دور الاعلام ف التعامل مع قضايا الاحتياجات الخاصة


كتبت : علياء النجار
مدير المركز السويدي لذوى الاحتياجات الخاصة , أخصائي تعديل السلوك ABA

بالرغم من الدور الكبير الذي يقوم به الاعلام فى عرض القضايا الأجتماعية الا اننا نجد تجاهل وتهميش شبه تام منه لقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة فيما يخص تناولهم لمشاكل تلك الفئة أو كيفية تعامل المجتمع معهم أو حتى عدم وعيه بما لدى هؤلاء الناس من قدرات وامكانيات قد نستطيع الاستفادة بها وتحويل هذا الفرد من شخص غير منتج وفعال الى شخص مؤثر وفعال فى المجتمع.
فاذا تأملنا  الاعمال المختلفة للاعلام العربي فى مختلف وسائل الاعلام سواء المرئية او المسموعة او  المطبوعة نجد تهميش لهذة الفئه بشكل كبير وكأنها فئة غير موجوده مع فئات المجتمع المختلفة , فما اتذكره الان عدد محدود من الافلام التى تناولت الافراد ذوى الاحتياجات الخاصة مثل فى فيلم التوربينى(والتى يعرض شخصيه الشخص الذي لديه توحد) او فيلم الكيت كات ( الذي يعرض قضية الشخص الذي لديه اعاقة بصرية المقتبسة عن رواية مالك الحزين) .
حتى المعالجة الاعلامية لتلك النوعية من الاعمال فى المجتمع العربي غالبا ماتتسم بالسطحية دون النظر الى النواحى الانسانية لهؤلاء البشر.
على الجانب الاخر اذا نظرنا الى الاعلام الغربي ومدى اهتمامه بالاحتياجات الخاصة والتعمق فى مشاكلهم وقضاياهم المختلفة وايجاد الحلول لتلك المشاكل فمن منا لايذكر الفيلم الرائع (my name is khan) (الشخص الذي لديه توحد ومدى تركيز على الجوانب الانسانية فى حياة ذلك الشخص).
ولذلك ارى ان لابد ان يقوم الاعلام بتناول هذه القضايا من خلال الوسائل المختلفة (سينما – تليفزيون – مقالات – ردايو) والتعمق فى النواحى الانسانية لتلك الفئة ونشر الوعى الثقافي عن كيفية التعامل معها فى المجتمع وتقبلها من الجانب الاخر حتى يمكن دمج هؤلاء الفئات فى المجتمع وتحويلهم الى عنصر فعال.
ويمكن ذلك من خلال انتاج أفلام عن فئات الاحتياجات الخاصة المختلفة ( الذين لديهم اعاقة سمعية – والذين لديهم اعاقة بصريه – الشخص الذي لدية توحد – الشخص الذي لديه داون).
او عمل برامج توعية عن الفئات الخاصة وضرورى منع استخدام الالفاظ التى تسبب الاحراج والشعور بالنبذ من جانب الطرف الاخر لديهم مثل منغولى , اعمى , اطرش واستبدالها بالالفاظ المقبولة دوليا مثل (متلازمة داون – لديه اعاقة بصرية – لديه اعاقة سمعية).

ولابد من ان يقوم الاعلام بدوره فى دمج تلك الفئات الخاصة مع باقي فئات المجتمع وذلك من خلال تعريف المجتمع بهم وبمشاكلهم مما يؤدي الى تقبلهم اجتماعيا بدلا من الاستتنكار والاستهزاء بهم .
كما يمكن ايضا تقديم صور لنماذج ناجحة من ارض الواقع استطاعت ان تتغلب على اعاقتها وتتحداها- ولعل كاتبنا القدير (طه حسين ) والذي كان لديه اعاقة بصرية  خير مثال على ذلك – وذلك كنوع من انواع التشجيع لتلك الفئة المهمشة فى المجتمعات العربية وتكون بمثابة قوة تحفيزية لهم.
واخيرا اتمنى ان تلتفت الدولة الى ذلك من خلال تخصيص ميزانيات مخصصة لتناول قضايا الفئات الخاصة فى الاعلام نظرا للدور الكبير الذي يقوم به الاعلام  ومدى التأثير الذي يمكن ان يحدثه الاعلام فى المجتمع ككل والفئات الخاصة بشكل خاص .


شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق