اكد علماء النفس البشرية أن التفكير السلبي يصنع شخصية تنبعث منها الكراهية والحقد والحسد والشكوك وسوء التعامل والتشاؤم والنظرة اليائسة تجاه الحياة؛ وبالتالي تعمِّق آلام الآخرين
أما القلوب الرحيمة والنفوس الطيبة والصدور التي تكِنُّ الحُبَّ والصدق والود، وتتمنى الخير، وتسعى إليه، لا شك أنها تغرس بذور الخير في كل النفوس، وتزرع دروب الحياة بالأمل المورق، وتصنع الفرح والبهجة، وتنير طريق الآخرين؛ وبالتالي فهي علاج لكثير من المشكلات.
فالحب فيه علاج ناجع لكثير من امراضنا النفسية والصحية والاجتماعية، وبإمكاننا بنظرة متعمقة للحياة أن نغيِّر مشاعرنا تجاه الآخرين، ونجعلها مشاعر حُبّ وصدق ووفاء وحُبّ للخير لكل الناس، وتمني السعادة لهم جميعاً، بل السعي من أجل تحقيقها؛ لأن النفوس الطيبة والقلوب السليمة ترى سعادتها في سعادة الآخرين، ومن هنا يتحول الحب النابع منها إلى دواء يسري في أوصال الغير، ويعالج ما لديهم من عِلل ومشكلات ومعاناة وآلام.
وايضا الابتسامة والتسامح والهدوء والراحة النفسية والإيثار والكلمة الطيبة ومساعدة الآخرين وإبداء النصح وحُبّ الخير والصدق في التعامل.. كلها من مظاهر الحب الصادق، وكلها تصنع الفرح، وتحقق الراحة النفسية وسلامة النفس لدى الآخرين، وهذا فيه علاج لهمومهم، ومشاكلهم النفسية والصحية والاجتماعية.
والحُبّ شعور طبيعي للنفس المتوازنة المتصالحة مع ذاتها، وهو ينعكس في راحة البال وراحة الضمير، وصفاء النفس، وحُسْن الظن، والثقة والطمأنينة، وحُسْن العلاقات مع الآخرين، والتسامح والتضحية وخدمة الآخرين.. وهي قيم حث عليها الإسلام، وكرسها، وأوصت بها السُّنة النبوية المطهَّرة، ولها تأثيرها في علاج الاكتئاب والقلق وأمراض القلب، وغيرها من العلل.
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه"، وهذا يعزز قيم الإيثار والحُبّ، وفي ذلك تذويب لمشاعر الحقد والحسد والكراهية.. فأي علاج أفضل من هذا؟ وأي علاج نحتاج إليه في هذا العصر أكثر من هذا؟ إنها معجزة النفس البشرية، تحمل سمومها وترياقها بين جوانحها، وتحمل الأمل والرجاء، واليأس والإحباط بين جنباتها، لا ينفعها إلا التوازن والتصالح مع الذات، وينبع من بين حناياها الحُبّ الصادق؛ ليشكل النظرة السوية للحياة، والرسالة القويمة للمسلم، والعلاج الناجع لأمراض العصر ولمشكلات الناس النفسية والصحية والاجتماعية.
وقد اكدت الابحاث العلمية في دراسة النفس البشرية ان التوازن النفسي والتصالح مع الذات يعكسان موجات من الحب الصادق الذي يدفعه التفكير الإيجابي، ويمنحه القلب السليم قوة الدفع التي تجعله يستقر لدى الآخرين برداً وسلاماً وشفاء وراحة للدواخل، ويترجم نظرة مليئة بالجمال والتفاؤل تجاه الحياة وتجاه الغير؛ لأن النفس الواثقة المطمئنة الصادقة لا يصدر عنها إلا الحب والمودة وحب الخير للناس والتسامح مع الآخرين.
بقلم الدكتورة إيناس نجيب
ممتاز جدا احسنتى دكتورتنا الغاليه
ردحذف