د.كاظم الحلواجي
استشاري طب العائلة
أليس عجبا أن لا يتمنى أي من المدخنين أن يكون أحد من عياله (سواء ولد أو بنت) مدخنا؟ا يمكنكم التحقق من ذلك بأنفسكم بتوجيه هذا السؤال إلى أي مدخن!!
تقول منظمة الصحة العالمية إن الأخطار التي يواجهها الرضع و الأطفال الذين يتعرضون إلى دخان التبغ، تبدأ خلال الحمل و تتضمن : زيادة حوادث متلازمة الموت المفاجئ للرضع (موت الفراش المفاجئ)، والإصابة بعداوى (التهابات) الطفولة المختلفة ، مثل التهابات الأذن الوسطى و التهاب القصبات، و تأثيره ا سلبيا على صحتهم التنفسية و تطور الرئتين لديهم بشكل عام. إنه يقلل من وظيفة الرئة و سعتها لديهم، و من تطورهم الجسدي و العقلي ككل، و يؤثر في ذكائهم و سلوكهم و يؤدي أيضا إلى ارتفاع في معدلات دخولهم إلى المستشفى. إن الرضع المولودين لأمهات لم يدخنّ و لكن آباءهم كانوا من المدخنين هم أيضا معرضون لخطر نقص الوزن عند الولادة.
يزيد التعرض إلى دخان التبغ البيئي (المنبعث في البيئة) أيضا من خطورة إصابة الأطفال بالربو و هو مسئول عن التسبب بحدوث عدد أكبر من النوبات الربوية.
تنتقل منتجات التبغ الثانوية عبر حليب الثدي و قد تقلل من إنتاجيته. كما يزداد بشكل كبير خطر الإصابة بسرطان الرئة عند الأطفال الذين يرضعون من أمهات مدخنات. و يزداد كذلك خطر الإصابة بسرطانات أخرى مثل سرطان الأنف و الجيوب، و أورام الدماغ، و ابيضاض الدم و اللمف (سرطانات تصيب الدم و الجهاز اللمفي).
إن أحد التأثيرات الخطيرة الأخرى لتدخين الوالدين هو الاحتمال المتزايد أن يصبح أطفالهم مدخنين، و بهذا يصبحون معرضين لجميع الأخطار الصحية المترافقة مع تعاطي التبغ،كتناول المخدرات، بالإضافة إلى السلوك المتهور الطائش المرافق للتدخين لدى المراهقين و قد وجد أن صغر العمر الذي يبدأ فيه الفرد بالتدخين يمكن أن ينبئ بالوصول إلى حالة أشد من الاعتماد (الإدمان) على التدخين، و اهتمام و رغبة و ثقة أقل في القدرة على الإقلاع، و سوء النظام الغذائي، إضافة إلى استخدام أقل لحزام الأمان(السلامة) في السيارة، و كثرة المرض و الدخول إلى المستشفى لاحقا في حياته.
في بعض الدول، يعتبر تدخين السجائر عامل الخطورة الرئيسي القابل للتعديل و الحد من آثاره، و الذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية وخيمة العواقب على الحمل. إن الأمهات اللواتي يدخن طواعية يعرضن أجيال المستقبل لأمراض موهنة و خطيرة تهدد الحياة. و يؤثر التدخين على صحة الأطفال بشكل مباشر، و لكن أيضا بشكل غير مباشر و ذلك من خلال تحويل الموارد المالية للأسرة عن سياقها الصحيح، الأمر الذي يمكن أن يعرضهم لسوء التغذية. و الجوع. و عدم حصولهم على كفاية من الرعاية الطبية و التعليم، ناهيك عن الضريبة الصحية التي يدفعونها أصلا نتيجة لتعرضهم إلى دخان التبغ بشكل لا إرادي. يساهم هذا التعرض أيضا في سلوك التدخين مستقبلا لدى الأطفال، و قد يسبب حدوث الإدمان على النيكوتين لديهم في سن مبكرة جدا قبل أن يغدوا قادرين على تحديد خيار مستقل مبني على المعرفة و الإدراك.
هنا جاء دوركم أيها الآباء كيف يمكن للأسرة أن تخفض من معدلات التدخين في المجتمع و بالتالي خفض تأثيره على صحة الأطفال؟
0 Post a Comment:
إرسال تعليق