لمن تدق اﻻجراس ازمة العلاج النفسي في مصر

دكتور أحمد خيري حافظ

لا يعرف الكثيرون شيئا عن تاريخ العلاج في مصر والصراع الذي دار بين الأطباء متمثلا في وزارة الصحة وبين الأخصائيين النفسيين في النصف الاول من القرن العشرين والذي شهدته اروقة المحاكم وانتهت بأحقية الاخصائيين النفسيين من خريجي كليات الأداب والتربية وبناءا علي الحكم ألزمت وزا رة الصحة باصدار قانون يشترط علي كل من يرغب في ممارسة العلاج النفسي ان يحصل علي ترخيص من الوزارة اذا ما توفرت لديه شروط بعينها سواء اكان طبيبا ام اخصائيا نفسيا.

وبذلك سبقت مصر العديد من دول العالم في هذا المجال،(ولمن يرغب في معرفة هذه الحقبة الخصبة ان يرجع لوثيقة مهمة وهي كتاب مشكلة التحليل النفسي في مصر للمحامي القدير والمحلل النفسي الشهير الاستاذ محمد فتحي)

كانت هذه هي البدايات المشرقة لتاريخ العلاج النفسي في مصر وكما اصابنا تدهور وتراجع في معظم المجالات جري الامر نفسه في ميدان العلاج النفسي.

واستطيع ان ارصد اهم معوقات العلاج النفسي في ثلاثة محاور هي:

المحور الاول: المعالج النفسي:
لقد تحولت مهنة العلاج النفسي الي سوق للتجارة والمكسب السريع فاكتظت بكثيرمن غير المتخصصين ومن غير الحاصلين علي شهادات اوترخيص واحيانا تدريب وتحول العلاج النفسي الي (لغوصة ) ضررها يتجاوز فوائدها وفي الغرب ينتمي المعالج النفسي الي مدرسة علاجية بعينها اما في مصر فالمعالج(بتاع كله ) وللاسف بعض المعالجين هم الاولي بالعلاج من مرضاهم. وافتتحت كثير من المراكز العلاجية تحت مسميات مختلفة تقوم بعمل دورات وبرامج باسعار باهظة ولا تقدم علما او خبرة نافعة.

والاخطر من ذلك انه لا يوجد دستور اخلاقي يحكم الممارسة ويقومها.كما ان التراخيص احيانا يحصل عليها من لا يستحقها.

المحور الثاني :المريض المصري:
المريض النفسي في مصر غالبا لا يقتنع بالعلاج النفسي(بالكلام ) وعادة لا يتوجه للعلاج النفسي الا اذا غلب حماره وفقد الامل في العلاجات الاخري ومن بينها الدجل والشعوذة ومعظمهم يكتفي بما يصرف له من دواء من اطباء التخصصات الاخري.وقد لفت نظري ان بمجرد ان تتحسن اعراضه يتوقف ولا يكمل العلاج. كما اننا لا ننكر ان تكلفة العلاج النفسي والتي تمثل عبئا لا يحتمل.وتلعب التقاليد والعادات دورا معوقاهي الاخري فالزوج والاب يصران علي حضور الجلسات العلاجية وهم من اسباب الاصابة بالاضطرابات النفسة.

المحور الثالث: الطريقة العلاجية:
في الغرب يتوجه المريض النفسي لمعالج نفسي ينتمي لمدرسة علاجية بعينها .فهذا محلل نفسي وذاك معرفي وأخر سلوكي واخرون ينتمون لمدارس اخري عديده.
اما في مصر ليس امامك الا طبيب ودواء او معالج لا ينتمي لاية مدرسة علاجية واذا انتمي فلا يعرف عن انتمائه الا القشور واذن انت امام غير المتخصصين والذين لا يتوفر لهم برامج علمية وتدريبية رصينة سواء في الجامعات او في المراكز الاخري.
وقد طرح استاذنا الجليل الدكتور رشدي فام الدعوةالي ما يسمي بالمدرسة التوفيقية والتي تاخذ من كل مدرسة زهره ولكن ذلك يتطلب المعرفة بالزهور قبل قطفها.

ازمة العلاج النفسي في مصر ازمةمعقدة ومزمنة ووما ذكرته الا مقدمة بسيطة ولا تروي الغليل. 

ولا استطيع وانا اختتمهاالا ان اذكر بعض الجهود المخلصةالتي قدمها محمد شعلان ويحي الرخاوي واحمد عكاشه وعادل صادق وخليل فاضل وشوقي العقباوي وغيرهم من الاطباء النفسيين.

كما لا انسي فضل رشدى فام ونجيب اسكندر ومصطفي سويف وقدري حفني ونجيب الصبوة واعتذر عن عدم ذكر اسماء كثيرة من اصحاب الفضل لضيق المساحة والوقت.

لمن تدق الاجراس..؟(مع الاعتذارللروائي الامريكي شتاينبك )تدق الاجراس معلنة عن خطر داهم لازمة العلاج النفسي في مصر لنتصدي لها قبل نصحو يوماوقد غمرنا الطوفان وما من سفينة نجاة.
شارك على جوجل بلس

.

    اكتب تعليق بحساب بلوجر
    اكتب تعليق بحساب فيسبوك

0 Post a Comment:

إرسال تعليق