كن جميلا

دكتور محمد مختار صالح
استشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي
مؤسس فريق إبداع النخبة

تعترى الأمة هذه الأيام أوجاع التخبط وضبابية الرؤية وسط أوجاع جسيمة لأبناء الشعب وخاصة جيل الشعب الذي يصعب عليه  أن يرى بوضوح في هذه الأيام..ولذلك فكرت في أن نتناول مناقشة بعض المعوقات النفسية التي ربما تجعلنا لا نتمكن من أن نفهم أنفسنا...بغية أن نقدم حلولا أخرى في فهم  الذات والنظر إلى الغد بمزيد من الموضوعية
ويكون السؤال الأول ماهى المعوقات النفسية التي تحول دون الفهم وحتى نصل إلى مرحلة الحوار البناء؟؟
هناك العديد من العوامل التي تؤخر هذه الرؤيا منها
أولاً : الإدراك
هناك معوقات قد تظهر عندما لاندرك المشكلة ، أو المعلومات اللازمة لحلها بشكل صحيح ، وتشمل هذه الصعوبات مايلي :
1. رؤية ما نتوقع أن نراه فقط، بحيث نغفل عن احتمالية رؤية الغير للحل الصحيح للمشكلة، والذي غاب عن نظرنا.
2. عدم إدراك المشكلة بشكل فاعل ، حيث نميل إلى التسرع في حل المشكلة بناء على ما نلحظه من أشياء واضحة فحسب دون بذل الجهد إلى ما هو أكثر من ذلك ، مما يؤدي إلى نقص في المعلومات ، الأمر الذي يؤدي بنا عدم الفهم الصحيح للعلاقة بين الأجزاء المختلفة للمشكلة.
3. تنميط (قولبة) المشاكل بمعنى استخدام مسميات غير مناسبة ، فعلى سبيل المثال ربما يكون هناك أكثر من سبب لعدم استلام شيك من عميل يتأخر غالباً في السداد ، فلربما يكون السبب عدم إصدار فاتورة له ، أو أن الفاتورة لم تصل ، أو ربما يكون شيك العميل فُقِد في البريد ... ، وعليه من الخطأ أن نساوي تلقائياً عدم الاستلام بعدم الدفع.
4. عدم رؤية المشكلة طبقاً لأبعادها الحقيقية ، فنقوم بالاعتماد على المعلومات الجزئية ، ونهمل المعلومات الكلية التي تجلِّي لنا حجم المشكلة وأبعادها.

وسوف تساعدك الخطوات البسيطة التالية من رؤيتك للصورة كاملة ، وهذه الخطوات هي :
أ- ضع أنظمة وإجراءات تنبهك إلى المشاكل والفرص المحتملة .
ب- لا تعتمد على مقاييس غير واضحة وفردية .
ج- حدِّد المشاكل وحلها بدقة متأكداً من جمع كل المعلومات ذات الصلة.
د- تأكد إن كنت استخدمت معلومات غير صحيحة، أو وضعت افتراضات بشأن ماله صلة بالمشكلة وما ليس له صلة بها.
هـ- اطلب وجهات نظر الأشخاص الآخرين.
و- استخدم التمثيل البياني للمشاكل لتوضيح العلاقة بين الجوانب المختلفة للمشكلة.
ز- راجع بانتظام الوضع الحالي .

ثانياً : التعبير
يمكن أن تشمل الصعوبات المتعلقة بالتعبير مايلي :
• عدم القدرة على التعبير عن الأفكار بشكل مناسب .
• استخدام اللغة الخاطئة في العمل على حل المشكلة.
• عدم المعرفة بتطبيقات اللغة.

ونستطيع أن نتخذ بعض الخطوات لتحسين قدراتنا التعبيرية فمثلاً يمكنك أن :
1. تحدد أي اللغات التي ستساعدك على الأرجح في حل مشكلة معينة .
2. اطلب مساعدة خبراء في المشاكل التي تنطوي بالضرورة على لغة لست طليقاً فيها.
3. حاول استخدام لغات أخرى عدا اللغات المعيارية كأن تستخدم مثلاً لغة بصرية بدل لغة الكلمات ، أو أن تستخدم لغة الجداول بدل بيانات الخام.
4. تتأكد من تكيُّفك مع مستوى فهم الجمهور ، وأن تستخدم معه لغة مناسبة عند شرحك لأفكار معينة.

ثالثاً:  شدة الانفعال
يمكن أن يسبب لنا تكويننا الانفعالي صعوبات عندما يتعارض مع احتياجات حل المشكلة ، ونضرب بعض الأمثلة على ذلك :

• الخوف من ارتكاب أخطاء أو الظهور بمظهر الغبي أمام الناس وخاصة لو كانوا من الزملاء ، ونتيجة لذلك فإننا نميل إلى وضع أهداف سهلة متجنبين خطر الفشل .
• عدم الصبر ، حيث أن رغبتنا في التقليل من القلق من خلال إضفاء نظام على الموقف ، أو رغبتنا في كسب تقدير من خلال إحراز النجاح يمكن أن يجعل صبرنا ينفد أثناء حل المشكلة ، والعاقبتان الرئيسيتان المترتبتان على ذلك هما: الميل إلى التشبث بأي حل معروض دون إجراء تحليل كاف للمشكلة ، والميل إلى رفض الحلول أو الأفكار غير المألوفة بشكل غريزي تقريباً .
• تجنب القلق أو التوتر ، فمثلاً يكره بعض الأشخاص التغيير بشدة ؛ لأنه ينطوي على عدم اطمئنان يمكن أن يهددهم.
• الخوف من المجازفة.

وهناك الكثير من الخطوات العملية التي يمكنك أن تتخذها من أجل الحد من آثار الانفعال منها :
1. افحص بشكل تحليلي الأفكار والأساليب الموجودة
.
2. تقبل الحقيقة ، وهي بأنك متى ما كنت تسعى إلى طرق جديدة وأداء أفضل لشيء ما ؛ فإنه لابد من حصول أخطاء.

3. تذكر بأن العديد من الأشخاص يلاقوا السخرية والاستهزاء على جهودهم وحلولهم ، ثم عُرفوا بعد ذلك باختراعات عظيمة.

4. إذا كنت مازلت تخشى الظهور بمظهر الغبي حاول أن تطبق أفكارك عملياً قبل أن تعرضها على الآخرين ، أو ضع حججاً منطقية لإثبات أنها ستنجح
.
5. إذا كنت تكره التغيير تخيل تطبيق أمنياتك على الواقع لترى الفوائد التي ستجنيها منه.
6. اتبع منحاً منهجياً صارماً للسيطرة على التعجل أو على نفاد الصبر.

7. قلل من التوتر من خلال معالجة المشاكل بخطوات تمكنك من أن تديرها بشكل أفضل ، وإن لزم الأمر اطرح المشكلة جانباَ لفترة مؤقتة ، ثم عد إليها فيما بعد.

8. إذا لم ترغب بالمجازفة حدد النتائج غير المحمودة المحتملة ، ثم ابحث عن طرق للحد ما أمكن من خطر حدوثها.

9. إذا ظهر بأن مشكلة ما غير مثيرة للتحدي تخيل أقصى ما يمكنك أن تجنيه من فائدة إذا ما استخدمت معها حلاً جديداً.

رابعاً: التفكير

إن لدينا قدرات للتفكير ، ولكن المصدر الرئيسي للمعوقات التي تعترض حل مشاكلنا هو الكيفية التي نستخدم فيها القدرات ، وتشمل هذه المعوقات مايلي :
• الافتقار إلى المعرفة أو المهارة في عملية حل المشكلة .
• عدم كفاية التفكير الإبداعي.
• الافتقار إلى المرونة في التفكير.
• الافتقار إلى المنهجية في عملية التفكير.

إن التدرب يزيد من سهولة استخدامنا للتفكير المرن أثناء حل المشكلة غير أن الاستراتيجيات التالية يمكن أن تفيدنا أيضاً :
1- كن منهجياً واعمل بشكل منظم .
2- انظر في الطريقة الأفضل لكل مشكلة.
3- تدرب على استخدام الوسائل المساعدة المتنوعة لحل المشاكل.
4- إذا لم تفهم لغة المشكلة أو إذا لم تملك المعرفة المناسبة لها اعمل مع شخص آخر لديه هذه المعرفة.
وعليك دائما أن تطور ذاتك وتقبل التطور
فلكي تصل إلى هدفك ولكي ترسم الخطة اللازمة لبلوغ هذا الهدف لابد لك من أن تعرف أين تقف أنت أصلًا وما هي متطلبات هذه الرحلة من قدرات ومهارات, لذا ففي البداية لابد لك من معرفة إمكانياتك, وما تملك من مواهب وما تحتاج إلى امتلاكه وكيفية اكتساب هذه المواهب, فهيا بنا لنلتحق بأكاديمية تطوير الذات التي تؤهلنا لبلوغ النجاح, وتذكر دائمًا القول المأثور: (تحضيرات اليوم تحدد إنجازات الغد).
    ما هي الأدوات المطلوبة لبلوغ هدفك؟
    أي من الأدوات المطلوبة لبلوغ هدفك تمتلكه وأي منها لا تمتلكه؟
يقول لاعب كرة السلة المشهور مايكل جوردن:
 (قبل أن تتمكن من استغلال طاقتك وإمكانياتك, يجب أن تحدد أولًا ما هي الطاقات والإمكانيات), فمن أهم أسس التخطيط أن تعلم ما تملك من موارد أو بمعنى آخر ما تملك من مواهب لتحقيق هدفك.
فإذا لم تعرف ما لديك فلن تعرف ما تحتاج, ولكن هناك من يضخم من إمكانياته حتى يظن أنه يستطيع أن يصل إلى الشمس, وعلى الجانب الآخر هناك من يحقر من إمكانياته, وكلا الطرفين لابد لهما من تذكر قول سايرس: (لا أحد يعرف قدراته إلا بالتجربة).
أي من الأدوات التي لا تمتلكها قابل للاكتساب وأي منها غير قابل لذلك؟
فمن العبث أن تضيع وقتك وجهدك فيما لا يمكن تغييره, ولكن في نفس الوقت, لابد أن تسعى إلى تطوير ما تمتلكه أو ما تستطيع أن تمتلكه, فالأمر ما هو إلا جهد ومثابرة كما قالها أديسون: (العبقرية 99% عرق و1% إلهام).
    ما الذي يمكنك تغييره بمفردك؟ وما الذي تحتاج في تغييره إلى الآخرين؟
ستشعر بالإرهاق والإحباط لو حاولت بمفردك تغيير ما تحتاج في تغييره إلى مساندة الآخرين, وفي المقابل ستحرم نفسك لذة النجاح وتهدر مواردك لو جعلت الآخرين يقومون بما يمكنك القيام به وحدك, حيث لزامًا علينا أن نستثمر ما لدينا الاستثمار الأمثل.
   هل أنت مقتنع بما تقوم به؟
قد تستغرب هذا السؤال, ولكنه لابد منه, فإن عدم القناعة سيجعلك تستثقل المهمة, وتتعثر في الطريق, بل قد تتوقف عن مواصلة السير لتجد نفسك في نقطة الصفر مرة أخرى من حيث تشعر أو لا تشعر.
ولعل ما يعينك على التعرف على موقعك أن تشرك أصدقاءك وأقاربك وأحبابك في الإجابة عن هذه الأسئلة, فقد يرشدونك لما لم تكن تلحظه من نقاط قوة ومواطن التحسين اللازمة لبدء المسير نحو الهدف.
بعد الإجابة عن هذه الأسئلة بكل صدق وتحرٍ, تكون هكذا قد حددت موقعك مما تريد, وتكون قد وقفت على أرض صلبة تستطيع انطلاقًا منها أن تحلق نحو الهدف,فإن وعيك بكل هذه الأمور ومعرفتك بموقعك الحالي هو الجسر الذي تحتاجه للعبور من ماضيك إلى مستقبلك.
 والآن وقد عرفت أين أنت, إذًا ما الذي تحتاجه؛ لكي ترسم خريطة دقيقة لبلوغ الهدف المنشود؟
وردد مع إيليا أبو ماضي
أيها الشاكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلا..
إن شر الجناة في الأرض نفس
تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..
وترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقها الندى إكليلا..
هو عب‏ء على الحياة ثقيل
من يظن الحياة عب‏ء ثقيلا..
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الحياة شيئاً جميلا..
فتمتع بالصبح ما دمت فيه
لا تخف أن يزول حتى يزولا..
أيها الشاكي وما بك داء
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق