كتبها: د./ شريف عادل جابر
هناك عدد من الاستراتيجيات الفعالة التي تعمل على الحد من مشكلة هامة من المشكلات الرئيسة التي يواجهها الأطفال ذوي اضطراب التوحد، آلا وهي: مشكلة المصاداة الكلامية التي يعاني منها 85% من هؤلاء الأطفال، فالمصاداة الكلامية تعني تكرار ما يسمعه الطفل من كلمات أو عبارات، كما أن للمصاداة الكلامية نوعان، النوع الأول: المصاداة المباشرة، ويقوم من خلالها الطفل بتكرار الكلمات أو العبارات فور سماعها مباشرة، أما النوع الثاني: المصاداة المتأخرة: ويقوم الطفل من خلالها بتكرار الكلمات أو العبارات بعد سماعها بعد ساعات أو أيام أو ربما أسابيع وشهور. ومن أهم هذه الاستراتيجيات المصنفة وفقًا للموقف، هي: الطلب، والاختيار، والرفض، والتحية. فيمكن من خلال استراتيجية "الطلب" الحد من هذه المشكلة، فإذا أراد الطفل مثلاً: "تفاح" فعلى الأخصائي أن يقول له: "باسم عايز تفاح"، ومن ثم إما سيقوم الطفل بترديد آخر كلمة وهي "تفاح" أو سيردد نفس الجملة السابقة. كما يمكن من خلال استراتيجية "الاختيار" الحد من هذه المشكلة، فإذا أراد الأخصائي أن يختار الطفل من بين بديلين، فأنه يتوجب على الأخصائي أن يقول له، مثلاً: "عربية" في الوقت الذي يمسك الأخصائي في إحدى يديه "عربية" وفي اليد الأخرى "طيارة" فإذا اختار الطفل "العربية" مثلاً، فعلى الأخصائي أن يعطيه إياها، ثم يقول الأخصائي للطفل: "باسم عايز عربية"، وإذا كان الطفل يردد آخر كلمة فعلى الأخصائي أن يقول للطفل"عربية" فقط. أما عن استراتيجية "الرفض" ودورها في الحد من هذه المشكلة، فإذا أراد الطفل-مثلاً- ألا يأكل، فبالإمكان أن يقول الأخصائي له: "مش عايز آكل"، وعلى الأخصائي أن يحترم رغبة الطفل لرفضه تناول الطعام، وإذا كان الطفل يردد آخر كلمة فعلى الأخصائي أن يقول للطفل"لا". أما استراتيجية "التحية" ودورها في الحد من هذه المشكلة، فإذا أراد الأخصائي تحية الطفل فعليه أن يقول "صباح الخير" فقط ولا يقول اسم الطفل، ويمكن أن يجذب الأخصائي انتباه الطفل بأن ينادي عليه، وبعد أن يحصل الإخصائي على انتباه الطفل، بإمكانه أن يقول له التحية. ومن خلال التدريب المستمر للأطفال ذوي اضطراب التوحد (الذين يعانون من هذه المشكلة) على هذه الاستراتيجيات، يتمكن الأخصائي من الحد من هذه المشكلة أو إطفائها تمامًا لدى هؤلاء الأطفال.
0 Post a Comment:
إرسال تعليق