إعـــداد أ.د. نبال عبد الرحمن أبو العلا
بالإضافة على دور الصيام في علاج والتخفيف من أمراض السمنة وما يرافقها من أمراض ثانوية مثل اضطرابات دهون الدم كالكوليستيرول و الدهون الثلاثية وارتفاع ضغط، الدم فإن لصيام رمضان دور في علاج أمراض أخرى مزمنة وشائعة بين الناس مثل مرض السكري (النوع الثاني) وبعض أمراض القلب و النقرس ولكن هناك قواعد عامة يجب إتباعها عند صيام هؤلاء المصابين بهذه الأمراض المزمنة :
1. على المريض ان يزور طبيبه المعالج قبل رمضان، لتقييم حالته ومعرفة مدى قدرته على الصيام.
2. مناقشة الطبيب مع المريض التعديلات اللازمة في جرعات ومواعيد الادوية عند وجود إمكانية على الصيام بالإضافة الى توضيح النصائح والاراشادات والمحاذير اللازمة.
3. الالتزام بتوجيهات الطبيب اذا كانت حالة المريض لاتسمح له بالصيام
4. يجب التأكيد ان كل مريض بأحد الامراض المزمنة يعتبر حالة مستقلة بذاتها فما يسمح به المريض قد ينهى عنه مريض آخر.
من هو مريض السكر الذي ينصح بعدم الصيام ؟
1. مرض السكر المعتمد على الأنسولين (النوع الأول) والذي يبدأ من سن الطفولة ومستوى سكر الدم لدى هذا النوع من المرضى يتذبذب بشدة (يرتفع و ينخفض فجأة). وغالبا يحتاج هذا المريض الى أكثر من جرعتين انسولين يوميا و لابد من تناول الغذاء بعد الأنسولين بنصف ساعة، فإذا لم يأخذها المريض نقص السكر في دمه نقصًا شديدًا، وربما أدى ذلك إلى غيبوبة نقص السكر، وبعدها يحس المريض بجوع شديد وعرق غزير، وينشط نبض المريض، وتتسع حدقته، وتتوتر أعصابه، وقد يصاب بغيبوبة لا ينقذه منا إلا عصير مسكر أو حقنة جلوكوز في الوريد وصاحب هذه الحالات لا يمكنه الصوم.
2. بعض حالات مرضى السكر النوع الثاني حيث أنه هناك بعض الحالات تعتمد على الأنسولين في علاجها؛ حيث تفشل جميع الأقراص المنشطة للبنكرياس لكي يفرز الأنسولين، ويصبح الجسم معتمدًا على الأنسولين الخارجي. وصاحب أكثر هذه الحالات لا يمكنه الصوم.
3. مرضى السكر المعروفون بعدم قدرتهم على اتباع النصيحة بالنسبة للنظام الغذائى السليم و أخذ الأقراص أو الانسولين.
4. مرضى السكرالمصابين بالمضاعفات الخطيرة مثل الذبحة الصدرية الغير مستقرة و الضغط العالى الغير متحكم فيه.
5. مرضى السكر المصابين بارتفاع نسبة المواد الكيتونية بالدم و البول.
6. مرضى السكر الحوامل.
7. مرضى السكر الذين تتكرر فيهم الإصابة بالميكروبات أو الالتهابات.
ماذا يجب على مريض السكر أن يفعل إذا أراد الصيام؟
- إذا كنت تعتمد فى التحكم بمستوى السكر فى الدم على التغذية السليمة و ممارسة النشاط البدنى فقط، فإن الصوم لا يشكل أية خطورة عليك ، بل أنه قد يعود عليك في الواقع بالنفع شريطة أن تراعى النقاط التالية : -
1- التعجيل بالفطور.
2- ضرورة تناول و تأخير موعد السحور إلي أقصى حد ممكن .
3- حافظ على كمية الطعام اليومية ( السعرات الحرارية ) كما حددها لك الطبيب
4- قسم كمية الطعام هذه إلى أربعة أجزاء، الإفطار، الســـحور ووجبتين خفيفتين بين الافطار و السحور
5- مارس نشاطك اليومي كالمعتاد مع أخذ قسـط من الراحة في فترة الظهيرة
6- الحصول على كفاية من السوائل على صورة مشروبات مناسبة كشوربة اللحم أو الفراخ الرائق , عصير الطماطم, لبن, عصيرخضراوات,عصير ليمون,شوربة العدس و الخضراوات.
7- تناول المشروبات ضمن مكونات الوجبات الغذائية.
8- الاعتماد على الأغذية المحتوية على نسبة عالية من الماء ضمن مكونات الوجبات الغذائية: كالحليب, الخضراوات الطازجة, الفواكه الطازجة و الانواع المناسبة من الشوربة.
9- تجنب السكرو الملح و الأغذية المملحة.
10- تناول الأغذية التى تحتوى على الكفاية من الألياف الغذائية ضمن مكونات الوجبات مثل الخضروات و الفاكهة الطازجة و الخبز البلدى و البقوليات حيث أنها تبطئ من ارتفاع مستوى السكر بالدم بعد لطعام و تحسن من حساسية الانسولين و تعمل على زيادة عدد مستقبلات الانسولين بالجسم بالضافة الى انها تساعد على تجنب الامساك و تعطى إحساس بالشبع.
11- تجنب الحلويات الرمضانية ، وفي حالة تناولها يكون مجرد تذوق بقدر صغير مرة أو مرتين أسبوعيا و لابد من ممارسة أى نوع من الرياضة بعد تناولها كالمشى.
- إذا كنت تتناول جرعة واحدة من الأقراص عن طريق الفم ، يجب تناول هذه الجرعة مع وجبة الإفطار غير أنه يجب عليك أن تلاحظ أن الأقراص التى تؤخذ عن طريق الفم تختلف من حيث المفعول فإذا كنت تتناول الأقراص ذات المفعول طويل الأمد , يجب أن يستبدل إلي عقار ذو مفعول قصير الأمد لأن تأثيره قد يكون سلبيا أثناء الصيام مع الالتزام بالإرشادات الغذائية السابقة.
- اذا كنت تتناول جرعتين من الأقراص عن طريق الفم فانك سوف تستمر في تناول الجرعتين ، الأولى مع وجبة الإفطار والثانية مع وجبة السحور ولكن مقدار هذه الجرعة يجب أن يكون نصف مقدار الجرعة السابقة المعتادة ( لأنه يحدث انخفاض في مستوى السكر بالدم نتيجة للامتناع عن الطعام أثناء النهار ، لذا تقل الحاجة إلى العلاج بالعقاقير خلال تلك الفترة مع الالتزام بالإرشادات الغذائية السابقة.
- اذا كنت تتناول جرعة واحدة من الأنسولين،تقيد بتعليمات الطعام الخاصة السابقة و تناول الجرعة الاعتيادية من الأنسولين قبل طعام الإفطار مباشرة .
- المرضى الذين يتلقون جرعتين من الأنسـولين يوميا يحتاجون إلى مراجعة طبيبهم . إذ أن هـؤلاء المرضى معرضون للإصابة بالخلل ( ارتفاع الأجسام الكيتونية) أو بنقص سكر الدم نظرا لأن مستوى السكر لديهم غير مستقرا الأمر الذي يتطلب المحافظة على توازن مستمر بين الدواء والطعام
- بالنسبة للمرضى المصابون بارتفاع ضغط الدم بالصيام بل وينصحون به، لما فيه من فائدة كبيرة بالنسبة لهم باستثناء أولئك الذين يتناولون أدوية مدرة للبول، فالأدوية المدرة للبول تؤدي الى نقص في سوائل وأملاح الجسم والصيام هنا قد يؤدي للجفاف والإصابة بهبوط ضغط الدم. لذا يجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب وتقدير كل حالة على حده، قد يُنصح بتعديل مواعيد الدواء او عدم الصيام.
- أما بالنسبة لمرضى القلب فغالباً ما يستفيدوا من الصيام من ناحية خفض الجهد القلبي أثناء فترة الصيام وتقليل نسبة الدهون في الدم، مع مراعاة الحذر عند فترة الإفطار، لأن تناول كميات من الطعام يؤدي إلى زيارة إجهاد القلب وذهاب كميات كبيرة من الدم إلى المعدة والأمعاء لإتمام عملية الهضم. أما المرضى الذين يتعاطون المدرات البولية من أجل معالجة ارتفاع ضغط الدم أو هبوط القلب فهؤلاء لا يستطيعون الصيام لأن الجسم بحاجة ضرورية إلى بعض السوائل ، لذلك لابد من مراجعة الطبيب عند الإصرار على الصيام.
- المرضى الذين يعانون من فشل كلوى لا يستطيعون الصيام بسبب اضطرابات توازن الصوديوم والماء في الجسم وبعض الأيونات الأخرى مثل البوتاسيوم والكالسيوم وغيرهم، فالجسم بحاجة إلى الماء بشكل متوازن ولا يستطيع المرضى تحمل الجفاف ونقص الصوديوم وبقية الأيونات، كما أن التغذية العلاجية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي تعتمد على توازن بروتين حيوانى و نباتى محدد مع توازن معدني خاص ومحدد أيضاً، لذلك يجب مراجعة الطبيب في بعض الحالات التي يجوز فيها الصيام لدى هؤلاء المرضى وذلك حسب حالته و حسب درجة الفشل الكلوى.
0 Post a Comment:
إرسال تعليق