بدأ التفكير في مشروع الولادة الآمنة من قبل منظمة الصحة العالمية وإدارة المستشفيات في وزارة الصحة والتي آمنت بالمشروع وبذل العاملون فيها الكثير من الجهد لمتابعته وإزالة المعوقات التي قد تعترض تطبيقه على أرض الواقع .
وقد بدأ المشروع في عام 2011م في مستشفى الهلال الإماراتي ، وكذلك مستشفى التحرير على أن يتم تعميم الفكرة على باقي المستشفيات في حال نجاح تطبيقها في هذين المستشفيين .
سلامة الأم و الجنين
و في هذا السياق،قال د.عمر البهنساوى استشاري و رئيس قسم ولادة (ب ) في م.الهلال الاماراتى برفح و رئيس لجنة المتابعة للولادة الامنة بأن مشروع الولادة الآمنة يهدف إلى تحقيق أكبر قدر من السلامة للأم والجنين أثناء الولادة وبعدها مباشرة من خلال تطبيق بعض اللوائح والقوانين المتعلقة بعملية الولادة.
وأضاف:”كما يهدف إلى الإقلال من استعمال العقاقير المحرضة لزيادة آلام الولادة مثل عقار السينتوسينون ،و كذلك الإقلال من الاعتماد على الأدوية المستعملة ومسكنات للأم واستبدالها بطرق أخرى نفسية مع استعمال بعض التمارين الرياضية أثناء الولادة مما يسهل عملية الولادة ويقلل الحاجة لمثل هذه التدخلات الطبية .
القابلات القانونيات
و أكد د.البهنساوى على إيجاد مشاركة فعالة من قبل الزميلات القابلات القانونيات في أقسام الولادة لإدخال الحالات إلى القسم ومتابعتها مما يضمن أن تكون القابلات أكثر فعالية في عملية إدخال ومتابعة السيدات الحوامل اللاتي يكنَّ في وضع الولادة.
نجاح تطبيق المشروع
ولضمان نجاح تطبيق المشروع ، أوضح د.البهنساوى على أنه تم عقد عدة اجتماعات لوضع التصور الأمثل للملف الصحي لحالات الولادة وتقارير الخروج ، ووضع التصنيف الدولي للأمراض على ورقة الخروج وكذلك تم تدريب القابلات حديثات التعيين على مفهوم الولادة الآمنة .
و لفت إلى متابعة ما يتم تسجيله في الملفات من قبل لجنة شكلت لهذا الغرض ، وتم شرح العمل بنظام “partogram” وكيف يمكن استخدامه لمتابعة حالات الولادة مما كان له أكبر الأثر في التقليل من الآثار والمضاعفات التي قد تحدث أثناء وبعد عملية الولادة .
و أوضح البهنساوى إلى أنه تم البدء بشكل جزئي لمعالجة أية عقبات قد تعترض التنفيذ ،حيث تم تقسيم الحالات إلى قسمين الأولى حالات الحمل الطبيعي التي ليس لديها أية مشاكل صحية قد تؤثر على الأم أو الجنين أثناء الولادة ،حيث تم الاتفاق على أن تقوم القابلات بمتابعة هذه الحالات منذ دخولها وحتى بعد الولادة و تقوم أيضا بعملية التوليد ومتابعة الأم حسب ما هو معمول به في بروتوكولات وزارة الصحة .
و أضاف :”القسم الثاني يشمل حالات الحمل الخطر حيث يقوم الطبيب بنفسه بمتابعة أثناء وبعد الولادة والتدخل إذا لزم الأمر ، كما يقوم الطبيب بمتابعة حالات الحمل قليل الخطورة إذا طلبت منه القابلة ذلك لأي سبب طبي.
انخفاض نسبة العمليات القيصرية
هذا وقد تم تطبيق البرنامج بالكامل في شهر فبراير 2012م ، و قال د.البهنساوى في هذا الجانب :”كانت هناك متابعة دقيقة للإحصائيات في المستشفى عن مختلف النواحي الطبية المتعلقة بالولادة وقد لوحظ قلة المشاكل الناتجة عن الولادة إلى أدنى مستوياتها، كما انخفضت نسبة العمليات القيصرية وكذلك الولادة بالشفط إلى مستويات أقل من مثيلاتها على مستوى العالم،إلى جانب قلة التزام الجميع بمتابعة الحالات على أساس علمي ومتابعة تطور الولادة على “partogram” مما كان له اكبر الأثر في إحراز هذا النجاح .
متابعة الطفل بعد الولادة
وقال د.البهنساوى للمكتب الاعلامى الصحي:بأن المشروع امتد بعد ذلك ليشمل متابعة الطفل بعد الولادة ، والكشف عليه بعد الخروج من المستشفى وكذلك متابعة حالات وفيات الأطفال قبل وأثناء وبعد الولادة ، لاستخلاص الدروس والعبر منها ومحاولة الاستفادة منها في متابعة الحالات المرضية .
مشاكل و معيقات
و نوه د.البهنساوى إلى بعض المشاكل التي اعترضت قبل البدء بالمشروع وأثنائه منها عدم وجود ملف صحي متكامل في معظم المستشفيات في قطاع غزة باستثناء مستشفى الهلال الاماراتي،و كذلك وجود أعداد من القابلات القانونيات اللاتي كن حديثات التعيين.
و أضاف : عدم التزام الفرق الطبية بتسجيل الملاحظات أولاً بأول سواء في ملف المرضى أو في صفحة متابعة الولادة “partogram”، وجود بعض الممارسات الطبية الخاطئة مثل التحريض للولادة وإعطاء الطلق الصناعي بدون مبرر في كثير من الأحيان.
هذا و شكر د.البهنساوى إدارة المستشفيات على دعمها المستمر لإنجاح هذا المشروع و على تعميم تطبيق البرنامج في جميع مستشفيات قطاعنا الحبيب ليرتفع بذلك مستوى الأداء الصحي وتعم الفائدة المرجوة من هذا البرنامج.
0 Post a Comment:
إرسال تعليق