هاني سيد أحمد
الأعراض الأولية هي التي توجد لدى كل الأطفال المشخصين باضطراب الذاتوية وتتضمن ما يلي:
1-ارتباط اجتماعي غير سوي :-
فالطفل الذاتوي يبدو غير مهتم بالآخرين ويتجنب التركيز بالعين أو يبدو كأنه ينظر من خلال الناس ويظهر لا مبالاة ونقص في الاستجابة.
ويفضل العزلة على وجود الآخرين، ويفشل في طلب المساعدة من الآخرين في ساعة الألم أو عند الحاجة لهم، ولا توجد لديه القدرة على فهم العلاقات الاجتماعية وقوانينها والتزاماتها.
وتظهر صعوبات بالغة في التفاعل مع الآخرين فنجد أنهم حتى في الشهور الأولي من حياتهم لا يتفاعلون مع الآخرين ويتجنبون النظر إلى عيونهم، ونجد أنهم قد يقاومون الاهتمام وعواطف ونادراً ما يتأثرون بغياب الآخرين، ونجد أن الذاتويون نادراً ما يتأثرون بغياب الوالدين أو عودتهم ، وهكذا فإن الأمهات والآباء الذين يتطلعون إلى مداعبة الأطفال وتعليمهم واللعب معهم يتحطمون نفسياً بسبب سلوك الأطفال الذاتويين.
ويحتاج الأطفال الذاتويون وقتاً أطول لكي يتعلموا كيف يفكر الآخرون،ويصعب عليهم ترجمة تعبيرات كالابتسامة أو التكشير، كما أن الأطفال الذاتويون لا يستطيعون فهم كيف تبدو الأشياء من وجهة نظر الآخرين، فمعظم الأطفال في سن (5 ) سنوات يفهمون أن الآخرين لهم مشاعر وأهداف مختلفة عما يشعرون به ولكن الشخص الذاتوى يفتقد هذا الفهم، مما يجعله غير قادر على التنبؤ أو فهم تصرفات الآخرين.
ويشير " لويس مليكه " إلى فشل كل الأطفال الذاتويين في تكوين العلاقات العادية مع الوالدين ومع الناس الآخرين بدرجات متفاوتة.
2- نمو تواصلي غير سوي :-
الأطفال الذاتويين لديهم نقصاً في فهم السلوكيات التي يمكن أن يتواصلوا من خلالها فعلي سبيل المثال الغالبية العظمي منهم لا يفهمون معني ابتسامة الأم أو التجهم أو الإيماءة ، وأيضاً لا يستخدمون سلوكيات تواصلية مثل استخدام نظرت العين لمشاركة الآباء في الشعور والعاطفة أو الجذب انتباه الآباء .
وعامة تظهر الأبحاث أن حوالي نصف أطفال الذاتوية يظلون صامتين طوال حياتهم وبعضهم قد يبدأون في النطق بطريقة غير مفهوم خلال الستة اشهر الأولي من حياتهم ثم يتوقعون عن التطور ، وبعض الأطفال الذاتويين قد يتأخر النطق إلى سن ( 5 أو 8 ) سنوات .
كما تظهر المصاداة ( ترديد الكلام ) Echolalia لدي الكثيرين من الذاتويين وتكون متوسطة بمعني ترديد الكلام بعد المتحدث مباشرة مثلاً " انت تريد كيك " فير الطفل أنت تريد كيك ؟ ، وأحياناً تكون المصاداة متأخرة بعد دقائق أو ساعات أو أسابيع أو شهور ، كما الطفل الذاتوي لا يفهم الكلمات المجردة مثل (خطر ) وكذلك لا يفهم الإشارات الرمزية مثل التلويح مع السلامة ، كما لا يستطيع استخدام الضمائر مثل ( أنا – أنت ) ، وإذا كان يستطيع فإنه لا يستخدم الكلام للتواصل ولا يستطيع بناء جملة كاملة .
وأشارت اليزابيث نيوسون Elizabeth Newson إلى ضعف كل طرق التواصل لدي الطفل الذاتوي ، حتي ما يشملها من التعبيرات الوجهية والإيماءات .
أشارت ( لورنا وينج ) إلي ما مضمونه أن الطفل الذاتوي قد يتجاهل الأصوات لدرجة أن يظن الآخرون أنه أصم رغم سلامة القدرة السمعية .
ويواجه الطفل الذاتوي صعوبة في أن يتحدث بطلاقة ، وقد تبدو علي حديثة مظاهر الآلية والجمود .
كما يظهر قصوراً واضطرابا في طبقة الصوت ، وارتفاع وانخفاض النغمة الصوتية.
3- قصور ( شذوذ) في القدرة علي اللعب الرمزي :-
الطفل الذاتوي يفتقد إلي اللعب الاستطلاعي ، ويتناول بأسلوب يختلف بين الاستخدام المقصود فمثلاً يلف الطفل عجلة سيارة لعبة لفترة طويلة دون أن يحاول بسير السيارة علي الأرض وعادة يكون اللعب التخيلي والابتكارى غائباً وبخاصة بين الأطفال الأكثر تخلفاً ، ويغلب أن يكون اللعب أو النشاط نمطياً متكرراً فيه نفس التسلسل مرة بعد أخري دون تغيير، والأطفال الذاتويون الأكثر ذكاء قد يشغلون ببعض اللعب التخيلي ولكن ينقصه التنوع والثراء ، واللعب يكون انفراداً والتفاعل مع الآخرين لا يكون عادة تلقائياً ، فاللعب التعاوني التلقائي يندر أن يحدث حتي بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والأذكي .
وأحياناً الطفل الذاتوي لا يلعب علي الإطلاق
وعادة لا يضيف أفكاره أو مشاعره أو تفسيراته الخاصة علي اللعبة التي يلعب بها.
ويفشل في اللعب التبادلي عندما يكون بين فردين كدحرجة الكرة .
كما لا يستطيع القيام بألعاب التمثيل والخيال واللعب بالعرائس .
4- مجموعة السلوكيات المحددة والشاذة :-
يقضي الأطفال الذاتويين معظم أوقاتهم في أنشطة محددة ، وبعضهم يتمسك ببعض الطقوس وبطرق تكرارية في معالجة بعض الموضوعات علي سبيل المثال ( الأشياء الصغيرة جداً ، الهزهزة ، التأرجح ، اللف والدوران ) وعندما توجد مهارات لعب مناسبة لسنهم فهم غالباً ما يكررونها بشكل مناسب ، كما نلاحظ أن جزء من كلامهم ربما يتكرر وبشكل طقوسي روتيني ، كما نجد التمركز حول موضوعات وسواسية ، بالإضافة إلي الانزعاج والقلق من تغيير الروتين المألوف أو مظاهر البيئة المحيطة .
وغالباً ما ينشغل الأطفال الذاتويين بعادات تكرارية غير مألوفة مثل تدوير الأشياء بسرعة ، والدوران حول أنفسهم وضرب الأذرع ، وقد يظهرون اهتمام شديد بإصدار أصوات ذاتية أو اللعب بأيديهم وأصابعهم والتحديق في الفضاء .
ومن السلوكيات الشاذة الأخرى والتي يطلق عليها تنبيه الذات أو إثارة الذات ما يقوم به بعض الذاتويين من حركات بصورة متكررة مثل قضاء ساعات في ترتيب مجموعة من العصي ؛أو الجري من غرفة إلي غرفة ، وإضاءة المصابيح وإطفائها أو الانخراط في أنشطة محرجة لذويهم مثل مسك أزرع الغرباء وتفحص رسغهم .
5- بداية ظهور الأعراض عادة قبل عمر ثلاث سنوات :-
تبدأ أغراض الذاتوية في الظهور خلال الثلاث سنوات الأولي من الحياة وتشمل قصورا في ثلاث مجالات وهي :"خلل نوعي في التفاعل الاجتماعي ، خلل نوعي في التواصل ، أنماط تكرارية ونمطية ومحدودة من الأنشطة والاهتمامات والسلوك "، وأحيانا يلاحظ القصور في الارتباط الاجتماعي خلال الشهور الأولي من الحياة فنجد فقر في التواصل بالعين ، عدم اهتمام الطفل عندما يحمل أو يتصلب عند محاولة حملة ، ولايشعر بالقلق من الغرباء .
غالباً ما تأخذ الأغراض في السنة الأولي من العمر أحد أمرين إما السلبية أو سلوك غير معتاد مثل حدة الطبخ أو اضطراب في أنماط النوم والتغذية ، بالإضافة إلي افتقار في تقليد ألعاب الأم والطفل . وهناك أطفال لا تظهر عليهم الأعراض خلال السنة الأولي لذلك تكون بداية ظهورها بعد الشهر الثاني عشر في انحراف مستوي نمو اللغة الذي يكون العرض الأول الذي يقرره الآباء .
حيث يبدأ الطفل في ترديد كلمات ماما وبابا أو التعبير عن احتياجه للماء أو أسم لعبته المفضلة ثم يتوقف أو تلاحظ الأم اختفاء هذه الكلمات ، ويبدأ الدخول في عالمه الخاص.
مع أرق تحياتي
0 Post a Comment:
إرسال تعليق