اللغة و التواصل فى المجتمع المصرى

أ.د. محمد أحمد عبد الحى
أستاذ الطب النفسى - كلية الطب - جامعة طنطا


اللغة هى مراة الفكر و عنوان التواصل بين البشر. لذا فان نظرة على انماط اللغة المستعملة فى حواراتنا تعطينا فكرة عن نوعية التفكير و التواصل السائدين فى الساحة المصرية.

النمط الاول هو استعمال لغة نمطية تكرا

رية تتمثل قى رفع شعارات معينة يتم استخدامها للهجوم او الدفاع عن راى او شخص بل و محاولة طرح رؤية عن المستقبل، دون ان يكون هناك رابط حقيقى بين الشعار و ما يستعمل من اجله و دون امكانية تطبيق واقعى لذلك الشعار لحل ما هو مطروح من مشكلات. هذا النمط التكرارى كثيرا ما يستعمل ايضا فى شن الحملات على المناقسين و كانها رسائل مسجلة تترك انطباعا عند من يقرؤها "لكثرة ترددها" انها حقيقة.

النمط الثانى هو المبالغة فى استخدام اللغة الساخرة التى غالبا ما تتجاوز النقد لتصل الى التشويه.


النمط الثالث هو اللغة العدائية التى لا تتوقف عند السخرية بل تتعداها الى السب و التجريح المعتمد احيانا على مجموعة من الاكاذيب.


النمط الرابع هو انعدام المنطق والواقعية فى طرح الافكار و الحلول حيث يقوم البعض بعمل مقارنة غير منطقية بين احداث او اشخاص اعتمادا على احداث تاريخية او تفسيرات دينية غير دقيقة و الوصول بالتالى الى استنتاج عير صحيح. اى اننا نفترض امورا نسلم بصحتها "و هى ليست كذلك" لنصل الى استنتاجاتنا التى نريدها


النمط الخامس هو الافراط فى المبالغة مدحا و قدحا فما و من يروق لنا نجعله قديسا و من يختلف معنا هو شيطان رجيم. لذا فكثيرا ما رأينا من جعلناهم قديسين ارتددنا عليهم و وصفناهم بابشع الاوصاف، و العكس صحيح.


النمط السادس هو الافراط فى الاسلوب التبريري تجاه مواقفنا و افعالنا بدلا من الاعتراف بالاخطاء و اتخاذ خطوات فعلية لحلها.


النمط السابع هو الغموض او غياب الهدف من الكلام ، الا محاولة اثبات موقف او محاولة اثبات تميز دون مراعاة لعدم وجود فائدة واقعية لذاك التميز او لتاثير هذا الكلام على المجموع. لذا كان هذا السيل من الاحاديث فى كافة وسائل الاعلام حيث الكل يحاول ان يثبت موقفا او تميزا ربما كان لا فائدة منه.


هذه الانماط من التفكير و التواصل ليست وليدة اليوم و لكنها متاصلة فينا و لكنها برزت بصورة واضحة على السطح مع حالة السيولة التى نعيشها و التى يقل فيها الضبط النفسى و الاجتماعى.


لا شك ان تلك الانماط من التفكير هى دليل على عدم استقرار ، و لكنها ايضا سبب فى عدم الاستقرار المجتمع، لذا فاننا فى حاجة الى محاولات حثيثة لتوضيح الخلل الموجود فى تواصلنا، فى حاجة لان تعلو اللغة المتعقلة على تلك اللغة الغير منضبطة كى نتمكن من اعادة التجانس المجتمعى و وضع تصور لنهضة حقيقية
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق