منصور المغربي
رئيس البورد الدولي
نائب نقيب مدربي مصر
هل سمعتم عن ما يسمّى بـ ” الإدراك الخفي ” ؟! ، و تسمى باللغة العلمية الغربية Subliminal Perception . هل تعلم أنه يمكننا أن ندرك أموراً كثيرة دون استخدام أي من حواسنا الخمس التقليدية ؟! و نتفاعل معها و نتجاوب لها دون أي شعور منا بذلك ؟! . أي أن ما نراه هو كل ما نراه ، لكن ما ندركه هو أكثر من ما نراه !.
هل تعلم أن الناس يتعرّضون للآلاف من المنبهات و الدوافع اللاشعورية يومياً ؟ . و تتمثّل هذه المنبهات بشكل أصوات و صور و حتى روائح ، و يمكن أن تكون عبارة عن منبهات فوق صوتية ، تحت صوتية ، إشعاعية ، رادارية ، و مايكروموجية ، و غيرها من منبهات نتأثر بها دون إدراك من عقلنا الواعي ! لكنها تسجّل في عقلنا الباطن ( القسم الخفي من العقل ) و يكون لها أثر كبير على سلوكنا و تفكيرنا و شعورنا و حالتنا الصحيّة و حتى تركيبتنا الفيزيائية !. و قد بدأت الأبحاث تشير بشكل واضح إلى وجود مستويات متعدّدة من “الوعي” عند الإنسان ! .
حتى أثناء النوم أو في حالة التخدير الجراحي ، يمكن للإنسان أن يدرك أمور كثيرة من حوله ! و يمكن لهذه الأمور أن تأثّر نفسياً أو جسدياً عليه ، بشكل غير شعوري !. و قد بدؤا يوصون الأطباء مؤخراً بعدم التحدّث عن حالة المريض في حضوره ، حتى لو كان في حالة تخدير تام ، لأنه يدرك كل كلمة يقولونها ! و يتفاعل معها لا شعورياً ! بالرغم من نومه العميق !.
يعود الاهتمام بهذه الظاهرة إلى أواخر القرن التاسع عشر ، حيث أقيمت أبحاث و دراسات سيكولوجية (نفسية) كثيرة حولها . و كان أشهر هذه الأبحاث هي تلك التي أقامها علماء مثل : “ج.ك أدامس” و “س. فيشر” و “ب. سيديس” و “س.س بيرس” و “ج. جاسترو” و “و.بوتزل” ، و غيرهم الكثيرون الذين درسوا ظاهرة الإدراك الخفي عند الإنسان .
لكن الذي يهمنا في الموضوع هو ظاهرة غريبة برزت منذ فترة الحرب العالمية الثانية . قام العلماء في تلك الفترة بتصميم جهاز يدعى ” تاتشيستوسكوب” TachistoScope ، ليساعدهم على تدريب الطيارين الحربيين في التمييز بين طائرات العدو و الطائرات الصديقة بسرعة كبيرة تجعلهم يصدرون أحكاماً سليمة بشكل فوري قبل أن يفوت الأوان , لأنهم كانوا يعانون من مشكلة كبير في تمييز الطائرات مما أدّى إلى حصول الكثير من حوادث إطلاق نار على الطائرات الصديقة بالخطأ !.
و يعمل هذا الجهاز ( الذي يشبه جهاز العرض السينمائي ) على إظهار صور بسرعات متفاوته ، و يدرس العلماء ردود أفعال الأشخاص خلال رؤيتهم لهذه الصور التي تعرض عليهم بسرعات مختلفة . لكن الأمر الذي أدهش العلماء هو أن الأشخاص استطاعوا التعرّف على الصور و تمييزها و التجاوب لها عندما تعرض عليهم بزمن خاطف لا يتجاوز 100/1 من الثانية ! أي على شكل وميض ! و يتفاعل معها لاإرادياً !. و بعد أبحاث متعدّدة أقاموها فيما بعد (حتى على الحيوانات) ، توصلوا إلى نتيجة مدهشة فعلاً ، هي أن الإنسان ( و الكائنات الأخرى) يستطيع تمييز أي صورة أو كلمة أو شكل أو غيرها إذا مرّت في مجال نظره بسرعة خاطفة
رئيس البورد الدولي
نائب نقيب مدربي مصر
هل سمعتم عن ما يسمّى بـ ” الإدراك الخفي ” ؟! ، و تسمى باللغة العلمية الغربية Subliminal Perception . هل تعلم أنه يمكننا أن ندرك أموراً كثيرة دون استخدام أي من حواسنا الخمس التقليدية ؟! و نتفاعل معها و نتجاوب لها دون أي شعور منا بذلك ؟! . أي أن ما نراه هو كل ما نراه ، لكن ما ندركه هو أكثر من ما نراه !.
هل تعلم أن الناس يتعرّضون للآلاف من المنبهات و الدوافع اللاشعورية يومياً ؟ . و تتمثّل هذه المنبهات بشكل أصوات و صور و حتى روائح ، و يمكن أن تكون عبارة عن منبهات فوق صوتية ، تحت صوتية ، إشعاعية ، رادارية ، و مايكروموجية ، و غيرها من منبهات نتأثر بها دون إدراك من عقلنا الواعي ! لكنها تسجّل في عقلنا الباطن ( القسم الخفي من العقل ) و يكون لها أثر كبير على سلوكنا و تفكيرنا و شعورنا و حالتنا الصحيّة و حتى تركيبتنا الفيزيائية !. و قد بدأت الأبحاث تشير بشكل واضح إلى وجود مستويات متعدّدة من “الوعي” عند الإنسان ! .
حتى أثناء النوم أو في حالة التخدير الجراحي ، يمكن للإنسان أن يدرك أمور كثيرة من حوله ! و يمكن لهذه الأمور أن تأثّر نفسياً أو جسدياً عليه ، بشكل غير شعوري !. و قد بدؤا يوصون الأطباء مؤخراً بعدم التحدّث عن حالة المريض في حضوره ، حتى لو كان في حالة تخدير تام ، لأنه يدرك كل كلمة يقولونها ! و يتفاعل معها لا شعورياً ! بالرغم من نومه العميق !.
يعود الاهتمام بهذه الظاهرة إلى أواخر القرن التاسع عشر ، حيث أقيمت أبحاث و دراسات سيكولوجية (نفسية) كثيرة حولها . و كان أشهر هذه الأبحاث هي تلك التي أقامها علماء مثل : “ج.ك أدامس” و “س. فيشر” و “ب. سيديس” و “س.س بيرس” و “ج. جاسترو” و “و.بوتزل” ، و غيرهم الكثيرون الذين درسوا ظاهرة الإدراك الخفي عند الإنسان .
لكن الذي يهمنا في الموضوع هو ظاهرة غريبة برزت منذ فترة الحرب العالمية الثانية . قام العلماء في تلك الفترة بتصميم جهاز يدعى ” تاتشيستوسكوب” TachistoScope ، ليساعدهم على تدريب الطيارين الحربيين في التمييز بين طائرات العدو و الطائرات الصديقة بسرعة كبيرة تجعلهم يصدرون أحكاماً سليمة بشكل فوري قبل أن يفوت الأوان , لأنهم كانوا يعانون من مشكلة كبير في تمييز الطائرات مما أدّى إلى حصول الكثير من حوادث إطلاق نار على الطائرات الصديقة بالخطأ !.
و يعمل هذا الجهاز ( الذي يشبه جهاز العرض السينمائي ) على إظهار صور بسرعات متفاوته ، و يدرس العلماء ردود أفعال الأشخاص خلال رؤيتهم لهذه الصور التي تعرض عليهم بسرعات مختلفة . لكن الأمر الذي أدهش العلماء هو أن الأشخاص استطاعوا التعرّف على الصور و تمييزها و التجاوب لها عندما تعرض عليهم بزمن خاطف لا يتجاوز 100/1 من الثانية ! أي على شكل وميض ! و يتفاعل معها لاإرادياً !. و بعد أبحاث متعدّدة أقاموها فيما بعد (حتى على الحيوانات) ، توصلوا إلى نتيجة مدهشة فعلاً ، هي أن الإنسان ( و الكائنات الأخرى) يستطيع تمييز أي صورة أو كلمة أو شكل أو غيرها إذا مرّت في مجال نظره بسرعة خاطفة
0 Post a Comment:
إرسال تعليق