كتبت : علياء النجار مدير المركز السويدي التخصصي لذوى الأحتياجات الخاصة و أخصائى تعديل السلوك.
فى الوقت الذى يبدء فيه العام الدراسي الجديد ... لم يزل هناك فئه مهمشه فى المجتمع المصرى لا أحد يهتم بها وهم الأطفال ذوى الأحتياجات الخاصة فهم ايضا فى امس الحاجة الى تلقي التعليم وأكتساب المعرفة ليس فقط من خلال المدارس المتخصصة للأحتياجات الخاصة وانما ايضا من خلال دمجهم فى المدارس مع ذويهم فى نفس العمر.
واننى ارى ان هذه الفكرة بعيدة عن بال المسئولين فى مصر الا انها مطبقه فى معظم الدول الأوربية وكذلك بعض الدول العربية.
فلابد ان يدرك الجميع أهمية فكرة الدمج لهؤلاء الأطفال مع ذويهم من نفس العمر فى المدارس ومدى فعاليته على التحول التدريجي من فئة مستهلكه عالة على المجتمع الى فئه منتجه تؤثر فى المجتمع وأنتاجه.
وفى وجهه نظرى ان عمليه الدمج لذوى الأحتيا جات الخاصة ليست فقط مهمه بالنسبة لهؤلاء الاطفال بل ان نتاجها سيعود على المجتمع ككل وذلك من خلال العمل على اكتشاف قدرات هؤلاء الأطفال وتوظيفها بالشكل الذى يساعد المجتمع ومؤسساته على التطور والتقدم من خلال التوظيف الفعلى لهذه الفئة والتى ليست بالقليله .
ولكن ذلك لم يتحقق الا من خلال نشر الوعى والثقافة لدى مختلف فئات المجتمع- ابتداء من الاسرة , المدرسة , المسئولين , الأطفال الأخرون ...الخ- عن كيفية التعامل مع الأطفال ذوى الأحتياجات الخاصة وكيفية تقبل المجتمع لهؤلاء الأطفال .
وان ذلك الدور لابد ان يبدء من الأسرة ذاتها , فإن الأسرة التى لديها طفل ذو احتياجات خاصة تتعامل معه على انه كارثة يجب اخفائها عن أعين البشر ,حتى ان بعض هذه الأسر تحرم طفلها من حقة الطبيعي فى التعلم وتلقي المعرفة .
وما ادهشنى فى هذا الموضوع ان بعض الاباء تحذر اولادها من التعامل مع الأطفال ذوى الأحتياجات الخاصة والتعامل معه على انه فئه مرفوضة اجتماعيا , واعتقد ان كل هذا يرجع الى الجهل وعدم الوعى بأن هؤلاء الأطفال مثلهم مثل أى طفل لديهم قدراتهم الخاصة ولهم حقوق على المجتمع ككل وأن الأستخدام السليم لقدراتهم يؤدى الى قيامهم بواجبتهم على أكمل وجه.
فى النهاية ان حل تلك المشكلة ودمج هؤلاء الأطفال يجب أن يبدء من داخل كل أسرة حتى ينتقل الى المجتمع ككل وحتى تصبح هذه هى الثقافة العامه للشعب المصرى وذلك من
مع الوضع فى الأعتبار ان حل مواجهه هذه المشكلة لن يتحقق من خلال مؤسسة واحده فقط وانما بتضافر جهود جميع المؤسيات (التربوية , الصحية , الثقافية ,,الاعلاميه ).وذلك من أجل نشر الوعى واثقافة لدى كل فرد عن كيفية التعامل مع ذوى الأحتياجات الخاصة وعلى أهمية دمجهم فى المدارس وغرسهم فى المجتمع حتى يصبحوا فئه فعاله ومنتجه .
خاصة المؤسسات الأعلامية فإن الاعلام قد يقوم بدور فعال فى نشر الثقاف هوالمعرفة عن الأحتياجات الخاصة والتعامل مع الأطفال ذوى الأحتياجات الخاصة وذلك من خلال إنتاج الأفلام والبرامج التثقيقيه ونشر المقالات المهتمة بهذا المجال و التطورات العلمية فى هذا الشأن وعمل لقاءات وحوارات مع المختصين فى هذا المجال وعرض نماذج حية لأطفال ذوى أحتياجات خاصة ولديهم مواهب وقدرات عالية .
فمن الضرورى تحدى فكرة اخفاء هؤلاء الأطفال عن اعين البشر ولكن ضرورة غرسهم والأهتمام بهم حتى يؤتوا بثمارهم , أمله ان تترسخ هذه الفكرة فى بال جميع المصريين .
0 Post a Comment:
إرسال تعليق