طرق لتقوية مناعة طفلك


دكتور محمد صلاح
اخصائى أمراض صدرية

تعتبر إصابة الأطفال بنزلات البرد و الأنفلونزا من مسلمات الحياة، لكن يمكنك اتخاذ خطوات ذكية من شأنها المساعدة في تقليل عدد الأيام التي يقضيها الأطفال في فراش المرض.
ماذا يمكنك فعله لحماية طفلك من الكميات الهائلة و اللانهائية من الجراثيم و الفيروسات التي يتعرض لها كل يوم؟ للأسف، إن إصابتك بالمرض في صغرك هي بشكل من الأشكال جزء من مسلمات الحياة.
": نحن نلج جميعاً إلى هذا العالم بجهاز مناعي قليل الخبرة".
و من ثم يبدأ الأطفال بإعداد أجهزتهم المناعية عن طريق مقاتلة سلاسل متتالية من الجراثيم و الفيروسات و غيرها من الأحياء الأخرى – هذا ما يفسر اعتبار العديد من أطباء الأطفال بأن حدوث ستة إلى ثمانية في السنة من نزلات البرد أو هجمات الأنفلونزا أو التهابات الأذن شيئاً طبيعياً.
لكن يبقى هناك عادات صحية يمكنك تبنيها من شأنها إمداد جهاز طفلك المناعي بدفعة إلى الأمام.
1- قدمي المزيد من الفواكه و الخضروات : 
يذكر ويليام سيرز" دكتور في الطب، و مؤلف كتاب التغذية العائلي" بأن الجزر و الفاصوليا الخضراء و البرتقال و الفراولة جميعها تحتوي على عناصر غذائية نباتية مقوية للمناعة كفيتامين ج و مركبات الكاروتيني. 
كما يمكن للعناصر الغذائية النباتية أن تزيد من إنتاج الجسم لخلايا الدم البيضاء المحاربة للعدوى و أيضاً تزيد من إنتاجه للإنترفيرون، و هو جسم مضاد يغلف أسطح الخلية، حاجباً بذلك الفيروسات.
و تشير الدراسات إلى أن الغذاء الغني بالعناصر الغذائية النباتية يمكنه أيضاً الحماية من الأمراض المزمنة كالسرطان و مرض القلب عند سن الرشد. فحاولي قدر الإمكان أن يحصل طفلك على خمس حصص من الفواكه و الخضروات في اليوم. ( تعادل الحصة الواحدة ملعقتي طعام تقريباً للطفل من سنة إلى سنتين، و ¼ 1 كوب للأطفال الأكبر سناً).
2- زيدي من أوقات النوم : 
تشير الدراسات التي أجريت على البالغين بأن الحرمان من النوم قد يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض و ذلك بتقليل الخلايا القاتلة الطبيعية، و هي أسلحة جهاز المناعة التي تهاجم المكروبات و الخلايا السرطانية.
تقول كاثي كمبر" دكتورة في الطب، و رئيسة مركز التعليم و البحث المتعلق بطب الأطفال العام في مستشفى الأطفال ببوسطن" أن الوضع نفسه ينطبق على الأطفال، و يكون الأطفال في مراكز الرعاية النهارية على وجه الخصوص عرضة لخطر الحرمان من النوم، حيث إن مثل هذه الأماكن من الصعب أن توفر الجو المناسب لينام الطفل بشكل جيد.
ما مقدار النوم الذي يحتاجه الأطفال؟ 
قد يصل احتياج الطفل حديث الولادة إلى 18 ساعة نوم في اليوم، بينما يحتاج الطفل الذي يتراوح عمره ما بين سنة و سنتين من 12 إلى 13 ساعة، و أما الأطفال في سن ما قبل المدرسة فيحتاجون إلى 10 ساعات تقريباً. و يقول د.كمبر "إذا كان طفلك لا يستطيع أن يأخذ غفوة أو لا يريد ذلك فاحرصي على أن ينام في وقت أبكر".
3- عليكِ بالرضاعة الطبيعية ؛ فحليب الأم يحتوي على الأجسام المضادة و خلايا الدم البيضاء الفائقة التي تعزز المناعة بصورة دينامية. كما تحمي الرضاعة الطبيعية من التهابات الأذن و الأرجية و الإسهال و ذات الرئة، و تحمي أيضاً من التهاب السحايا و التهابات المسالك البولية و متلازمة موت الرضيع الفجائي. 
و تشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تعزز أيضاً قوة دماغ طفلتك و تساعد على حمايتها من السكري المعتمد على الأنسولين و داء كرون و التهاب القولون و أنواع معينة من السرطان في حياتها لاحقاً. 
و يقول د.شوبن أن اللبأ بصورة خاصة، ذلك السائل الأصفر الخفيف الذي يخرج من الثدي خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة و قبل الحليب، غني بالأجسام المضادة المقاتلة للأمراض. و توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن ترضع الأمهات أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة سنة. و إذا كان هذا الالتزام غير واقعي فاسعي إلى إرضاع طفلك رضاعة طبيعية مدة الشهرين أو ثلاثة الأشهر الأُوَل على الأقل حتى تكتمل المناعة التي تلقاها طفلك في الرحم. 
4- اجعلي ممارسة التمارين نشاطاً عائلياً : 
تشير الدراسات إلى أن ممارسة التمارين تزيد عدد الخلايا القاتلة الطبيعية عند البالغين ، و تذكر رانجيت تشاندرا" دكتورة في الطب، و اختصاصية مناعيات أطفال في جامعة ميموريال في نيوفاوندلاند" إنه يمكن للنشاط المنتظم أن يفيد الأطفال بالطريقة نفسها. و لتجعلي من اللياقة عادة دائمة عند أطفالك كوني خير مثال يحتذى به. يقول ريني ستوكي"الحاصل على درجة الدكتوراه، و أستاذ مساعد إكلينيكي للطب الفيزيائي و إعادة التأهيل في جامعة ميسوري – كلية الطب " :مارسي الرياضة معهم عوضاً عن الإلحاح عليهم بالذهاب خارجاً للعب فحسب". و تشمل نشاطات العائلة الممتعة ركوب الدراجة و التنزه على الأقدام و التزلج وكذلك لعب كرة السلة وكرة المضرب. 
5- حاذري من انتشار الجراثيم :
إن محاربة الجراثيم بحد ذاتها لا تقوي المناعة لكنها وسيلة فعالة لتخفيف الإجهاد على جهاز طفلك المناعي. 
تأكدي من أن أطفالك يغسلون أيديهم دوماً و بالصابون. وعليك أن تولي اهتماماً خاصاً بنظافة أطفالك قبل كل وجبة و بعدها، و بعد الانتهاء من اللعب خارجاً، و بعد لمس حيواناتهم الأليفة.
كما يجدر بك أيضاً الاهتمام بنظافتهم بعد أن يتمخطوا، و بعد الفراغ من استخدام الحمام، و بعد عودتهم من مراكز الرعاية النهارية. 
خذي معك المسحات ذات الاستعمال الواحد للتنظيفات السريعة أثناء وجودكم خارج المنزل. و اتركي للأطفال حرية اختيار مناشفهم اليدوية ذات الألوان الزاهية و كذلك اختيار الصابون بأشكال ممتعة وألوان زاهية و روائح زكيه، و ذلك لمساعدتهم على اكتساب عادة غسل الأيدي في المنزل.
ناحية أخرى تشير لها باربارا ريتش" دكتورة في جراحة الأسنان، و متحدثة في أكاديمية طب الأسنان العام" حيث تنصح بهذه الإستراتيجية الرئيسة الأخرى لطرد الجراثيم تقول: " تخلصي من فرشاة أسنان طفلتك سريعاً 
حالما تمرض." لا يمكن أن يصاب الطفل مرتين بنفس الفيروس المسبب لأنفلونزا أو نزلة البرد، لكن من الممكن أن ينتقل الفيروس من فرشاة أسنان إلى أخرى ناشراً العدوى إلى فرد آخر من أفراد العائلة.
و مع ذلك فإن العدوى البكتيرية، مثل مكور الحنجرة العقدي، هي التي يمكنها إصابة طفلتك مرة أخرى بنفس الجرثومة التي أمرضتها في المرة الأولى، وفي هذه الحالة فإن رمي فرشاة الأسنان يحمي طفلتك و بقية أفراد عائلتك على حد سواء. 
6- امنعي التدخين غير المباشر:
إذا كنت تدخنين أو كان زوجك من المدخنين فاتركا هذه العادة. تقول بيفيرلي كينجسلي، "الحاصلة على درجة الدكتوراه، و اختصاصية الوبائيات في مكتب التدخين و الصحة في مراكز مكافحة الأمراض و الوقاية منها، في أطلنطا": إن دخان سيجارة واحدة يحتوي على أكثر من 4000 مادة سامة يمكن لأكثرها تهييج خلايا الجسم أو قتلها، و الأطفال هم أكثر عرضة لتأثيرات التدخين غير المباشر الضارة من البالغين، لأنهم يتنفسون بمعدل 
أسرع، كما أن أجهزة إزالة السموم الطبيعية لديهم أقل تطوراً أيضاً. يزيد التدخين غير المباشر من خطر إصابة الطفل بمتلازمة موت الرضيع الفجائي، و التهاب الشعب الهوائية، و التهابات الأذن، و الإصابة بالربو.
كما يمكن للتدخين غير المباشر أن يؤثر كذلك على التطور العصبي و الذكاء. يقول الدكتور كينجسلي إذا كنت لا تستطيعين قطعاً ترك التدخين، فبإمكانك التقليل من الأخطار الواقعة على صحة طفلك بشكل كبير و ذلك بالتدخين فقط خارج المنزل. 
7- لا تضغطي على طبيبة أطفالك :
إن الإلحاح على طبيبة أطفالك لكتابة وصفة مضاد حيوي كلما أصيب طفلك بنزلة برد، أو أنفلونزا، أو التهاب في الحلق، لهي فكرة سيئة.إذ تعالج المضادات الحيوية الأمراض التي تسببها البكتيريا فقط،" لكن الفيروسات هي المسبب لغالبية أمراض الطفولة" هذا ما يقوله هاوارد باوكنير"دكتور في الطب، و أستاذ طب الأطفال و الصحة العامة في جامعة بوسطن، كلية الطب". 
و من ناحية ثانية، تشير الدراسات إلى أن العديد من أطباء الأطفال يصفون المضادات الحيوية بشيء من التردد تحت إلحاح الوالدين الذين يعتقدون خطأًً بأنها لا تضر، بينما هي ضارة في حقيقة الأمر. فتنمو سلالات من
البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية نتيجة لذلك و يصبح الشفاء من التهاب أذن بسيط أكثر صعوبة حين يكون المسبب بكتيريا عنيدة لا تستجيب للعلاج المتعارف عليه لدى الأطباء.
تأكدي من أن طبيبة طفلك لا تصف مضاداً حيوياً لمجرد اعتقادها برغبتك في ذلك و ذلك في كل مرة تصف فيها مضاداً حيوياً. يقول الدّكتور باوكنير " إنني أحث الآباء و بشدة على قول: ’أتعتقد أنه ضروري حقاً؟’ 
-->
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق