ريم الزند
القراءة في سيكولوجية الحب سهلة ميسورة، ليست أبدا كمحاولة محاكاة الناس لفهمه وتطبيقه، فتلك رواية لها فصول، وذلك حديث ذو شجون..
يفسر علم النفس الحب بأنه تطابق قناعاتنا ومخزونات عقلنا الباطن مع مواصفات شخص معين نلتقي به صدفةً، أو بترتيب مسبق. لدى عقلنا الباطن (Subconscious mind) مواصفات وبرمجة معينة للصورة التي يجب أن يكون عليها الأشخاص الذين يجب أن نحبهم، أو نفكر بالارتباط بهم، وتأتي منظومة البرمجة هذه مما اكتسبناه من بيئتنا الأسرية ومحيطنا الاجتماعي (الأصدقاء، المدرسة، وسائل الإعلام). فيستقبل العقل الباطن صورة الأم والأب، وعلاقات الذكور والإناث داخل الأسرة، وسلوك كل منهم حسب جنسه، وتفضيلاتهم لشكل المرأة أو الرجل، وحديثهم عن مواصفات معينة ينبغي توافرها في كلا الجنسين، وكلام الأصدقاء عن مواصفات الفتاة/ الشاب الذي يحلمون بالارتباط به، أو معرفته، والصورة التي تقدمها وسائل الإعلام للمرأة/ الرجل، ويحتفظ بها.
وفي موروثنا الاجتماعي والثقافي والنفسي أزمة كبيرة يستقبلها ويخزنها عقلنا الباطن، تدعى "الكمال". منذ طفولتنا ونحن مطالبون بالأولية، فيجب أن تكون الأول في صفك، وليس هذا فقط بل يجب أن تحصل على معدل 100% وإذا قصرت فلتكن 99.9%!!!!
ومنذ طفولتنا والإعلام يصور الرجل المثالي بأنه الذي يمكنه صنع المعجزات، ويحب بطريقة "الأفلام الهندية" وحديثاً "المسلسلات التركية"، وقوي بشكل يكاد يكون خارق للعادة مثل بوباي -الله يسهل عليه- عندما كان يأكل السبانخ!!
ويصور المرأة الجميلة على أنها "ماليكان"، ليس لديها ربع سم زائد في أي منطقة من جسدها، وطريقتها الوحيدة لتسويق نفسها هي ذلك الجسد ذو المواصفات المثالية. فينخدع بذلك أول ما ينخدع المراهقون وأرباب النظرة السطحية بغض النظر عن أعمارهم.
كل هذه المشاهد والموروثات الاجتماعية رسائل يستقبلها عقلنا الباطن، ويحتفظ بها أعواما طويلة إلى حين استدعائنا لها، والاستدعاء معناه أن تفكر بأمر لم يسبق لك التفكير فيه، أو لم يسبق أن ظهر لعقلك الواعي، فتحضره من عقلك الباطن (اللاوعي) إلى الوعي، وعندها تكتشف أن لديك منظومة كاملة أو منقوصة من المواصفات التي تتمنى أن يكون عليها من تحب. تسبب هذه الرسائل ما يسمى بـ "التشوه المعرفي" أو Cognitive Distortions ، وتأتي هنا تحديدا على شكل عبارات الوجوب، مثل: يجب أن أحصل على المركز الأول، لازم يكون وزني كذا، الفتاة التي سأرتبط بها يجب أن تكون نحيفة، لازم كل الناس تكون معجبة بسلوكي، وغيرها الكثير من العبارات التي تسبب القلق والاضطراب في خيارات الفرد وسلوكه، وبالتالي شخصيته.
ولا يمكن التخلص من مثل هذه التشوهات المعرفية التي تعرضنا لها دون علم أو إذن منا، إلا بالتفكير العقلاني، وتفنيد هذه اللزوميات، واستبدالها بأفكار عقلانية، أكثر تقبلا واعتدالا. مما سيمنحنا فرصا أفضل وأكثر لإيجاد أشخاص يمكننا الانسجام معهم، وسنكون عندها أكثر قدرة على تقبل هؤلاء الأشخاص كما هم، دون أن نشترط عليهم تغيير أنفسهم ليكونوا كما نحن نشاء.
القراءة في سيكولوجية الحب سهلة ميسورة، ليست أبدا كمحاولة محاكاة الناس لفهمه وتطبيقه، فتلك رواية لها فصول، وذلك حديث ذو شجون..
يفسر علم النفس الحب بأنه تطابق قناعاتنا ومخزونات عقلنا الباطن مع مواصفات شخص معين نلتقي به صدفةً، أو بترتيب مسبق. لدى عقلنا الباطن (Subconscious mind) مواصفات وبرمجة معينة للصورة التي يجب أن يكون عليها الأشخاص الذين يجب أن نحبهم، أو نفكر بالارتباط بهم، وتأتي منظومة البرمجة هذه مما اكتسبناه من بيئتنا الأسرية ومحيطنا الاجتماعي (الأصدقاء، المدرسة، وسائل الإعلام). فيستقبل العقل الباطن صورة الأم والأب، وعلاقات الذكور والإناث داخل الأسرة، وسلوك كل منهم حسب جنسه، وتفضيلاتهم لشكل المرأة أو الرجل، وحديثهم عن مواصفات معينة ينبغي توافرها في كلا الجنسين، وكلام الأصدقاء عن مواصفات الفتاة/ الشاب الذي يحلمون بالارتباط به، أو معرفته، والصورة التي تقدمها وسائل الإعلام للمرأة/ الرجل، ويحتفظ بها.
وفي موروثنا الاجتماعي والثقافي والنفسي أزمة كبيرة يستقبلها ويخزنها عقلنا الباطن، تدعى "الكمال". منذ طفولتنا ونحن مطالبون بالأولية، فيجب أن تكون الأول في صفك، وليس هذا فقط بل يجب أن تحصل على معدل 100% وإذا قصرت فلتكن 99.9%!!!!
ومنذ طفولتنا والإعلام يصور الرجل المثالي بأنه الذي يمكنه صنع المعجزات، ويحب بطريقة "الأفلام الهندية" وحديثاً "المسلسلات التركية"، وقوي بشكل يكاد يكون خارق للعادة مثل بوباي -الله يسهل عليه- عندما كان يأكل السبانخ!!
ويصور المرأة الجميلة على أنها "ماليكان"، ليس لديها ربع سم زائد في أي منطقة من جسدها، وطريقتها الوحيدة لتسويق نفسها هي ذلك الجسد ذو المواصفات المثالية. فينخدع بذلك أول ما ينخدع المراهقون وأرباب النظرة السطحية بغض النظر عن أعمارهم.
كل هذه المشاهد والموروثات الاجتماعية رسائل يستقبلها عقلنا الباطن، ويحتفظ بها أعواما طويلة إلى حين استدعائنا لها، والاستدعاء معناه أن تفكر بأمر لم يسبق لك التفكير فيه، أو لم يسبق أن ظهر لعقلك الواعي، فتحضره من عقلك الباطن (اللاوعي) إلى الوعي، وعندها تكتشف أن لديك منظومة كاملة أو منقوصة من المواصفات التي تتمنى أن يكون عليها من تحب. تسبب هذه الرسائل ما يسمى بـ "التشوه المعرفي" أو Cognitive Distortions ، وتأتي هنا تحديدا على شكل عبارات الوجوب، مثل: يجب أن أحصل على المركز الأول، لازم يكون وزني كذا، الفتاة التي سأرتبط بها يجب أن تكون نحيفة، لازم كل الناس تكون معجبة بسلوكي، وغيرها الكثير من العبارات التي تسبب القلق والاضطراب في خيارات الفرد وسلوكه، وبالتالي شخصيته.
ولا يمكن التخلص من مثل هذه التشوهات المعرفية التي تعرضنا لها دون علم أو إذن منا، إلا بالتفكير العقلاني، وتفنيد هذه اللزوميات، واستبدالها بأفكار عقلانية، أكثر تقبلا واعتدالا. مما سيمنحنا فرصا أفضل وأكثر لإيجاد أشخاص يمكننا الانسجام معهم، وسنكون عندها أكثر قدرة على تقبل هؤلاء الأشخاص كما هم، دون أن نشترط عليهم تغيير أنفسهم ليكونوا كما نحن نشاء.
0 Post a Comment:
إرسال تعليق