قوة التوجه

ميلاد فايز موسى
مؤسس المركزالهولندى للتنمية البشرية

هناك اختلاف بسيط بين الناس , ولكن هذا الاختلاف البسيط يحدث فارقا كبيرا فى حياتهم , الاختلاف هو التوجه , اما الفارق الكبير فهو نوعية هذا التوجه ما اذا كان ايجابيا أم سلبيا ؟ , المقصود بالتوجه هو عالمك الداخلى الذى يشمل صورتك الذاتية , مشاعرك نحو نفسك ونحو الحياة , معتقداتك , اختيارتك فى الحياة , التوجه هو شعور داخلى يتم التعبير عنه بسلوكيات خارجية , التوجه هو المعبر عن ماضيك والمتحدث عن حاضرك والمتنبئ بمستقبلك , انك لكى تغير حياتك عليك أن تتخذ القرار بتحمل مسئولية توجهك فى الحياة , وأن تفعل كل مافى وسعك لكى يعمل فى صالحك , ويأتى السؤال كيف أتحكم فى توجهى ؟ :
- الصورة الذاتية : كيف ترى نفسك ؟ وليس كيف يراك الناس ؟ أفحص الملصقات التى تضعها على نفسك , لان كل ملصق وكل أعتقاد غير سليم عن نفسك يعتبر بمثابة حاجز لن تسمح لنفسك بتجاوزه , ان مايصنع الفارق بينك وبين الاخرين يكمن فى داخلك وليس فى الاخرين .
- مشاعرك نحو نفسك ونحو الحياة : انك اذا لم تغير مشاعرك الداخلية تجاه نفسك فلن تتمكن من تغيير تصرفاتك الخارجية تجاه الاخرين , ايا كان نوعية وحجم التحديات التى تواجهها فى الحياة , فأنت بالمعونة الالهية أقوى , تبدو العوائق صغيرة أو كبيرة بالنسبة لك اعتمادا على حجمك أنت , الغالبية العظمى من البشر ترى العوائق , وقلة قليلة ترى الأهداف , والتاريخ يسجل نجاحات الفريق الثانى بينما لايجازى الفريق الأول , معادلة الحياة هى " الحياة = أحداث + مشاعر " أذا لم تستطع احيانا أن تتحكم فى الأحداث التى تمر بك , انت يمكنك دائما التحكم فى مشاعرك . قم بتحويل كل شعور سلبى الى شيئ ايجابى للتقدم فى الحياة , أتخاف من الفقر ؟ حوله الى العمل الايجابى , أتخاف من الطمع ؟ حوله الى كرم , أتخاف من الرفض ؟ حوله الى قدرة على التواصل , عندما تتحكم فى مشاعرك تتحكم فى حياتك , مثل صينى يقول " تحل بالبهجة التى لاتشعر بها , وسريعا ستشعر بالبهجة التى تحليت بها " ونصيحة علماء التنمية البشرية فى هذا المجال تقول " تحل  بالسعادة حتى العاشرة صباحا , وسوف تتولى بقية اليوم أمر نفسها .
أن توجهك يضفى لونا على كل جانب من جوانب حياتك , انه أشبه بفرشاة طلاء خاصة بعقلك , فبامكانها أن تطلى كل شيئ بلون مبهج ملئ بالحيوية , تصنع تحفة فنية , أو أن تجعل كل شيئ من حولك موحشا , أننا بالسيطرة على توجهنا فى الحياة وصورتنا الذاتية ومشاعرنا , سنؤثر فى كل حياتنا , أطباء وعلماء النفس يؤمنون الأن أن تبنى التوجه المناسب له تأثير مباشر على أداء خلايا الجسم لوظائفها , وبالتالى أصبح من الممكن استخدامها فى كبح الخلايا المريضة , تذكر دائما ان نجاح كل يوم يجب أن يتم الحكم عليه فى ضوء الحبوب التى تزرع وليس الثمار التى تجنى , بالتوجه السليم نحيا فى سعادة , ويكون يومنا حلو و وبنعمة ربنا بكرة أحلى .




                                                                     
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق