السمنة المركزية و خطورة التعرض للأمراض المزمنة


إعداد أ.د. نبال عبد الرحمن أبو العلا - إستشارى و مسئول عيادة السكر بالمعهد القومى للتغذية

    هناك نوعين متعارف عليهم للسمنة، سمنة التفاحة (السمنة المركزية) حيث تتركز الدهون فى منطقة الوسط و أعلى البطن و تقدر بزيادة فى محيط الخصر ( أكثر من 88 سم في الإناث) و (102سم في الرجال) و سمنة الكمثرى ( السمنة الطرفية) حيث تتركز الدهون فى منطقة الأرداف و الفخذ. و الأشخاص المصابين بزيادة فى الوزن و لا يوجد لديهم دهون فى محيط الوسط أقل عرضة للإصابة بالأمراض عن أمثالهم الذين يعانون من السمنة المركزية و التى ترتبط بزيادة مقاومة الجسم لأفعال الأنسولين و من أهم عوامل الخطورة التى تعرضنا لاحتمال حدوث مضاعفات صحية مستقبلية، مثل التعرض لبعض أنواع السرطانات و حدوث المتلازمة الايضية Metabolic Syndrome و هى الاستعداد للإصابة بكثير من المشاكل الصحية المرتبطة كأمراض القلب و الشرايين واضطرابات دهون الدم و ارتفاع سكر الدم  و ارتفاع ضغط الدم  و جلطة المخ.

مقاومة الجسم لأفعال الأنسولين:

تحت الظروف العادية، يسمح هرمون الأنسولين لسكر الدم بدخول خلايا الجسم ( الكبد و العضلات و الدهون) ليستخدم لتوليد الطاقة.  تؤدى السمنة المركزية  إلى مقاومة خلايا الجسم لعمل الأنسولين وبالتالى يعجز الجلوكوز (سكر الدم) عن دخول خلايا الجسم فيقوم البنكرياس بإفراز كميات إضافية من الأنسولين للمحافظة على مستوى السكر بالدم والتغلب على هذه المقاومة فتحدث زيادة فى مستوى هرمون الأنسولين مع زيادة جلكوز الدم عن المستوى الطبيعى. هذه العميلة تؤدى فى النهاية الى ضعف خلايا البيتا فى البنكرياس حتى يتوقف عن إفراز الانسولين ويحدث مرض السكر النوع الثانى. وحتى قبل الاصابة بالمرض يمر المريض بمرحلة يكون منسوب سكر الدم أكثر من المستوى الطبيعى لكنه أيضا أقل من النسبة المحددة لتشخيص المرض (المرحلة المنذرة بالسكرى). وقد افادت الأبحاث الحديثة أن بعض المضاعفات المزمنة خاصة التى تؤثر على القلب و الشرايين تحدث فى هذه المرحلة. لذلك لابد من الاهتمام بالتوجه الى نمط الحياة الصحى الذى يساعد على الوقاية من السكر و المشاكل الصحية المصاحبة له بإتباع العادات الغذائية السليمة وزيادة النشاط البدنى و الابتعاد عن التدخين.

المتلازمة الايضية:

تؤدي العوامل الوراثية و العوامل المحيطة Environmental معاً بالاضافة الى نمط الحياة الغير صحى إلى زيادة نسبة الإصابة بها. وتشخيص المتلازمة الايضية يحتاج إلى وجود السمنة المركزية بالاضافة الى  اثنين من العوامل التالية:

السمنة وخصوصا السمنة المركزية
ارتفاع ضغط الدم أكثر من 130/85 ملم زئبقي أو استعمال أدوية ومخفضات ضغط الدم.
زيادة نسبة الدهون الثلاثية في الدم لأكثر من 150 ملغم/ ديسلتر أو استعمال أدوية لاضطرابات دهون الدم.
انخفاض في نسبة الكوليسترول العالي الكثافة إلى أقل من 40 ملغم/ ديسلتر في الذكور وأقل من 50 ملغم/ ديسلتر في الإناث أو استعمال أدوية لاضطرابات دهون الدم.
ارتفاع في نسبة سكر الدم (الصائم) أكثر من 100 ملغم/ ديسلتر أو استعمال أدوية مخفضات سكر الدم.
عوامل الخطورة:

زيادة إفراز هورمون الأنسولين في الجسم مع زيادة مقاومة الأنسجة بعمل الأنسولين.

الخمول وعدم الحركة وقلة التمارين الرياضية نتيجة التغير في نمط الحياة.

سوء التغذية والإفراط في الغذاء الدهني والغذاء غير الصحي نتيجة انتشار المطاعم السريعة التي لا تقدم الطعام الصحي.

العمر فكلما تقدم عمر الإنسان كلما زادت نسبة خطر إصابته بالمتلازمة الايضية

التاريخ المرضي للعائلة، فإذا ظهر أن بعض أفراد العائلة مصابون بارتفاع السكر في الدم فاى فرد فى العائلة يكون معرضاً لخطر الإصابة بالمتلازمة الايضية.

وجود أكياس في المبيض.

الوقاية من المتلازمة الايضية:

الوقاية هي أهم خطوة يمكن اتخاذها  لتلافى المتلازمة الايضية و تتمثل فى النقاط التالية:

ممارسة الرياضة وزيادة الحركة اليومية: حيث من الأفضل ممارسة الرياضة وفق برنامج يومي منظم يستغرق حوالي 30-60 دقيقة في اليوم مثل رياضة المشي السريع.

الغذاء الصحى: بالاكثار من الألياف الغذائية في الغذاء المتمثلة فى الخضروات و الفاكهة و الخبز البلدى و البقوليات و الحبوب والإقلال من السكريات والدهون و الملح.

علاج زيادة الوزن و السمنة، حيث ان فقدان 5% فقط من الوزن الزائد يؤدي إلى نتائج إيجابية.

الامتناع عن التدخين.

         هذه الخطوات الوقائية تتطلب تضافر الجهود من كل من الأهل والمدرسة والجامعات والجمعيات المهتمة بصحة المجتمع والإعلام والمسؤولين عن صحة الإنسان في اعاده تثقيف المجتمع كباره وصغاره شاملا كل فئاته من الآباء والأمهات والتلاميذ والطلبة والمعلمين والموظفين وكل من له علاقة بصحة المجتمع.

شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق