتج طبيعياً مركبات مماثلة لمركبات الحشيش ,وتسمى هذه endocannabinoids أو الكانابينويد الداخلي.
معظم هذه المستقبلات توجد في أجزاء المخ التي تؤثر على الأحساس بالسرور، والذاكرة، والتفكير، والتركيز،و الإدراك الحسي وإدراك الوقت.
مركبات الحشيش يمكن أن تؤثر أيضاً على العين، والأذن ، والجلد والمعدة.
ماهو تآثيرالحشيش؟
تأثيرات أيجابيه :
شعور مؤقت بالغبطة و الاسترخاء والسعادة والنعاس .الألوان تبدو أكثر كثافة ، و أشياء مثل الموسيقى تبدو أحلى.
تأثيرات سلبية:
يعاني حوالي 1 من كل 10 من متعاطي الحشيش من تأثيراتها السلبية، بما فيها اضطراب الوعي أو التشوش الذهني، الهلوسة، والقلق و الشكوك.
ومن الملاحظ بأن نفس الشخص قد يتأثر سلباً أو أيجاباً اعتماداً على مزاجه وظروفه الأخرى خلال وقت الأستعمال.
عادة تكون هذه التأثيرات مؤقتة ولكن من الممكن أن تكون التأثيرات طويلة الأمد بسبب تواجد مركبات الحشيش في الجسم لعدة أسابيع بعد الأستعمال.
الاستخدام المستمر للحشيش يمكن أن يتسبب بحالة من الأحباط، وقلة الاندفاع للحياة.
التعليم والتعلم
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن أستخدام الحشيش قد يتسبب بالتقليل من قدرة الشخص على :
التركيز
تنظيم المعلومات
استخدام المعلومات
ويبدو أن هذه التأثيرات بالذات قد تستمر لعدة أسابيع بعد الاستعمال ، الشئ الذي يتسبب بمشاكل, خاصة عند طلاب المدارس.
أحدى الدراسات المهمة في هذا المجال أجريت في نيوزيلندا, إذ قام فريق البحث بمتابعة 1265 من الأطفال لمدة 25 عاما. ووجدو أن استعمال الحشيش في سن المراهقة يرتبط بسوء الأداء الدراسي ، وإن لم يكن هناك علاقة مباشرة بين الأمرين. ويبدو كما لو أنه استعمال الحشيش قد شجع الشباب على اتخاذ نمط للحياة لايتلائم مع الالتزام بالواجبات المدرسية.
العمل
ويبدو أن للحشيش أثر مماثل على الناس في العمل والوظيفة. ولا يوجد دليل على أن الحشيش يسبب مخاطر صحية محددة. ولكن مستخدمين الحشيش يميلون أكثر من غيرهم إلى مغادرة العمل بدون إذن ، ويضيعون وقت العمل على مسائل شخصية، أو مجرد احلام اليقظة. ويقر متعاطو الحشيش أنفسهم بأن تعاطي المخدرات قد تسبب بمشاكل في عملهم، وحياتهم الاجتماعية.
وبطبيعة الحال ، بعض الوظائف و الحرف هي أكثر صعوبة من غيرها. ولذلك إذا نظرنا إلى الدراسات التي راقبت تأثير تعاطي الحشيش على الطيارين, كشفت بأن هؤلاء قد أرتكبو أخطاء, أكثر ممن يدخن الحشيش. بالطبع و كما يمكنك أن تتخيل، تم اختبار الطيارين في طائرات تجريبيه أرضية وبدون تحليق فعلي.أسوأ التأثيرات السلبية حدثت في أول أربع ساعات، ولكن استمرت لمدة لا تقل عن 24 ساعة، بالرغم من انعدام الشعور بالغبطة أو الارتياح عند الطيارين حينذاك. وخلصت الدراسه إلى "أن معظمنا ، مع هذه الأدلة ،لن نقبل الصعود بطائرة يقودها طيار قد دخن الحشيش خلال اليومين الماضيين".
وماذا عن قيادة المركبات؟
في نيوزيلندا ،وجد الباحثون أن الذي يدخن الحشيش بانتظام ، ثم دخن مباشره قبل قيادة السيارة، يكون أكثر عرضه للإصابة في حادث سيارة. ودراسة اخرى أجريت مؤخراً في فرنسا نظرت إلى قضايا أكثر من 10000 من السائقين الذين كانوا متورطين في حوادث مميتة للسيارات . وجدو بأنه حتى عندما يكون تأثير الكحول قد أخذ في الحسبان، كانت نسبة أن يكون متعاطي الحشيش سبباً في حادث مميت ضعف نسبه أن يكون أحد الضحايا. ولذلك ربما معظمنا أيضا لن يفضل الركوب مع سائق كان يدخن الحشيش في الايام الماضيه.
مشاكل الصحة العقليه
ثمة أدلة متزايدة على أن نسبة أكبر من المصابين بأمراض عقلية شديدة، بما فيها الاكتئاب والذهان، يتعاطون الحشيش أو قد تعاطوه لفترات طويلة من الزمن في السابق. لقد ثبت أن تعاطي الحشيش يؤدي الى مضاعفة خطر الأصابة بنوبة ذهانية أوالفصام المزمن.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو،هل الحشيش يسبب الاكتئاب والفصام ام أن الناس المصابين بهذه الاضطرابات يستخدمون الحشيش كدواء للتخفيف من حدة أعراض هذه الامراض ؟
على مدى السنوات القليلة الماضية ، قدمت الدراسات أدلة متزايدة بأن هناك صلة واضحة بين تعاطي الحشيش في أوائل العمر و الأصابة بمشاكل الصحة العقلية في وقت لاحق , عند الأشخاص اللذين لديهم أستعداد وراثي للاصابة بهذه الأمراض. وذلك بالأخص عند تعاطي الحشيش في سن المراهقه.
الأكتئاب
في دراسة أستمرت 7 سنوات لــ 1600 من طلاب المدارس بأستراليا , والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 15 سنة، وجد أن الأطفال الذين يستخدمون الحشيش بانتظام لديهم نسبة اعلى بكثير من خطر الأصابه بالاكتئاب،والعكس لم يكن الأمر كذلك , أذ أن الاطفال الذين يعانون بالفعل من الاكتئاب لم يكونو اكثر استعمالاً من اي شخص اخر للحشيش. ولكن المراهقين الذين يستخدمون الحشيشة يوميا ,تكون نسبة أصابتهم بالاكتئاب والقلق في وقت لاحق من حياتهم خمسة أضعاف نسبة الذين لا يدخنون الحشيشة.
الفصام
هناك ثلاث دراسات مهمة والتي تتبع خلالها الباحثون أعداداً كبيرة من الناس لسنين عدة. وكشفت هذه الأبحاث أن الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش تكون نسبة أصابتهم بالفصام أعلى من المعدل الطبيعي. والبدء بأستعمال الحشيش قبل سن 15 عاما، يرفع خطوره الأصابة بالذهان بحلول عمر ال 26 , أربعة أضعاف المعدل الطبيعي. لم تجد هذه الدراسات دليلاً على أستعمال الحشيش لغرض التطبيب الذاتي. ولكن من الواضح هو ازدياد نسبة ظهور أعراض الذهان عند الشخص مع ازدياد تعاطي الحشيش.
البعض يتسائل , لماذا يكون المراهقون عرضه أكثر من غيرهم لتأثيرات الحشيش السلبية ؟ والجواب هو أنه لا أحد يعرف بالتأكيد، ولكن ربما يكون للأمر علاقة بكون أن الدماغ في سنين المراهقة,وحتى حوالي عمر ال20 ,لا يزال في طور النمو. أذ أن خلال هذا العمر يتغير وبشكل كبير شكل الخلايا العصبية بالدماغ وتقل تفرعات الخلايا العصبية, الأمر الذي يشبهه البعض بعملية فك تشابك كمية كبيرة من الأسلاك لكي تعمل بشكل أفضل.اي تعرض خلال هذه الفترة لماده كيميائيه أو موقف معين، من الممكن أن يؤثر على عملية النمو هذه, مما قد يؤدي الى انتاج آثاراً نفسية طويلة المدى.
الأبحاث الحديثة في أوروبا ، وفي المملكةالمتحدة، قد اقترحت بأن خطر الأصابة بالفصام عند الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش , هو أعلى عند الاشخاص الذين لديهم أقارب يعانون من أمراض عقلية, أي أحتمال أن لديهم أستعداد وراثي ( جيني ).
هل فعلاً هناك ما يسمى "ذهان الحشيش"؟
نعم , هذا صحيح, أذ أظهرت ذلك الأبحاث الحديثة التي أجريت في الدنمارك . وهو نوع مؤقت قصير الأمد من الذهان سببه استعمال الحشيش ولكن تختفي هذه الأعراض بمجرد توقف الشخص عن ذلك. ولكن الشيء الغريب هو أنه في كل الدنمارك , لم يجدوا سوى نحو 100 حالة جديدة سنويا تعاني من هذا النوع من الذهان.
ولكن ، تبين أيضاً أن :
- ثلاثة أرباع هؤلاء تم تشخيصهم بمرض ذهاني آخر في غضون السنة المقبلة.
- ما يقرب من نصف هؤلاء كانوا ما زالو يعانون اضطراب ذهاني بعد 3 سنوات.
و لذلك ، يبدو من المرجح ان ما يقرب من نصف الذين شخصوا بأنهم مصابين بذهان الحشيش, كانوا في الحقيقة يعانون من البوادر الأولى لاضطراب ذهاني طويل الأمد مثل الفصام. وقد تكون هذه الفئة من الناس هي الأ كثر تحسساً لتآثيرات الحشيشة، ويستحسن بهم تجنبه في المستقبل.
هل تعاطي الحشيش يسبب الأدمان؟
الحشيش له بعض ميزات المخدرات المدمنةمثل :
-التعود: أي الاضطرار الى أخذ كميات أكثر وأكثر من المادة للحصول على نفس التأثير.
- أعراض الانسحاب: وتظهر هذه بعد الأستعمال المنتظم للحشيش وبكميات كبيرة وتشمل :
- الشهوة, أو الشعور بالحاجة لأخذ المادة
- انخفاض الشهية
- صعوبة النوم
- فقدان الوزن
- العدوانية,الغضب , التوتر والشعور بعدم الأرتياح
- أحلام غريبة.
شدة اعراض الأنسحاب هذه تكون مقاربة لشدة الأعراض الناتجة عن ترك تدخين السجائر.
بعد الأستعمال المنتظم للحشيش وبكميات كبيرة , يعاني 3 من أصل 4 من شهوة أو الإحساس بالحاجة للحشيش؛ و نصف هؤلاء يصبح سريع الانفعال؛ و 7 من أصل كل 10 يبدأ بتدخين التبغ فى محاولة لتجنب الرجوع الى الحشيشة.
أعراض التهيج والقلق ومشاكل النوم عادة تظهر بعد 10 ساعات من التوقف عن أستعمال الحشيشة ، وتصل ذروتها بعد أسبوع من ذلك.
المصدر:
http://www.rcpsych.ac.uk/
مع أرق تحياتي
هاني سيد احمد
0 Post a Comment:
إرسال تعليق