ما هي متلازمة الأسبرجر؟

شريف عادل جابر
باحث دكتوراه في التربية

تمثل "متلازمة الأسبرجر" إحدى الاضطرابات الهامة المتضمنة داخل مجموعة اضطرابات طيف التوحد، ويعود تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى الطبيب النمساوي "أسبرجر" الذي تم اكتشافها عام 1944، وفي عام 1994 أصبحت "متلازمة أسبرجر" اضطرابًا مستقلاً بذاته عن باقي الاضطرابات النمائية الأخرى المشابهة لها، حينما أدرجت في الإصدار الرابع من الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية DSM-4، والإصدار العاشر من الدليل الدولي لتصنيف الأمراضICD-10. وتظهر "متلازمة الأسبرجر" لدى الأطفال بعد فترة نمو طبيعي على معظم محاور النمو ربما تمتد إلى عمر ما بين 4-6 سنوات، بدون تأخر في النمو اللغوي أو المعرفي، ويمتلك الأطفال ذوي هذه الفئة ذكاءً متوسطًا أو فوق المتوسط، ونادرًا ما يصاحبهم "إعاقة ذهنية". ويتصف هؤلاء الأطفال بقصور كيفي في القدرة على التفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى ممارساتهم سلوكيات غير مقبولة اجتماعيًا، واهتمامات محددة غير عادية، مع غياب واضح في القدرة على التواصل غير اللفظي، والتعبير عن العواطف والانفعالات. وعن معدلات انتشارًا "متلازمة الأسبرجر" فمن الإحصاءات الحديثة ما أشار له المعهد القومي للصحة NIH  أن من كل 1000 طفل أمريكي، يعاني ما بين 2-6 من "متلازمة أسبرجر". هذا ولا تزال عملية تشخيص هذه المتلازمة صعبة ومعقدة؛ نتيجة لعدم التعرف على العوامل الحقيقية التي تؤدي إلى حدوثها حتى الآن. ومن المقاييس الدولية  التي تشخص الأطفال الذين يعانون من "متلازمة الأسبرجر": استبيان مسح أعراض متلازمة أسبرجرCAST، واختبار متلازمة أسبرجر للأطفال ASSQ، واختبار استراليا لمتلازمة الأسبرجرASAS، ومقياس جيليام لتشيخص متلازمة أسبرجرGADS ، ومن المقاييس العربية اختبار زملة أسبرجر للأطفال لآمال باظه. كذلك لا تزال-أيضًا- أساليب التدخل، تأخذ طابع التوجه نحو الحد من الأعراض التي يعاني منها أطفال هذه الفئة، كغيرها من أساليب التدخل المقدمة إلى ذوي اضطراب التوحد. ويرى الكاتب ضرورة أن تقدم مثل هذه البرامج لهؤلاء الأطفال في سن مبكرة، كما ينبغي مشاركة جميع أفراد الأسرة في هذه البرامج. كذلك يجب أن يُوفر لأسلوب التدخل ذاته التنظيم والترتيب سواء في غرفة الدراسة أو المنزل. وأن تكون الجلسات التي ستعقد مع الطفل مكثفة. وأن تأخذ هذه الجلسات الطابع الفردي تارة والجماعي تارة أخرى في التدريب. كذلك تعميم الأهداف المطلوبة في المواقف المختلفة. وأن يكون الهدف العام للإستراتيجيات والبرامج المقدمة للطفل هو تنمية المهارات الاجتماعية والتواصلية. وأخيرًا يجب أن يكون القائم بتدريب هؤلاء الأطفال على درجة عالية من الكفاءة العملية والعلمية، لضمان الوصول لنتائج أفضل.
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق