إن ما يقرب من نصف جميع الرجال المصريين البالغين يدخنون السجائر، وذلك وفقا لمسح أجرته الحكومة. ومما يثير القلق أيضا، أن استخدام التبغ بين الفتيات في سن المراهقة قد بلغ ثلاثة أضعاف مما هو عليه بين النساء البالغات. ومع أن المعدل مازال منخفضاً، إلا أن الوصمة التقليدية لتدخين النساء آخذة في التلاشي.
تتعرض الأعمال التي تتخذها الحكومة بغية خفض التدخين للتهديد جراء الاتجار غير المشروع في السجائر
يزيد تدخين التبغ من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسرطان، والأمراض الرئوية المزمنة. وقد اتخذت الحكومة المصرية مؤخراً إجراءات صارمة لمحاولة الحد من عدد المدخنين. بعض هذه الخطوات الجريئة تتعرض للخطر. أحد الأسباب في ذلك هو الارتفاع الكبير في دخول السجائر بطريقة غير مشروعة إلى البلاد.
وكانت مصر من بين الدول الأولى التي وقعت على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، أول معاهدة للصحة العمومية في العالم. وفي عام 2007، اعتمدت الحكومة تشريعات تنص على:
وضع الصور التحذيرية على جميع عبوات التبغ
فرض حظر على تسويق وإعلانات التبغ
فرض حظر على استخدام التبغ في جميع الأماكن العامة باستثناء المطاعم والحانات
زيادة الضريبة على منتجات التبغ.
أدى رفع نسبة الضريبة الجديدة إلى زيادة سعر علبة السجائر بنسبة 60%.
ولكن بعد وقت قصير من زيادة الضرائب، بدأ قدوم السوق السوداء للسجائر إلى مصر.
"هذه السجائر غير المشروعة تخلو من الصور والتحذيرات، ولم تسدد الضرائب" كما يقول الدكتور مصطفى لطفي، المسؤول عن البرنامج الوطني المصري المعني بمبادرة منظمة الصحة العالمية للتحرر من التبغ. ويضيف قائلاً: "يمكنك شراء هذه السجائر في كل مكان، ويمكن شراء ثلاث حزم بسعر حزمة واحدة من عبوة السجائر القانونية".
بروتوكول للقضاء على تنامي الاتجار غير المشروع للتبغ
مصر ليست بأي حال البلد الوحيد الذي يواجه تنامي الاتجار غير المشروع للتبغ. ففي الواقع، اجتمع 135 طرفاً مشاركاً في الاتفاقية في وقت سابق من هذا العام في الدورة النهائية لهيئة التفاوض المشتركة الحكومية الدولية لاختتام المفاوضات بشأن البروتوكول الأول للاتفاقية الإطارية، وهو بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع لمنتجات التبغ.
وقد تم إقرار هذا البروتوكول من قبل المؤتمر الخامس للأطراف المشاركة في الاتفاقية في سيول، جمهورية كوريا.
"ويحدد البروتوكول قواعد مكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ من خلال السيطرة على سلسلة التوريد" كما يقول الدكتور هايك نكوجوسيان، رئيس أمانة الاتفاقية الإطارية. ويضيف قائلاً "ويحدد البروتوكول أيضاً السلوك غير القانوني والتدابير المتعلقة بالإنفاذ والتعاون الدولي."
WHO/Jim Holmes
وبموجب البروتوكول، ستقوم الأطراف المشاركة بإنشاء نظام تعقب وتتبع عالمي لمنتجات التبغ، وستتفق على إجراءات أخرى مثل الترخيص، والمسؤولية، والإنفاذ، وتبادل المعلومات، والمساعدة القانونية المشتركة لمواجهة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ والقضاء عليه في نهاية المطاف.
الحظر الكامل على الإعلان عن التبغ في مصر
في الوقت الراهن، سوف تستخدم بلدان مثل مصر ما اتفق عليه بالفعل من أدوات الاتفاقية الإطارية للحد من التدخين، مثل فرض حظر كامل على الإعلان.
وفي عام 2007، حظرت الحكومة الإعلان عن التبغ وظهور التدخين على شاشات التلفزيون وفي الأفلام. لكن لا يزال تطبيق هذه الحظر غير قائم.
"هذه الأنماط من الترفيه لها تأثير كبير على الشباب" هكذا تقول رانده ابو النجا، الخبيرة التقنية لمكتب منظمة الصحة العالمية القطري.
في محاولة للوصول إلى الشباب، تعمل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الآن مع المجتمع المعني بالترفيه على الشاشات للحد من التدخين في الأفلام والبرامج التلفزيونية.
- اكتب تعليق بحساب بلوجر
- اكتب تعليق بحساب فيسبوك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 Post a Comment:
إرسال تعليق