سهى خوري
1) الإنتباه للشعور بالجوع والشبع
هل انتبهت أنه منذ اللحظات الأولى للولادة، يبدأ الطفل بالبكاء فور شعوره بالجوع وأنه لا يمكن إلهاؤه بأمور أخرى ليهمل جوعه؟ وهل لاحظت أنه بعد أن يبدأ الطفل بالرضاعة يتوقف لوحده عندما يصل إلى مرحلة الشبع، حيث لا يمكن إغراؤه بمواصلة الرضاعة إذا اكتفى؟ يتفق أخصائيو التغذية أن هذه المرحلة المبكرة من حياة الإنسان تمثّل سلوكيات غذائية تتناغم بدرجة قصوى مع احتياجات الجسم، فيصغي الطفل بشكل كامل إلى إشارات الجوع والشبع في الجهاز الهضمي. ومع مرور الأيام، يتعرّض الطفل لعوامل عديدة تلهيه عن الإصغاء لهذه الإشارات والإستجابة لها، فيهمل جوعه، أو يأكل بنهم كميات كبيرة من الطعام تسبب له التخمة، مما يرفع من احتمالات إصابته بالسمنة لاحقا.
ولمساعدة الطفل أن يستهلك وجباته بطريقة تتناغم مع احتياجات جسمه، ينصح بتثقيفه بمصطلحات الجوع والشبع، ممارسة المرونة اتجاه الطفل في مواعيد الوجبات وفي تحديد كميات الأكل المناسبة له تماشيا مع شهيته،عدم إجباره على مواصلة تناول الطعام بهدف "إنهاء الصحن"، السماح له بعدم المشاركة بالأكل إذا لم يكن جائعا، تشجيعه على الأكل فور شعوره بالجوع والتوقف عنه عند وصوله لحالة من الشبع المريح. ومن الطبيعي أن يأكل الطفل كل ساعتين أو ثلاث تماشيا مع احتياجات الجسم وأن يحافظ على هذه السلوكيات طوال حياته. ومن الجدير بالذكر أن رفع وعي الطفل بإحساسه بالجوع والشبع يحميه لاحقا في حياته من استهلاك الطعام لأسباب نفسية أو عاطفية. أما مسؤولية الولدين فتقع في توفير الإختيارات الغذائية الصحية والوجبات المتوازنة وكذلك الإستفسار من الطفل عن حالات الجوع والشبع التي يشعر بها خلال اليوم والاستجابة لها بالطريقة الملائمة.
2) تناول وجبة الإفطار
ينصح تعويد الطفل بتناول وجبة الإفطار خلال نصف ساعة من الاستيقاظ من النوم، حيث أن تاجيلها يعرّض الجسم للجوع الشديد والتعب لاحقا. من أهم الأغذية التي ينصح الأطفال باستهلاكها في وجبة الفطور ما يلي:
- أغذية غنية بكالسيوم: الحليب والأجبان واللبن
- الخضروات
- أغذية غنية بالنشويات: الخبز أو الشوفان
- أغذية الغنية بالبروتين: البيض والحمص والفول
- أغذية غنية بالدهون: زيت الزيتون أو الأفوكادو أو الطحينة
أما الطفل الذي لا يظهر شهية كبيرة في الصباح، فكوب من الحليب أو اللبن أو قطعة فاكهة تكفي كمحفّز للشهية لاحقا.
3) مضغ الطعام جيدا:
يعتقد الكثيرون أن هضم الطعام يبدأ في المعدة، الا أنه في الواقع يبدأ في الفم، حيث أن الأنزيمات في الفم تباشر بتحليل النشويات والدهنيات. تشير الدراسات أن تناول الطعام ببطىء ومضغه جيدا يرفع من نسبة المواد الغذائية التي يمتصها الجسم من الطعام. إضافة إلى ذلك، كشفت البحاث أن تناول الطعام ببطىء يقوي تجربة الاستمتاع بالأكل، يسهّل مرور الطعام في الجهاز الهضمي بفضل اللعاب، يسرع من الشعور بالشبع، ويحد من خطر الإصابة بالسمنة. ومن الجدير بالذكر أن الغذاء غير الممضوغ جيدا لا يتم هضمه بصورة كاملة في الجهاز الهضمي، مما يسبب الغازات في الأمعاء والقولون.
استنادا إلى كل ما ذكر سابقا، ينصح بتعليم الأطفال عد المضغات من أجل تعويدهم على تناول الطعام ببطىء. أما الأطفال الذي لم يكتمل نمو الأسنان والأضراس لديهم، يمنع إعطائهم قطع غير مهروسة جيدا بالخلاط، حيث أن هذا يعرضهم لسوء التغذية.
0 Post a Comment:
إرسال تعليق