ا.د. محمد احمد عبد الحى
استاذ الطب النفسى – كلية الطب – جامعة طنطا
يعد الاهتمام بالرهاب الاجتماعى حديث نسبيا، و ذلك لما
وجد من تاثير سلبي لهذا الاضطراب علي المريض.
و تختلف نسبة حدوث الرهاب الاجتماعى من مجتمع لاخر وتتراوح نسبة الحدوث بين
3 % الى 13 %. ويصيب الرهاب الاجتماعى الرجال و النساء على حد سواء، المتعلمين و
غير المتعلمين ، كما يصيب كافة طبقات المجتمع.
ماهو الرهاب الاجتماعى
يتميز الرهاب الاجتماعي بالخوف الغير منطقى و الغير مبرر
الذي يحدث عندما يكون الشخص فى موقف اجتماعي ما.
ويزداد الخوف غالبا فى المواقف الى تستدعى التحدث (مثل
القاء خطبة او الترحيب بالضيوف اثناء العزائم ، او التقدم لامامة المصلين، او
الاجابة علي سؤال ما اثناء الحصص او المحضرات)، او الاكل فى وجود الاخرين، او
التبول والتبرز فى المراحيض العامة، او الكتابة فى وجود الاخرين.
ويشعر الفرد بعدم الراحة فى تلك المواقف و يشتد هذا
الشعور عند بعض المرضى لدرجة تدفعه الى تجنب هذه المواقف فيختلق الاعذار لتجنب الذهاب
للعزائم، او لتجنب القائه كلمة ما فى احدى المناسبات او التاخر عن الصلاة حتى لا
يطلب منه احد التقدم للامامة، و ربما ادى خوف المريض الى تجنب اجراء مقابلة شخصية
ضرورية للحصول على احدى الوظائف.
و غالبا ما ينبع خوف هؤلاء المرضى من حرصهم الزائد على
ان يبدوا فى صورة جيدة لذا يفكر هؤلاء
المرضى دائما بما سيقوله الاخرون عنهم ان هم اخطأوا او بدا عليهم اى علامة قد تفسر
على انها خوف او مرض و خلافة مثل اللعثمة او الاحساس بالرعشة او التعرق او احمرار
الوجه او ازدياد سرعة ضربات القلب.
وتبدا المعاناه من الرهاب الجتماعي من سن الخامسة عشرة
الى بداية العشرينات. وغالبا ما يوصف هؤلاء المرضى بانهم كانوا خجولين فى طفولتهم
حيث كانوا يبدون اعراضا تشبة الى حد كبير الرهاب الاجتماعى و لكن فى صورة اقل شدة.
و غالبا ما يكون الرهاب الاجتماعى مصاحبا باضراب نفسى
اخر مثل الاكتئاب او اضطراب الهلع، و تتطلب هذه الاضطرابات المصاحبة علاجا فى حد
ذاتها.
العلاج:
- لا يشفى المصاب بالرهاب الاجتماعى تماما دون علاج بالرغم من ان بعض الاعراض قد تتحسن لفترة من الوقت دون علاج لتعود للازدياد عند التعرض لبعض الضغوط او دون سبب واضح احيانا.
- يبدا العلاج بتشخيص حالة المريض، فالخوف فى المواقف الاجتماعية هو مجرد عرض قد يكون له اسباب مرضية اخرى. كما انه من المهم تشخيص اية اعراض او امراض نفسية اخرى قد توجد مصاحبة للرهاب الاجتماعى و علاجها.
- العلاجات النفسية: توجد العديد من العلاجات النفسية التى قد تفيد فى علاج الرهاب الاجتماعى، لعل اهمهما العلاج المعرفى السلوكى.
0 Post a Comment:
إرسال تعليق