أخبرتني صديقتي أن طفلها يطلب منها المزيد من الساندويتشات والمال يومياً، ولكنه يعود للمنزل كما لو كان لم يتناول شيئاً طوال النهار، أصبح شاحب اللون، لا يحب المدرسة، يبكي كثيراً ولأتفه الأسباب، ويزداد الأمر سوءاً يوماً تلو الآخر...
جلست مع الطفل، وجدته طفلاً هادئاً، رقيق الطبع، تحدثنا في أمور كثيرة، وأخيراً أخبرني بحقيقة الأمر، حدثني عن ذلك الطفل الذي يكبره بعامين في المدرسة والذي يتعرض له يومياً ويهدده وعدد من زملاءه بالضرب، يحاول الهرب منه فيقضي وقت راحته وحيداً في الفصل ولكنه على الرغم من ذلك يبحث عنه حتى يجده ويعتدي عليه سباً وضرباً ويأخذ منه مصروفه اليومي وطعامه، كان الطفل يبكي وهو يحدثني عن ذلك الصغير المتنمر الذي يمارس دور البلطجي في المدرسة، فماذا يمكن أن يفعل في مثل ذلك الموقف؟
قد يتعرض أطفالنا أحياناً للإساءة والإيذاء من أطفال متنمرين يمارسون دور البلطجي في النادي أو المدرسة، يزداد الوضع سوءاً إذا كان الطفل المعتدى عليه ضعيف جسدياً أو غير قادر على حماية نفسه وصد الأذى الذي يتعرض له، مما يجعل الذهاب إلى المدرسة أشبه بالكابوس بالنسبة للطفل، وهو الأمر الذي يترك آثاراً سلبية على نفسيته وينعكس بالطبع على سلوكياته وتحصيله الأكاديمي، وفي أسوأ الأحوال قد يصاب الطفل بأذى جسدي ايضاً نتيجة لما يتعرض له من تعدي ومضايقات. إذا كان طفلك يعاني من نفس المشكلة فتلك بعض النصائح لمساعدته على تخطي تلك التجربة الصعبة.
أولاً – عليك أن تأخذ مشكلة طفلك على محمل الجد، إن الأمر لا يستدعي الإستهزاء أو السخرية أو التجاهل، فطفلك واقع في مشكلة حقيقية ويجب أن تبحث معه عن أفضل الحلول الممكنه، إستمع اليه بهدوء وحب، فأن ذلك سيشعره بالأمان حتماً وانك إلى جواره مهما حدث فالأطفال عادة يشعرون بالحرج عند التحدث إلى ذويهم عن مثل تلك المشكلات فلا تجعله يندم على ذلك.
ثانياً – عليك أن تسأل نفسك "لماذا يحدث ذلك لطفلك؟" هل لأنه يعطي إنطباعاً بأنه ضحية سهلة المنال؟، أم لأنه ضعيف جسدياً أو نفسياً؟، هل ليست لديه شعبية في المدرسة أو أصدقاء يتعاونون معه ويدافعون عنه؟، هل يعاني من ضعف تقدير الذات؟، إن الإجابة عن تلك التساؤلات تعد أول الخيط لحل المشكلة، فالوصول الى السبب الحقيقي سيمكننا من التعامل معه مباشرة.
ثالثاً – اذهب مع طفلك للمدرسة، دع المتنمرين يشاهدونك إلى جواره ويعلمون انك مصدر دعم حقيقي له، أطلب المساعدة من أحد المسئولين في المدرسة (مدير المدرسة، أو أحد المدرسين) ليصبح مصدر دعم لطفلك داخل المدرسة، فغالباً سيتمكنون من مراقبة الوضع وإتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حدوث المزيد من المشكلات، وفي أسوأ الحالات قد تضطر للتواصل مع والدي الطفل المتنمر لبحث الأمر وإيجاد الحلول المناسبة.
رابعاً – يجب أن تبدأ تعليم طفلك كيف يتعامل مع تلك المضايقات نفسياً وجسدياً، فبالتأكيد تنقصه المهارات اللازمة مادام قد وقع في تلك المشكلة، عليه أن يتعلم كيف يدافع عن نفسه، علم طفلك كيف يرد على المضايقات اللفظية وأن يتحكم في خوفه وقلقه، ومن الضروري أن يلتحق بالتدريب على أحد رياضات الدفاع عن النفس والتي ستمنحه مزيداً من الثقة والقوة.
خامساً – نبه طفلك إلى عدم التورط في شجار عنيف مع طفل متنمر، فقد يتطور الأمر إلى كارثة حقيقية، وقد يتآذى أحدهما إيذاء بدني يجعل الأمر أكثر تعقيداً، علمه فقط أن يدافع عن نفسه ثم يسرع بعيداً عن المجموعة التي تفتعل الشجار.
سادساً – ساعد طفلك على تكوين صداقات، لا يجب أن يبقى وحيداً، بل عليه أن يندمج في جماعة أقران توفر له الدعم والأمان المطلوب، وهو ما سيشعره بالمزيد من الثقة، وسيعطي انطباعاً للآخرين انه لم يعد فريسة سهلة لأنه ليس بمفرده كسابق عهده.
سابعاً – في مرحلة متقدمة عليك أن تعلم طفلك أن يتحكم في إنفعالاته حين يتعرض لمضايقات من آخرين، فإن شعوره بالإضطراب، أو الغضب، أو تجاوبه بالبكاء واحمرار الوجه سيجعل الطفل المتنمر يشعر بالمزيد من القوة، ويعيد الكرة مرات ومرات، ولكن بدلاً عن ذلك على طفلك أن يتعلم كيف يصبح هادئاً في مواجهة تلك المواقف، يأخذ نفساً عميقاً، يتحدث بنبرة صوت هادئة، يتصرف بشجاعة أو يبتعد في ثبات، فإن ذلك كله من شأنه أن يُشعر المعتدي بالإرتباك وان طفلك لم يعد خائفاً منه.
ثامناً – ساعد طفلك على التحدث عن مشاكله من وقت إلى آخر بإنتظام، فأن ذلك من شأنه أن يساعده على تفريغ انفعالاته السلبية، واستعاده ثقته في نفسه، لا تدعه وحيداً، أجعل بينكم أنشطة مشتركة وأحاديث مرحة، فذلك كله من شأنه تجديد طاقته النفسية والجسدية وجعله قادراً على مواجهة المزيد من التحديات.
أ.سلمى محمود عبدالله - مُعالج نفسي
جلست مع الطفل، وجدته طفلاً هادئاً، رقيق الطبع، تحدثنا في أمور كثيرة، وأخيراً أخبرني بحقيقة الأمر، حدثني عن ذلك الطفل الذي يكبره بعامين في المدرسة والذي يتعرض له يومياً ويهدده وعدد من زملاءه بالضرب، يحاول الهرب منه فيقضي وقت راحته وحيداً في الفصل ولكنه على الرغم من ذلك يبحث عنه حتى يجده ويعتدي عليه سباً وضرباً ويأخذ منه مصروفه اليومي وطعامه، كان الطفل يبكي وهو يحدثني عن ذلك الصغير المتنمر الذي يمارس دور البلطجي في المدرسة، فماذا يمكن أن يفعل في مثل ذلك الموقف؟
قد يتعرض أطفالنا أحياناً للإساءة والإيذاء من أطفال متنمرين يمارسون دور البلطجي في النادي أو المدرسة، يزداد الوضع سوءاً إذا كان الطفل المعتدى عليه ضعيف جسدياً أو غير قادر على حماية نفسه وصد الأذى الذي يتعرض له، مما يجعل الذهاب إلى المدرسة أشبه بالكابوس بالنسبة للطفل، وهو الأمر الذي يترك آثاراً سلبية على نفسيته وينعكس بالطبع على سلوكياته وتحصيله الأكاديمي، وفي أسوأ الأحوال قد يصاب الطفل بأذى جسدي ايضاً نتيجة لما يتعرض له من تعدي ومضايقات. إذا كان طفلك يعاني من نفس المشكلة فتلك بعض النصائح لمساعدته على تخطي تلك التجربة الصعبة.
أولاً – عليك أن تأخذ مشكلة طفلك على محمل الجد، إن الأمر لا يستدعي الإستهزاء أو السخرية أو التجاهل، فطفلك واقع في مشكلة حقيقية ويجب أن تبحث معه عن أفضل الحلول الممكنه، إستمع اليه بهدوء وحب، فأن ذلك سيشعره بالأمان حتماً وانك إلى جواره مهما حدث فالأطفال عادة يشعرون بالحرج عند التحدث إلى ذويهم عن مثل تلك المشكلات فلا تجعله يندم على ذلك.
ثانياً – عليك أن تسأل نفسك "لماذا يحدث ذلك لطفلك؟" هل لأنه يعطي إنطباعاً بأنه ضحية سهلة المنال؟، أم لأنه ضعيف جسدياً أو نفسياً؟، هل ليست لديه شعبية في المدرسة أو أصدقاء يتعاونون معه ويدافعون عنه؟، هل يعاني من ضعف تقدير الذات؟، إن الإجابة عن تلك التساؤلات تعد أول الخيط لحل المشكلة، فالوصول الى السبب الحقيقي سيمكننا من التعامل معه مباشرة.
ثالثاً – اذهب مع طفلك للمدرسة، دع المتنمرين يشاهدونك إلى جواره ويعلمون انك مصدر دعم حقيقي له، أطلب المساعدة من أحد المسئولين في المدرسة (مدير المدرسة، أو أحد المدرسين) ليصبح مصدر دعم لطفلك داخل المدرسة، فغالباً سيتمكنون من مراقبة الوضع وإتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حدوث المزيد من المشكلات، وفي أسوأ الحالات قد تضطر للتواصل مع والدي الطفل المتنمر لبحث الأمر وإيجاد الحلول المناسبة.
رابعاً – يجب أن تبدأ تعليم طفلك كيف يتعامل مع تلك المضايقات نفسياً وجسدياً، فبالتأكيد تنقصه المهارات اللازمة مادام قد وقع في تلك المشكلة، عليه أن يتعلم كيف يدافع عن نفسه، علم طفلك كيف يرد على المضايقات اللفظية وأن يتحكم في خوفه وقلقه، ومن الضروري أن يلتحق بالتدريب على أحد رياضات الدفاع عن النفس والتي ستمنحه مزيداً من الثقة والقوة.
خامساً – نبه طفلك إلى عدم التورط في شجار عنيف مع طفل متنمر، فقد يتطور الأمر إلى كارثة حقيقية، وقد يتآذى أحدهما إيذاء بدني يجعل الأمر أكثر تعقيداً، علمه فقط أن يدافع عن نفسه ثم يسرع بعيداً عن المجموعة التي تفتعل الشجار.
سادساً – ساعد طفلك على تكوين صداقات، لا يجب أن يبقى وحيداً، بل عليه أن يندمج في جماعة أقران توفر له الدعم والأمان المطلوب، وهو ما سيشعره بالمزيد من الثقة، وسيعطي انطباعاً للآخرين انه لم يعد فريسة سهلة لأنه ليس بمفرده كسابق عهده.
سابعاً – في مرحلة متقدمة عليك أن تعلم طفلك أن يتحكم في إنفعالاته حين يتعرض لمضايقات من آخرين، فإن شعوره بالإضطراب، أو الغضب، أو تجاوبه بالبكاء واحمرار الوجه سيجعل الطفل المتنمر يشعر بالمزيد من القوة، ويعيد الكرة مرات ومرات، ولكن بدلاً عن ذلك على طفلك أن يتعلم كيف يصبح هادئاً في مواجهة تلك المواقف، يأخذ نفساً عميقاً، يتحدث بنبرة صوت هادئة، يتصرف بشجاعة أو يبتعد في ثبات، فإن ذلك كله من شأنه أن يُشعر المعتدي بالإرتباك وان طفلك لم يعد خائفاً منه.
ثامناً – ساعد طفلك على التحدث عن مشاكله من وقت إلى آخر بإنتظام، فأن ذلك من شأنه أن يساعده على تفريغ انفعالاته السلبية، واستعاده ثقته في نفسه، لا تدعه وحيداً، أجعل بينكم أنشطة مشتركة وأحاديث مرحة، فذلك كله من شأنه تجديد طاقته النفسية والجسدية وجعله قادراً على مواجهة المزيد من التحديات.
أ.سلمى محمود عبدالله - مُعالج نفسي
0 Post a Comment:
إرسال تعليق