اللغة البراجماتية وأطفال الأسبرجرية

شريف عادل جابر
باحث دكتوراه في التربية

     لقد تم الحديث سابقا عن متلازمة الأسبرجر، من خلال مقالة تحمل عنوان" ما هي متلازمة الأسبرجر؟" وقد تناولت المقالة نُبذة عن "متلازمة الأسبرجر" وما توصل إليه العلم الحديث عنها، من حيث مفهومها، ومعدل انتشارها، وأسبابها، وخصائصها، وتشخيصها، وقياسها، وأساليب التدخل للحد من أعراضها. وفي هذه المقالة التي نحن بصددها سنتحدث عن موضوع هام، وهو: "اللغة البراجماتية" أو ما تسمى بـ"اللغة النفعية" لدى الأطفال ذوي متلازمة أسبرجر. حيث تشير المعايير التشخيصية ومن أهمها الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية في طبعته الرابعة المعدلة DSM-IV-TR الذي أشار إلى أنه ليس هناك أى تأخر لغوي إكلينيكي ملحوظ لدى الأطفال ذوي متلازمة أسبرجر، ويرى الكاتب أن هذه العبارة غامضة ولا تعبر عن واقع الأمر ومتناقضة مع المهارات اللغوية التي يحتاج إليها معظم الأطفال ذوي هذه المتلازمة. فلا خلاف في أن هؤلاء الأطفال لديهم مخزون لغوي غزير، ولديهم القدرة على تكوين جمل طويلة ومعقدة، ولكن ينقصهم "الاستخدام الاجتماعي للغة" وما يرتبط به من مهارات تواصلية غير لفظية فعلى سبيل المثال: عندما يتحدث أحد هؤلاء الأطفال إلى شخص أخر نجده يقف على مسافة قريبة جدًا منه بشكل غير مقبول من الناحية الاجتماعية، والحملقة فيه لفترة طويلة وفي أحيان أخرى لا يتواصل معه بالعين. كما يتصف هؤلاء الأطفال بما يسمى بـ"التفكير الحرفي" حيث إن أحاديثهم إلى الآخرين تتصف بخلوها من المشاعر والعواطف، وغالبًا ما تدور حول أنفسهم. كما يجدون صعوبة في فهم النكات والمبالغات والعبارات المجازية حيث إنهم يترجمون الجمل بمعناها الحرفي وليس بمفهومها البلاغي، مثل" أرمي نفسي من الشباك علشان ترتاح" ،" أطلع من هدومي واصوت يا ناس" فمثل هذه العبارات يخطئون في تفسيرها فتفزعهم، ومن مشكلات اللغة النفعية أيضًا وجود صعوبات يعاني منها هؤلاء الأطفال منها صعوبات في إيقاع الكلام، وعدم قدرتهم على تبادلية الحديث وكيفية الانتهاء منه، وقد يصل بهم الحال إلى مقاطعة من يتحدثون إليهم. ومجمل ما سبق يتمثل في أن "الأطفال ذوي متلازمة الأسبرجر" يفتقرون إلى "اللغة النفعية" التي تتدخل في قدرة الفرد لقراءة حالة الحوار بينه وبين الشخص الآخر، ويعرف متى يعطيه الفرصة للمشاركة في الحديث.  
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق