هل يمكن تجنب نوبات الغضب عند الأطفال؟

 الدكتورة ولاء نبيل

بالطبع نعم، مع قليل من التفكير بمنظور مستقبلي يمكنك مساعدة طفلك على تجنب نوبات الغضب، إليك الخطوات التي يجب عليكِ إتباعها:تأكدي من توفير بيئة مناسبة لطفلك وإعداد المنزل بشكل يصلح للعب الطفل وتسليته (وجود أدوات تلوين على سبيل المثال)، و احرصي على حصوله على وجبته و قسطاً من الراحة، و عندما تكوني خارج المنزل وفري بديلاً لتسليته،
مثلاً: إذا ذهبت إلى التسوق حاولي إشراك طفلك في العثور على ما تودّي شراؤه أو حصر عدد الأشياء في سلة المشتريات.
عززي من استقلالية طفلك من خلال إعطاؤه الاختيارات وطرق التحكم فيها. يمكنك أن تمنحيه الاختيار في كل المواقف اليومية الخاصة به مثل: ارتداء الملابس أو تناول الطعام أو وقت الاستحمام. حاولي دائماً أن يكون الاختيار قاصر على شيئين في هذه المرحلة حتى تجنبي طفلك الشعور بالحيرة. بدلاً من أن تنتظري إجابات تحتمل نعم أو لا، يمكنك سؤاله كالتالي: “هل تريد ارتداء القميص الأزرق أم الأحمر؟”، “هل تريد أن تأخذ حمامك الآن أم بعد تناول العشاء؟”.
يمكنك إكساب طفلك ثقة التحكم في تصرفاته من خلال السماح له بالقيام ببعض الأشياء بنفسه فاجعليه مثلاً: يلبس حذاؤه بنفسه أو يتناول الطعام دون مساعدتك. تذكري أنه لابد من احترام مشاعر طفلك عندما تقدمين يد المساعدة حيث سيتقبل منك المساعدة إذا بادرتي بسؤاله أولاً “هل أساعدك؟”. بدلاً من الاندفاع والقيام بما يفعله دون التحدث إليه.
لابد من إدراك تطور القدرات لدى الطفل وخاصةً فيما يتعلق بالسيطرة على الانفعالات وتجنب الأسباب التي تسبب النزاع. وتذكري أنه عندما يشعر الطفل بالحيرة فإن الطريقة الأكثر فاعلية هي التهدئة بدلاً من تصحيح تصرفاته.
حاولي تجنب الخلط بين حاجة الطفل الحقيقية للتهدئة وبين استخدام نوبات الغضب فقط لجذب انتباهك. أنت كأم يمكنك التعرف على احتياجات الطفل جيداً ومعرفة ما إذا كان الطفل مستاء بالفعل أم لا. حوّلي انتباهك بعيداً عن التصرفات السلبية بأن تركزي على الجوانب الإيجابية من تصرفات طفلك. حاولي أن تقللي من ترديد كلمة “لا” واستخدميها فقط في مواقف محددة مثل: وقوف الطفل على الأريكة أو لمسه للفرن، وتجاهلي تماماً السلوك غير المرغوب الصادر عن طفلك لمجرد جذب انتباهك (طالما الطفل في مأمن).
يمكنك أن تساعدي الطفل في التعرف على مشاعره والتعبير عن نفسه من خلال توظيف المواقف اليومية للتعرف على مشاعره الحقيقية. عندما يبدأ الطفل في البكاء أو الضحك، استغلى هذه الفرصة للتحديد مشاعره في هذه اللحظة، وخاطبيه “أعرف أنك تشعر بالحزن الآن” وبالتالي تساعدي طفلك في تحديد الكلمات المناسبة للتعرف على مشاعره.
في هذه السن، لا يكتمل نمو قدرات “المشاركة” لدى الطفل، حاولي رصد تطور القدرات لدى طفلك، حيث أن معظم الأطفال تبدأ في تنمية هذه القدرة بدءاً من سن الثالثة. فلا تتوقعي أن يستطيع طفلك في سن 18 شهراً تعلم معنى المشاركة. ولكن يمكنك توفير البيئة المناسبة والآمنة لكي تعززي مثل هذه القدرات لدى طفلك مثل قولك: ” هذا هو دورك” ثم تعيدي الكرّة مرة أخرى حتى يبدأ الطفل في الوثوق بما تقولين، وبالتالي يستطيع تدريجياً تطوير قدرة تأخير إشباع الرغبات الآنية لديه وأن يتعلم كيف ينتظر دوره.
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق