أعراض اضطراب الذاتوية (الأعراض الثانوية)

هاني سيد أحمد

الأعراض الثانوية 

تناولنا في المقال السابق الأعراض الأولية والتي توجد لدى كل الأفراد ذوي اضطراب الذاتوية، ونتناول في هذا المقال الأعراض الثانوية وهي الأعراض التي ليست بالضرورة ملاحظتها على جميع ذوي اضطراب الذاتوية. فما هي هذه الأعراض؟

1- الخلل المعرفي :

يلاحظ علي الطفل الذاتوي قدرة تنظيمية ضعيفة ، وسهولة التشتت بأي مؤثر خارجي، وصعوبة الفهم النظري، والتركيز الشديد علي الفرعيات. 

وأشارت الدراسات إلى وجود شذوذ في نمو المهارات المعرفية دون اعتبار لمستوي الذكاء العام وفي معظم الحالات يوجد تشخيص مصاحب من الإعاقة الذهنية.

ففي حوالي ( 75-80% ) من ذوي اضطراب الذاتوية يظهر أدائهم علي أختبارات الذكاء في مدي يتراوح بين البسيط والشديد من الإعاقة الذهنية.

ولكن بعض الأطفال الذاتويين من ( 5-10% ) منهم يكون أدائهم علي أختبارات الذكاء في المدي الطبيعي أو يظهرون قدرات رائعة وملفتة للنظر، وعموماً درجات الذكاء الأقل ترتبط أكثر بمشكلات التواصل الشديدة، والتقدم البطيء.

وهناك عدد من الأطفال الذاتويين يظهرون قدرات استثنائية في مناطق محددة مثل ترتيب الألغاز puzzles أو ذاكرة لافتة للنظر في الأرقام والمقطوعات الموسيقية. 

2- استجابات حسية غير سوية :-

قد يظهر الشخص من ذوي اضطراب الذاتوية استجابة زائدة أو ناقصة للمنبهات الحسية مثل الصوت أو الألم، وقد يغطي أذنه كما لو كانت أصوات معينة تضايقه Hyperacusis وفي المقابل قد يتجاهل الأصوات المفاجئة ولا يستجيب لها، إلا أنه قد يظهر اهتماماً غير عادي بصوت ساعة في معصم اليد، أو صوت غلاف الحلوى، كما أن عتبة الألم مرتفعة لدي كثيرين منهم أو قد تتغير الاستجابة للألم، وقد يؤذى الطفل نفسه دون أن يبكي، وقد يلمس جسماً شديد السخونة دون أن يسحب يده، كما أنه غالباً ما يكون غير واعياً لمصادر الخطر مما يثير الانزعاج والقلق، وهو يفضل أحياناً المستقبلات الحسية القريبة مثل التذوق والشم واللمس عن المستقبلات البعيدة مثل البصر والسمع ، وتشير الدراسات إلي أن الطفل من ذوي اضطراب الذاتوىة يظهر انتقائية زائدة للمنبهات أى أنه يركز علي جانب محدود من المعلومات الحسية في البيئة إذا قورن بالطفل العادى، ويبدو أن الكثيرين منهم يستمتعون بالموسيقى أو صوت الأذان والقرآن الكريم، ويستمتع الكثير منهم بأنشطة مثل المرجيحة والحركة العلوية. 

وبعض الخبراء في اضطراب الذاتوية يعتبرون الاستجابات الحسية غير السوية سمة أولية وليست مصاحبة لاضطراب الذاتوية، ومن المرجح أن يتم إلحاق هذا العرض ضمن الأعراض الأولية.

3- سلوكيات نمطية :-

يظهر العديد من ذوي اضطراب الذاتوية مقاومة شديدة لأي تغير في البيئة المحيطة بهم، وكثيراً ما يغضب الطفل ويثور إذا نقل شيء من مكان لأخر أو تغير نوع شراب معين يحبه.

وغالباً ما يظهر ردود فعل واستجابات تتسم بالتكرارية وليست لها معنى من وجهة نظرنا ولكنها بالنسبة له هامة، وفي معظم الأحوال تظهر مدعومة بمثير حسي مثل حركات اليد والأصابع، وصحن الأسنان، والقفز، والهزهزة،والترنح وأنماط حركية خاصة وواضحة عندما يكون مستثار أو عندما يكون قلق.

ومن هذه السلوكيات التكرارية أيضاً خبط اليد والدوران حول النفس والاهتزاز وضرب الرأس بالأصابع، ومن أكثر الأنشطة النمطية شيوعاً هز أو فرك الخيط، فتح وغلق مفاتيح الإضاءة، تمزيق الورق لقطع صغيرة، حيث يظهر الطفل وكأنه يقيم معهم علاقة ارتباط وصداقة، وأيضاً تكرار إصدار نغمة أو صوت أو همهمة بشكل متكرر، وقد يمضي الطفل ساعات محملقاً في اتجاه معين نحو مصدر صوت أو ضوء ثم يعود بعدها إلي وحدته المفرطة.

4- الشذوذ العصبية :-

شذوذ النغمة العضلية أو الأنماط الحركية الشاذة تنتشر بين الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية، بالإضافة إلي أن حوالي 25%- 35% منهم تنمو لديهم نوبات أثناء فترة البلوغ، وبعضهم لديه شذوذ عصبي – تشريحي علي سبيل المثال في البطينات الدماغية كما ظهر من خلال أشعة الرنين المغناطيسي لدى البعض. 

5- اضطرابات في أنماط الأكل والنوم :-

نجد ظهور شذوذ في أنماط الأكل والشرب والنوم لدي بعض الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية (مثل قصر الطعام علي أنواع قليلة أو شرب السوائل بكثرة، والاستيقاظ المتكرر المصاحب بهز الرأس وأرجحتها أو خبط الرأس )

6- مشكلات سلوكية متطرفة :-

ومن المشكلات السلوكية المتطرفة سلوك إيذاء الذات وهو عبارة عن حركات متكررة قد تسبب إيذاء بدني ، وتشمل أشكال من السلوك مثل الخربشة والعض وهز الرأس بشدة وضرب الرأس والقرص وعض الأيدي وشد الشعر ومضغ الأكتاف وقد يصل الأمر لجروح عميقة تصل إلي العظام.

وكذلك سلوك إيذاء الآخرين مثل القرص ، أو العض أو الخربشة أو اللكمات أو الدفع أو الجذب المفاجئ بقوة .

وقد يأخذ هذا السلوك شكل الإزعاج المستمر للوالدين بالصراخ وعمل ضجة مستمرة أو عدم النوم ليلاً مع إصدار أصوات مزعجة أو بشكل تدمير أدوات أو أثاث أو تمزيق الكتب أو المصحف أو الملابس أو بعثرة وإلقاء أشياء علي الأرض ( مثل السكر والماء ) ، أو إلقاء أشياء من النافذة .

وقد يخطف الأشياء من المحلات التجارية أو يبدي الملاحظات والتعليقات الساذجة والمحيرة . ويحدث للكثيرين من الذاتويين غالباً تغير مفاجئ في المزاج Mood and Affect change مع نوبات من الضحك والبكاء بدون سبب واضح . 

وتلاحظ نوبات الغضب والعدوانية بدون سبب غالباً أو قد تستشار عند تغير شيء أو عند عدم الاستجابة للمطالب.

أو كطريقة للتعبير عن الاتصال غير المريح .

ويعاني بعض ذوي اضطراب الذاتوية من سلوك انعزالي شديد وأيضاً بعضهم خامل والبعض الأخر يكون مخرباً عدوانياً .

وفرط الحركة مشكلة شائعة لدي صغار الذاتويين بينما نقص الحركة أقل شيوعاً وحين يوجد فإنه يتناول مع فترات من فرط الحركة ، وقد يلاحظ لدي ذوي اضطراب الذاتوية نقص الخوف من مخاطر حقيقية والخوف المفرط كاستجابة لموضوعات غير مؤذية أو أحداث.

مع أرق تحياتي

-->

شارك على جوجل بلس

.