كتبت : علياء النجار مدير المركز السويدي التخصصي لذوى الأحتياجات الخاصة و أخصائى تعديل السلوك.
إن العديد من الأسر في مصر لديها طفل لديه توحد دون ان يكونوا على علم بذلك ولعل السبب في ذلك هو نقص الوعي لديهم بالتوحد وأعراضه .... وبما ان التوحد أصبح أكثر شيوعا وانتشارا خلال العشرون سنة الأخيرة فكان من الضروري توعية الأسر بتلك الأعراض حتى يتسنى لهم التدخل المبكر للعلاج والقدرة على دمج الطفل في المدارس .
وقد لوحظ أعراض التوحد على الأطفال مابين سن 18 شهر إلى 24 شهرا في الأتي عدم القدرة على التعبير عما بداخلهم سواء باستخدام الإيماءات أو الإشارة والتلويح بالإضافة إلى عدم القدرة على التواصل واستخدام اللغة وعدم القدرة على التفاعل الاجتماعي والاهتمام بالألعاب المختلفة.
مثل العديد من الافتراضات الخاطئة الأخرى حول التوحد تعتقد معظم الأسر إن هذه الأعراض ستتلاشي بالتقدم العمري للطفل وبالطبع فان تلك اعتقادات خاطئة وان يجب أن يوضع التوحد في دائرة اهتمام المجتمع .
وفقا لأحدث الأبحاث فأن التشخيص المبكر لهذه الاضطرابات يتيح القدرة على التدخل المبكر والذي يؤثر بشكل فعال وكبير في تحسن الطفل.وعلى النقيض تمام فإن وجود طفل لديه توحد دون تدخل المتخصص لسنوات يؤدى إلى التفاوت بين العمر العقلي للطفل عن عمره الزمني وبالتالي يؤثر بشكل سلبي على عملية تحسن الطفل .
أيضا من الاعتقادات الخاطئة المنتشرة فى مصر إن بعض الأسر تلجئ الى علاج التخاطب فقط كأحد المناهج لتحدى التوحد دون الاهتمام بالمناهج الاخرى فيتوجهوا إلى مختصين التخاطب لتحدى التوحد وبمرور الوقت لم يجدوا أى نتائج مرضية في تقدم الطفل. وذلك لأن علاج النطق يركز فعليا على مشاكل النطق مثل أضطرابات النطق، والتأخر اللغوى .
ان مشكلة الطفل التوحدى ليست في التعبير أو الكلام، بل هى مشكلة في نظام الاتصال بحد ذاته ؛ لفظيا واجتماعيا. فالطفل التوحدى التوحد الطيف يعانى من نقص في المهارات المناسبة لعمره فى العديد من المجالات مثل المهارات الحركية، الاتصال البصري ، والمهارات الأكاديمية، والاعتماد على الذات واستخدام اللغة. ولذلك، فإن التدخل السليم مع الأطفال الذى لديهم طيف التوحد باستخدام النهج العلمي هو ما يعرف باسم ABA (تحليل السلوك التطبيقي).
ومن المسلم به اليوم إن ABA يستخدم على نطاق واسع كطريقة آمنة وفعالة لتحدى التوحد. وقد تم إقراره من قبل العديد من المؤسسات الدولية والفيدرالية مثل
(The U.S. Surgeon General) و (the New York State Department of Health).
على مدى السنوات أل 10 الماضية، شهد العالم زيادة هائلة خاصة في مجال استخدام ABA لمساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد للعيش حياة منتجة. على وجه الخصوص،حيث يمكن مبادئ وتقنيات ABA تعزيز المهارات الأساسية مثل التواصل البصري،بالأضافه الى التركيز والتقليد، وكذلك المهارات المعقدة مثل القراءة، التحدث وفهم الأشخاص الآخرين.
وأخيرا، من المهم أن نلاحظ أن التوحد ليس مرضا من الأمراض التي يمكن معالجتها من خلال الأدوية إنما هو طيف ولعل ذلك ما جعل العلماء يطلقون عليه طيف التوحد وليس مرض التوحد. بالأضافة الى ذلك، ان الطريق إلى التحسن يشمل إدارة أعراض السلوك المضطرب جنبا إلى جنب مع اكتساب المهارات اللازمة.
.
0 Post a Comment:
إرسال تعليق