من فنيات تحليل السلوك التطبيقي (3 )

فنية النمذجة Modeling 
وتعنى قيام الطفل بتقليد نموذج حي أمامه لدى قيامه بأداء السلوك .
وفيها يقوم القائم بالتدريب بعرض كيفية القيام بعمل معين بالطريقة الصحيحة أو كما يجب أن يؤدى Proper Manner وذلك مع شرح لكل خطوة أثناء أدائها ويلفت انتباه الطفل إليه لملاحظته أثناء قيامه بالعمل ثم يطلب من الطفل أن يقوم بالعمل كما لاحظه من القائم بالتدريب 

ويطلق على هذه الفنية أحياناً أسم التعلم بالتقليد Imitation وتصل بعض أنواع هذه الفنية إلى مستوى تقليد الاستجابة دون فهم لها.
وتستخدم أساليب التقليد عندما يقوم القائم بالتدريب بأداء مهارة معينة ويتوقع من الطفل تقليده في أدائها ويمكن تعليم التقليد من خلال سلسلة من المهام والخطوات.
فيقوم القائم بالتدريب بتعليم الطفل كيف يقوم بأداء شيء ومساعدته على التقليد والقيام بالمثل. 
ومن استخدامات فنية النمذجة تدريب ذوي الإعاقة على ارتداء وخلع الملابس، ومهارات الإعداد للكتابة، والتدريب على السلوكيات المبولة اجتماعياً عن طريق تقليد النموذج. 
ولهذه الفنية دور متميز في علاج وتدريب الأطفال ومنهم ذوي اضطراب الذاتوية وقد تعاون لوفاس وآخرون ( Lovaas , Freitag , Nelson & Walder 1987 ) في استخدام أسلوب عرض النماذج واستخدام القدوة في تعليم مهارات الرعاية الذاتية . 
ومما سبق يمكننا القول أن النمذجة هي عملية تغير السلوك نتيجة ملاحظة سلوك الآخرين. ووتعد النمذجة عملية أساسية في معظم مراحل التعلم الإنساني لأننا نتعلم معظم الاستجابات من ملاحظة الآخرين وتقليدهم. وكثيرا ما تكون عملية التعلم بالتقليد أو النمذجة عملية عفوية لا حاجة لتصميم برامج خاصة لحدوثها. ولكن هذا يعد غير صحيح بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وبخاصة ذوي الإعاقات الشديدة وذوي اضطراب الذاتوية حيث يعانون من عجز عن التقليد ولذا على معلميهم والقائمين على تنشئتهم تعليمهم مهارات التقليد. 
وغالبا ما يلجأ معدلو السلوك إلى هذا الأسلوب عندما يخفق الشخص ذو الإعاقة في الاستجابة للتعليمات اللفظية. وفي الواقع النمذجة نوع خاص من المثيرات التلقينية يوضح فيها مُعدل السلوك للشخص كيف يؤدي السلوك. وفي هذه الحالة فإن الشخص يكون ملاحظاً(Observer) ومعدل السلوك يكون نموذجا (Model).
وفي التدريب على التقليد يقوم مُعدل السلوك بما يلي: 
(1) الفوز بانتباه الملاحَظ،
(2) تقديم تعليمات لفظية للملاحَظ، 
(3) تأدية السلوك المراد من الملاحظ تقليده،
(4) البدء بسلوك بسيط نسبيا واستخدام التلقين الجسدي عند الحاجة،
(5) تعزيز الملاحظ عند تقليد السلوك المنمذج بنجاح.

وتتوقف فاعلية هذه الفنية على شروط من أهمها وجود قدوة فعلية أو شخص يؤدى النموذج السلوكي المطلوب إتقانه أو قدوة رمزية من خلال فيلم أو مجموعة من الصور لأن الطفل لكي يتقن أداء سلوك معين يجب أن يلاحظ أمامه تأدية هذا السلوك من قبل النموذج وتزداد فاعلية هذه الفنية عندما يكون عرض النموذج السلوكي مصحوباً بتعليمات لفظية تشرح ما يتم كما يجب أن يكون النموذج مقبولاً من الطفل.
أن فاعلية هذه الفنية تزداد بصورة أكبر عندما تكون مصحوبة بالإشارات والحركات التي تعبر عن ما يتم التدريب عليه بالإضافة إلى التعليمات اللفظية كما يجب أن يتسم القائم بالتدريب بالبطء في عرض النموذج مع الأطفال في بداية التدريب حتى يتمكن الطفل من ملاحظته ومتابعته ومن ثم يستطيع تقليده.
مع أرق تحياتي
هاني سيد أحمد

شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق