زراعة القضيب البشرى اصبحت ممكنة

قد يكون العلماء في معهد وايك فوريست Wake Forest للطب التجددي يعرضون الآن أملًا جديدًا للرجال ذوي الاختلافات التناسلية أو الإصابات. حيث أنه في غضون خمس سنوات قد تنتشر هذه التقنية الجديدة: قضبان مُنماة في المعمل.
ربما يبدو هذا أمرًا غريبًا أو خياليًا، ولكن هؤلاء العلماء لديهم مكانة عالية بين قادة مجال الطب التجددي ولقد حققوا بعض التقدمات المدهشة في الماضي. ففي 1999 كانوا أول من نجح في زراعة عضو مُنمى في المعمل داخل البشر، حيث كان مثانةً. ومنذ ذلك الحين، تمكنوا من زراعة مهبل صناعي في النساء اللاتي وُلدن بعيوب تكوينية أو وُلدن بدون مهبل تمامًا، وكان ذلك في عام 2005. كما عمل هؤلاء العلماء على حوالي 30 منطقة مختلفة من الجسد منها الكلية والقلب.
قائد الفريق، أنثوني أتالا Anthony Anatala، بدأ رحلته التناسلية في 1992 ولكنه لم يتمكن من الإثبات النظري لإمكانة زراعة القضبان الصناعية إلا في 2008. وبعد قضاء وقت طويل في هندسة هذه الأعضاء المعقدة، تمكن العلماء من إنماء 12 قضيب يعمل بكفاءة في أرانب التجارب. وبعد زراعتها في المستقبلين، حاول كل الذكور أن يتزاوجوا مع الإناث، تمكن 8 من الـ12 من التزاوج بنجاح، وتمكن 4 منهم من إنتاج ذريةً له. بينما تبدو هذه النتائج مُبشرة إلا أن الحصول على الموافقة بشأن التجارب البشرية هو موضوع مختلف تمامًا. إلا أن أتالا واثق من أنه يمكن أن يحصل على موافقة “هيئة الطعام والأدوية” في خلال خمس سنوات إذا نجح في إثبات أن التقنية آمنة وأن المواد غير سامة وتمكن من تفصيل تقنيته خطوة بخطوة لكي تكون واضحة تمامًا.
إذًا، كيف فعلها؟ قام العلماء في البداية بالحصول على قضيب متبرع وقاموا بنزع كل الخلايا التي عليه عن طريق استخدام مُطهر. تمكنوا بذلك من الحصول على سِقالة من الكولاجين والتي تم استخدامها بعد ذلك مع بعض العضلات الملساء والخلايا البِطانية التي تم الحصول عليها من مُستقبل القضيب. يتم استخدام الثلاث أنسجة (العضلات، البطانة، وسِقالة الكولاجين) كبذرة لإنماء العضو. وتستغرق عملية الإنماء هذه حوالي 4:6 أسابيع. حيث أنّ استخدام خلايا المُستقبل يُقلل من احتمالية حدوث الرفض المناعي الذي غالبًا مايحدث بعد زراعة الأعضاء. ولكن بسبب أن تلك الخلايا يتم حصدها من الذكر، فإنه ليس من الممكن استخدام هذه التقنية في عمليات تغيير جنس الأنثى إلى ذكر. وينصب كامل تركيز تلك التقنية على تحقيق انتصابة سليمة وغير مؤلمة، حيث أن الدم الذي يصل إلى القضيب يجب أن يزداد في حالة الانتصاب. وقد تكون هذه مشكلة في المصابين بارتفاع ضغط الدم أو المصابين بالسكر، حيث أن القضبان الصناعية فيهم قد تفقد قدرتها على الحركة السلسة.
قام الفريق بهندسة ستة قضبان بشرية جاهزة للزرع، وإذا تمت الموافقة على التجارب وتم إثبات نجاحها، فإنّ الباحثون يأملون أن يتم استخدام هذه التقنية على مستوى العالم لمساعدة أناس يمتلكون العديد من المشاكل المختلفة. بالتحديد، مشاكل كالصدمات مثل التي تحدث في ساحات المعارك. ولكن يمكن أيضًا أن تُستخدم في ذوي العيوب التكوينية في المنطقة التناسلية أو في الأطفال الذين يُولدون بمرض يُسمى “المناسل الغير واضحة” “ambiguous genitalia”. حيث أنه قديمًا كان هؤلاء المرضى يخضعون لعمليات تغيير جنس عند الولادة مما يتسبب لهم في مشاكل نفسية جادة على مدار حيواتهم، حيث أن جيناتهم تُملي عليهم تصرفات الذكورة ولكن أجسادهم تتطلب منهم تصرفات الأنوثة، مما يخلق تناقضًا مُدمرًا.
تعرض هذه التقنية تقدمًا هائلًا عن الخيارات البديلة الأخرى المتوفرة حاليًا والتي لاتقترب من الكمال. حيث أن هذه العملية تنطوي حاليًا على إنماء قضيب من خلايا الفخذ أو الذراع ثم إدخال جسم صناعي داخل القضيب لتحقيق المهمة الجنسية. حيث أن هذا الجسم الصناعي يكون إمًا قضيب دائم التصلب ومن الصعب إخفائه، أو جسم قابل للنفخ يتطلب مضخة.
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق